وصف الشيخ عبدالمنعم المشوح رئيس حملة السكينة للوسطية بوزارة الشؤون الإسلامية سمات الخطاب المتطرف واستعرض اهم مرتكزاته من قبل الجماعات المتطرفة والذي كانوا يؤثرون فيه على المتلقي، من ذلك فساد منهج الاستدلال: فهم يبنون أحكامهم ورؤاهم ومنهجهم على مجموعة انتقاءات من كتب بعض العلماء المتقدمين والمتأخرين لا يأخذونها في سياقاتها لا العلمية ولا التأريخية، فينتقون ما يوافق هدفهم (السياسي أو الفكري)، فأئمة الإسلام لا يمكن أن يؤصلوا لمنهجٍ يخالف بدهيات وقواعد شرعية مثل: الجماعة وعدم شق الصف وحقن الدماء وحفظ الحقوق والمعاهدات.. كلها قواعد كلية يجب صيانتها والمحافظة عليها وذلك لحفظ الدين والمجتمعات والقيام بحق الله جل وعلا. فديننا ليس فوضى وليس دين غدر وخيانة ونقض للمواثيق والعهود. وأضاف المشوح: يقول الله جل وعلا: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)، هذا منهج في الاستدلال والنظر والتفكير، ألا يكون الإنسان خفيف العقل رقيق النظر بحيث يطير بالخبر ويتخذ موقفا تجاه ما سمع أو يُتناقل. وواقع هؤلاء يخالف هذا المنهج المستقيم، فتهييج الجماهير والناس سمة من سماتهم بالأخبار والنقولات والاختيارات العلمية التي توافق ما في نفوسهم. وكيف قُتِل خليفة رسول الله عثمان رضي الله عنه؟ إلا بالتأليب ضده وبالتحريض والتهييج وتناقل الأخبار وانتقاء المواقف والاستدلالات الفاسدة. وذكر الشيخ المشوح: إذا كان المسلم يتورّع أن يُفتي أو يحكم في مسائل الطهارة والعبادات فكيف يتجرأ على مسائل الدماء والردّة! وليس مطلوبا منه أصلا أن يتحقق ويبحث في حال فلان من الناس هل هو على الإسلام أو الكفر لأن هذا مهمة القضاء والمحاكم لما يترتب عليها من أحكام وتبعات دينية ودنيوية، فأغرقوا الناس في مسائل التكفير والردّة وإقامة الحدود وإسقاط المعاهدات بناءً على استدلال فاسدٍ ليس له محل من النظر الصحيح ويخالف منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة، ويناقض أصول أئمة الإسلام والفقهاء رحمهم الله تعالى، ولو كان الأمرُ كما يبثون ويقولون لفسدتِ الدنيا وأصبحت فوضى فلكل شخص حق التكفير وإقامة الحد والمحاسبة ونقض العهد والأمان! وختم الشيخ عبدالمنعم «ومن سماتهم الفكرية وسمات خطابهم أنه يدلّ على ضعف حجتهم وفقد الاستدلال بالنصوص الصحيحة والصريحة واستدلالهم بالخوارق وادعاء الكرامات ونشر الصور في ذلك والقصص والروايات، وهذا منهج أهل الأهواء عموما، البحث عن أحداث عاطفية سواء كانت خوارق أو رؤى وأحلاما، فنحن وإن كنا نؤمن بحدوث الكرامات لكن لا يترتب عليها الحكم الشرعي ولا تدل على صحة المنهج في ذاتها ولا صحة العمل؛ لذلك لا نجد من استدلالات العلماء والفقهاء قديما وحديثا على الأحكام والمسائل أنهم رأوا رؤية أو حدثت لهم كرامة! إنما هذا هو منهج أهل الأهواء.