تتسارع خطى الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي لتسليح قوات «البيشمركة» الكردية، وعينت بريطانيا أمس مندوباً عسكرياً في أربيل، فيما تصاعدت المطالبات السنية باستقلال إدارة مدنهم عن بغداد وتدويل قضيتهم. إلى ذلك، علمت «الحياة» أن عناصر «داعش» الذي فشل هجومه على مصفاة بيجي في صلاح الدين، نقل معدات ثقيلة من الموصل إلى داخل الأراضي السورية خوفاً من استهدافها بالطائرات الأميركية. وقال مسؤول كردي مقرب من حكومة إقليم كردستان ل «الحياة» أمس، إن «الولاياتالمتحدة وعدداً من الدول الأوربية بدأ إرسال أسلحة إلى قوات البيشمركة، فيما سيتم إرسال مدرعات في مراحل مقبلة». وأضاف المصدر أن «المستشارين الأميركيين الموجودين في أربيل أبلغوا المسؤولين الأكراد صعوبة نشر قواتهم على الأرض. وأكدوا أنهم سيعملون على إعداد البيشمركة». وأوضح أن «نحو 250 مسؤولاً أمنياً وعسكرياً أميركياً، بينهم جنرالات سبق أن عملوا في العراق، موجودون حالياً في إقليم كردستان ويقدمون الاستشارة العسكرية في إطار غرفة عمليات موسعة». وأعرب العضو في «الاتحاد الوطني الكردستاني» حسن جهاد عن استيائه من اعتراض الحكومة في بغداد على تسليح «البيشمركة»، وقال ل «الحياة» إن «المجتمع الدولي فوجئ بمستوى تسليح البيشمركة الخجول ورفض بغداد تسليحها منذ سنوات». وأضاف أن «وزارة الدفاع في بغداد لم تعط البيشمركة طلقة واحدة خلال السنوات الماضية، ولهذا قرر المجتمع الدولي دعم إقليم كردستان لمصلحة البلاد ودرء مخاطر داعش». وأوضح أنه «بعد سيطرة البيشمركة على سد الموصل بالكامل بدأت تتجه نحو مناطق جنوب السد ووصلت الى بعد بضع كيلومترات عن ناحية زمار في أطراف تلعفر». وأعلنت الحكومة البريطانية في بيان أمس، تعيين مبعوث عسكري رفيع المستوى في أربيل و «إرسال مساعدات وتجهيزات عسكرية إلى قوات البيشمركة والجيش العراقي عبارة عن ملابس ومستلزمات أخرى، بالإضافة إلى الأسلحة والأعتدة». وأضاف أن «رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عين كبير مستشاري وزارة الدفاع سيمون مايول ممثلاً خاصاً في إقليم كردستان، وسيصل إلى أربيل الأسبوع المقبل». وفي الموصل، أكد سعد البدران، أحد شيوخ عشائر المدينة الذي غادر إلى إقليم كردستان بعد سيطرة التنظيم على الموصل ل «الحياة» أمس، إن «العشرات من عناصر داعش قتلوا خلال اليومين الماضيين، فيما بدأ التنظيم نقل آليات عسكرية إلى سورية». وأوضح أن «عدداً من أعضاء عائلته الموجودين في المدينة أكدوا أن العشرات من قتلى داعش وصلوا إلى المستشفى العام في المدينة والمستشفى الجمهوري مساء أول من أمس». وأضاف أن «داعش نقل آليات عسكرية كان حصل عليها من وحدات الجيش، خصوصاً من معسكر الغزلاني، إلى الجانب السوري، خوفاً من تدميرها بالقصف الذي تنفذه الطائرات الأميركية». إلى ذلك، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا خلال مؤتمر صحافي في بغداد أمس، أن «القوات الأمنية صدت أكبر هجمة للإرهابيين على مصفاة بيجي وقتلت 70 منهم». ولفت إلى أن «المناطق التي يتخذها داعش منطلقاً للعمليات الإرهابية باتجاه بيجي هي البوجواري ومنطقة الفتحة»، وأشار الى إن «التنظيم جمع كل ما يملك خلال هجوم كبير استهدف مصفاة بيجي من ثلاثة محاور، واستخدم دبابتين و4 همرات و6 عجلات تحمل أسلحة متوسطة لكن تم صده». وأضاف: «أكملنا الصفحة الأولى والثانية من معركة تطهير تكريت في صلاح الدين وما زالت أمامنا صفحات أخرى لتطهير المدينة بالكامل». واستمرت تداعيات حادثة مقتل العشرات من المصلين في أحد جوامع ديالى، ودعا محافظ الموصل أثيل النجيفي إلى تدويل قضية السنة، فيما دعت «الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية» (جامع) إلى الإسراع في تشكيل الإقليم السني. ودعا النجيفي في بيان أمس، إلى «مطالبة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بإصدار قرار عاجل من مجلس الأمن للتدخل في ديالى، كما فعلت في مناطق أخرى في العراق ومنها قرار يدعو إلى تدويل قضية السنة». وأضاف: «لا وقت للتباكي على مجزرة ديالى، كما لا وقت لوقف المفاوضات، أو التهديد بالمقاطعة، لقد ذبحنا في دور عبادتنا (...) لذلك نقول إنه الوقت المناسب لتدويل قضيتنا، فلندع العالم ليحمي أهلنا بعد أن سلبنا قدرة الحماية».