بدأ وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر محادثات في أربيل للتنسيق في الحرب على التنظيم، والوجود العسكري التركي قرب الموصل. بعد يوم على شن «داعش» هجمات غير مسبوقة باستخدام الانتحاريين والعربات المفخخة والصواريخ استهدفت مواقع قوات «البيشمركة» ومعسكراً يضم مدربين أتراكاً في أطراف نينوى. وقال مصدر عسكري كردي أمس إن «البيمشركة صدّت هجمات واسعة في محاور بعشيقة والخازر وناوران والكسك وتل أسود وجبل زردك وسنجار، وذلك في إطار حملة بدأها ليل الثلثاء - الأربعاء»، وأعلن مجلس أمن الإقليم في بيان «قتل أكثر من 70 إرهابياً من داعش، وتدمير 11 عجلة كانت معدة للتفجير، بدعم من طائرات التحالف التي شنت نحو 25 غارة»، لافتاً إلى أن «التنظيم استخدم الجرافات لفتح الطريق أمام العجلات المفخخة»، وزاد أن «البيشمركة استعادت السيطرة على مقر اللواء 91 التابع للفرقة 16 في الجيش العراقي في أطراف الخازر، بعدما كان «داعش» سيطر عليه ليلة الأربعاء»، وأفاد مصدر آخر بأن «آمر القوة الثانية في الفرقة الخامسة لقوات الزيرفاني التابعة للبيشمركة قتل خلال مواجهات في جبل زردك». وقال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي ل «الحياة» إن «البيشمركة شنت هجموماً مضاداً في محور الخازر وتمكنت من استعادة المناطق التي كانت خسرتها في هجمات الأربعاء، وتحديداً في حدود قرى حسن شام والمنكوبة وتل أسود»، مشيراً إلى أن «دائرة الطب العدلي في الموصل استقبلت نحو 63 من جثث داعش»، وزاد أن «داعش قصف الأربعاء معسكر الحشد الوطني (يضم قوات تركية) بأكثر من 120 قنبلة هاون أدت إلى قتل 3 جنود بينهم مستشارون أتراك». إلى ذلك، أعلن محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي الذي يتولى قيادة «الحشد الوطني» في المعسكر المذكور أنه «كان موجوداً فيه أثناء القصف الذي استمر ساعتين ونصف الساعة حيث سقطت اكثر من 130 قذيفة، وتمكن انتحاريون من التسلل إليه وقتلتهم البيشمركة». وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو خلال مؤتمر صحافي أمس إن «الهجوم الأخير على قواتنا في معسكر الزلكان مؤشر خطير، يستدعي إرسال تعزيزات إضافية لحماية المدربين والمستشارين، وسنتحاور مع بغداد في ذلك». من جهة أخرى، جاء في بيان لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس أنه «اطلع على تقارير تفيد بتعرض قاعدة تتمركز فيها قوات تركية في شمال العراق للقصف»، مشيراً إلى أنه «تحدث مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورحبا بمؤشرات أولية إلى مغادرة بعض القوات التركية»، داعياً الجانبين إلى «الإسراع في جهود التهدئة وتأكيد أمن العراق وسيادته، وتعزيز التعاون بينهما». فيما قال العبادي إن «أي وجود لقوات أجنبية في العراق يمكن أن يتحقق فقط من خلال التنسيق مع الحكومة وبعد موافقتها». وتأتي التطوّرات مع وصول وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إلى أربيل قادماً من بغداد التي أجرى فيها محادثات مع العبادي حول جهود محاربة «داعش» والتنسيق في «مجال التسليح والتدريب»، وعقد كارتر اجتماعاً مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، ركزت على الإستراتيجية الجديدة للإدارة لمحاربة التنظيم، والتوتر بين بغداد وأنقرة.