تصدت قوات البيشمركة الكردية مدعومة بضربات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لأكبر هجوم يشنه مسلحو تنظيم "داعش" في العراق منذ خمسة أشهر، حسبما صرح مسؤولون عسكريون أمريكيون، من جهتها أحرزت القوات العراقية تقدما غرب مدينة الرمادي واستعادت السيطرة على عدد من الأحياء بعد طرد مسلحي داعش منها، وأعلن الجيش العراقي في بيان أن قوات مكافحة الإرهاب سيطرت على حي الحكم المحلي في منطقة التأميم إحدى كبرى مناطق الرمادي، كما سيطرت على مصنع للزجاج على المشارف الغربية للمدينة ورفعت العلم العراقي فوق برجها. وقال بيان لقوات البيشمركة إن داعش تكبد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات أثناء العمليات. وهاجم مسلحو التنظيم مواقع عدة بالقرب من مدينة الموصل شمالي العراق. وأفاد المسؤولون الأمريكيون بمقتل نحو 180 مسلحا من التنظيم في الهجمات التي بدأ الأربعاء واستمرت حتى صباح امس الخميس. وقال مسؤولون أمريكيون وأكراد إن "المسلحين شنوا الهجمات مستخدمين الأسلحة الرشاشة والسيارات المفخخة والصواريخ والبلدوزرات المصفحة". وقال الجنرال مارك أودوم، وهو أكبر مسؤول عسكري أمريكي في العراق، إن الهجوم ربما كان "هجوما فاشلا"، حسب صحيفة النيويورك تايمز. وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي إن الأمر محاولة لعرقلة الخطط الرامية لاستعادة مدينة الموصل. ومن ضمن المواقع التي استهدفها تنظيم داعش بلدة بعشيقة حيث كانت القوات التركية مؤخرا تدرب القوات الكردية، الأمر الذي أدى إلى صدام مع الحكومة العراقية. من جهته، اعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ان تنظيم داعش قصف قوات البيشمركة ومعسكر الحشد الوطني تتواجد فيه قوات تركية ب120 قذيفة هاون في محور بعشيقة من دون خسائر بشرية. وفيما أشار الى ان قوات البيشمركة تمكنت من قتل 23 عنصرا من داعش في المحور ذاته، اكد استمرار المعارك بين الطرفين في محور الخازر شرقي الموصل. وقال سعيد مامازوني، مسؤول الإعلام في الحزب الديمقراطي الكردستاني لفرع الرابع عشر، إن "عناصر داعش، قاموا بقصف مواقع تابعة لقوات البيشمركة ومعسكر الحشد الوطني بأكثر من 120 قذيفة هاون في محور بعشيقة شمالي الموصل"، مبينا أن "قوات البيشمركة تمكنت من قتل اكثر من 23 عنصرا من داعش وتدمير 4 همرات مفخخة للتنظيم في المحور ذاته". إلى ذلك، أعلن محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي، مقتل واصابة ستة من عناصر الحشد الوطني خلال القصف. وقال النجيفي في بيان، إن "اثنين من عناصر الحشد الوطني قتلا واصيب اربعة اخرين بجروح خلال قصف داعش على معسكر الحشد الوطني في ناحية زليكان بمحور بعشيقة شمالي الموصل". إلى ذلك، تبنى مجلس الامن الدولي بالاجماع في اجتماع لوزراء مالية الدول الاعضاء فيه للمرة الاولى، قرارا يهدف الى تعزيز العقوبات ضد تنظيم داعش وقطع مصادر تمويله. ويدعو القرار الدول الى تبني قوانين تنص على اعتبار تمويل تنظيم داعش والمقاتلين الاجانب الذين ينضمون اليه "جريمة خطرة". وقال وزير الخزانة الامريكي "بينما نحقق تقدما في عزل تنظيم داعش ماليا، اذا اردنا النجاح فعلينا تكثيف جهودنا الخاصة والمشتركة على المستوى الدولي". ويمكن للجنة العقوبات التابعة للامم المتحدة التي تتألف من الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن ان تفرض تجميد موجودات ومنع سفر وحظر اسلحة على افراد وكيانات مرتبطين بمتطرفي التنظيم. وذكرت مجموعة آي اتش اس للتحليل التي تتخذ من لندن مقرا لها ان تنظيم داعش يكسب ثمانين مليون دولار شهريا، لكن ضربات الطائرات الروسية والتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة على منشآت نفطية تشكل ضغطا على مصادر تمويله. وقالت المجموعة نفسها ان حوالى نصف واردات التنظيم الجهادي تأتي من الابتزاز وسرقة الممتلكات و43 بالمائة من مبيعات النفط والباقي من تهريب المخدرات وبيع الكهرباء وتبرعات. وذكر وزير المال الفرنسي ميشال سابان انه "من الضروري تقاسم المعلومات بشكل افضل وبالسرعة والكمال الممكنين. في بعض الأحيان بضع ساعات تحدث فرقا في منع هجوم".