كتب أحدهم على حسابه في أحد مواقع التواصل الاجتماعي "الإقلاع عن فيسبوك أصعب من الإقلاع عن التدخين"، ويبدو هذا الأمر حقيقيا علميا إلى حد بعيد، ذلك أن دراسة نشرت أخيرا أفادت أن الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي بات أقوى من الإدمان على الكحول والمخدرات. وأظهرت دراسات نشرت في دول عربية وأوربية كما من الآثار السلبية التي تلحق بالشخص الذي يدمن على المواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام، ومن هذه الآثار، حب الوحدة والانعزال عن العائلة والشعور بالتوتر والخمول الجسدي والاكتئاب وغيرها. وتوضح دراسة أجرتها جامعة كورنال الأميركية ونشرت نتائجها في ديسمبر الجاري، أن الكثير ممن يحاولون الإقلاع عن موقع فيسبوك لكنهم يعودون إليه لاحقا. واعتمدت الدراسة على دعوة مجموعة من مستخدمي فيسبوك إلى إغلاق حساباتهم في الموقع لمدة 99 يوما، والكتابة عن شعورهم خلال 33 يوما، واكتشف القائمون على الدراسة عوامل تجبر الكثيرين على العودة إلى الموقع الاجتماعي، مثل اعتبار أن الموقع إدمان لا رد له، وآخرون معنيون بصورتهم أمام الناس لذلك يسعون إلى العودة للموقع. وحسب الدراسة فإن هناك 1.49 مليار مستخدم فعال لموقع فيسبوك الذي يعتبر أضخم شبكة اجتماعية في العالم. وكانت دراسة علمية نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في أغسطس الماضي أشارت إلى وجود 400 مليون شخص يعانون من الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم. ويقول الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز في حديث ل"سكاي نيوز عربية" إن الوقت الذي ينفق على مواقع التواصل يزيد عن الفائدة المرجوة منها، إذ إنها تأتي على حساب أنشطة أخرى اجتماعية ومعرفية. وتابع: "قد يكون الإطار المعرفي الناتج عن مواقع التواصل مزيفا أو غير مطابق للواقع، وقد يؤدي إلى استلاب الشخص أي حرفه عن الحقيقة". ووأوضح عبدالعزيز أن الإدمان على مواقع التواصل يرتبط بعاملين: أولا، الفترة الزمنية التي يمضيها الفرد على مواقع التواصل الاجتماعي، وثانيا الحيز الذي تحتله موضوعات واتجاهات مواقع التواصل في وعي المستخدم. وأضاف عبدالعزيز إن الإدمان على مواقع التواصل لا يعتمد على الوقت فحسب، بل يمتد إلى الإطار المعرفي للفرد الذي تسيطر عليها الإفادات المتتالية عبر تلك المواقع. لكن أمر التخلص من الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي صعب، إلا أن هناك خطوات للإفلات من هذا الإدمان، تبدأ بإدراك الشخص لخطورة إنفاق ساعات طويلة في اليوم على الشبكات الاجتماعية.