جاء في بيان هيئة كبار العلماء حول التفجيرات التي وقعت في أكثر من حادثة داخل المملكة: أولا: إن القيام بأعمال التخريب والإفساد -من تفجير وقتل وتدمير للممتلكات- عمل إجرامي خطير، وعدوان على الأنفس المعصومة، وإتلاف للأموال المحترمة، فهو مقتضٍ للعقوبات الشرعية الزاجرة الرادعة، عملا بنصوص الشريعة ومقتضيات حفظ سلطانها، وتحريم الخروج على من تولى أمر الأمة فيها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه». ومن زعم أن هذه التخريبات وما يراد من تفجير وقتل من الجهاد، فذلك جاهل ضال، فليست من الجهاد في سبيل الله في شيء. ومما سبق فإنه قد ظهر وعلم أن ما قام به أولئك ومن وراءهم، إنما هو من الإفساد والتخريب والضلال المبين، وعليهم تقوى الله عز وجل، والرجوع إليه، والتوبة، والتبصر في الأمور، وعدم الانسياق وراء عبارات وشعارات فاسدة، ترفع لتفريق الأمة وحملها على الفساد، وليست في حقيقتها من الدين، وإنما هي من تلبيس الجاهلين والمغرضين، وقد تضمنت نصوص الشريعة عقوبة من يقوم بهذه الأعمال، ووجوب ردعه، والزجر عن ارتكاب مثل عمله، ومرد الحكم بذلك إلى القضاء. ثانيا: وإذ تبين ما سبق أن مجلس هيئة كبار العلماء يؤيد ما تقوم به الدولة -أعزها الله بالإسلام- من تتبع لتلك الفئة، والكشف عنهم، لوقاية البلاد والعباد شرهم، ولدرء الفتنة عن ديار المسلمين وحماية بيضتهم، ويجب على الجميع أن يتعاونوا في القضاء على هذا الأمر الخطير؛ لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله به في قوله سبحانه: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب». ويحذر المجلس من التستر على هؤلاء، أو إيوائهم، فإن هذا من كبائر الذنوب، وهو داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من آوى محدثا» متفق عليه، وقد فسر العلماء (المحدث) في هذا الحديث بأنه من يأتي بفساد في الأرض، فإذا كان هذا الوعيد الشديد فيمن آواهم، فكيف بمن أعانهم أو أيد فعلهم. ثالثا: يهيب المجلس بأهل العلم أن يقوموا بواجبهم، ويكثفوا إرشاد الناس في هذا الشأن الخطير، ليتبين بذلك الحق. رابعا: يستنكر المجلس ما يصدر من فتاوى وآراء تسوغ هذا الإجرام، أو تشجع عليه؛ لكونه من أخطر الأمور وأشنعها، وقد عظم الله شأن الفتوى بغير علم، وحذر عباده منها، وبين أنها من أمر الشيطان، قال تعالى: «يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون» ويقول سبحانه: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم» ويقول جل وعلا: «ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا»، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا» متفق عليه. ومن صدر منه مثل هذه الفتاوى أو الآراء التي تسوغ هذا الإجرام فإن على ولي الأمر إحالته إلى القضاء؛ ليجري نحوه ما يقتضيه الشرع، نصحا للأمة وإبراء للذمة وحماية للدين، وعلى من آتاه الله العلم التحذير من الأقاويل الباطلة، وبيان فسادها، وكشف زورها، ولا يخفى أن هذا من أهم الواجبات، وهو من النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ويعظم خطر تلك الفتاوى إذا كان المقصود بها زعزعة الأمن، وزرع الفتن والقلاقل، ومن القول في دين الله بالجهل والهوى؛ لأن ذلك استهداف للأغرار من الشباب ومن لا علم عنده بحقيقة هذه الفتاوى، والتدليس عليهم بحججها الواهية، والتمويه على عقولهم بمقاصدها الباطلة، وكل هذا شنيع وعظيم في دين الإسلام، ولا يرتضيه أحد من المسلمين ممن عرف حدود الشريعة، وعقل أهدافها السامية، ومقاصدها الكريمة. وعمل هؤلاء المتقولون على العلم من أعظم أسباب تفريق الأمة ونشر العداوات بينها. خامسا: على ولي الأمر منع الذين يتجرأون على الدين والعلماء، ويزينون للناس التساهل في أمور الدين والجرأة عليه وعلى أهله، ويربطون بين ما وقع وبين التدين والمؤسسات الدينية. وإن المجلس ليستنكر ما يتفوه به بعض الكتاب، من ربط هذه الأعمال التخريبية بالمناهج التعليمية، كما يستنكر استغلال هذه الأحداث للنيل من ثوابت هذه الدولة المباركة القائمة على عقيدة السلف الصالح، والنيل من الدعوة الإصلاحية التي قام بها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-. إخافة المسلمين من أبشع الجرائم وفي تعليقها على حادثة القديح، جاء في بيان هيئة كبار العلماء: من النعم العظيمة اجتماع الكلمة ووحدة الصف، التي ما تمت إلا بتلاقي القلوب على هدي الكتاب والسنة على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، فأصبح الناس في هذه البلاد بعد أن كانوا قوى متفرقة في نفوس متناثرة إخوة متآلفين يتناصرون ويتناصحون كما أمرهم الله سبحانه وتعالى بقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، «آل عمران: 103». عاصفة الحزم وإعادة الأمل ومن النعم العظيمة خدمة الحرمين الشريفين، إذ يتشرف أهل هذه البلاد وعلى رأسهم ولاة أمرهم بتقديم كل ما يستطيعون عمارة معنوية ومادية حتى يؤدي زوار بيت الله الحرام ومسجد رسوله، شعائرهم في طمأنينة وراحة وصفاء نفس امتثالاً لقوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) «الحج: 26». ومن نعم الله العظيمة علينا في المملكة، ما منّ الله تعالى به علينا من البيعة الشرعية لولاة الأمر على الكتاب والسنة، وانتقال الحكم بين ملوك هذه البلاد بكل ثقة وطمأنينة ووحدة صف واجتماع كلمة، ما يسرُّ الصديق ويغيظ العدو، وإن هيئة كبار العلماء بهذه المناسبة لتسأل الله عز وجل للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الرحمة والمغفرة، فقد حكم هذه البلاد بقلب رحيم ونفس مشفقة على رعيته، تتوخى لهم الأصلح والأفضل في أمر دينهم ودنياهم، وأولى الحرمين الشريفين غاية اهتمامه وعنايته حتى توفاه الله عز وجل، نسأل الله تعالى أن يتغمده وحكام المملكة السابقين بواسع رحمته ومغفرته. انتقال الحكم بطمأنينة وثقة وقد انتقل الحكم بعهد وبيعة شرعية شهدها الحاضر والبادي إلى القوي الأمين الذي عرفه الناس أزماناً، وأحبوا فيه صفات الحلم والشجاعة والجود والحكمة والحزم، فكانت بيعة سلمان بن عبدالعزيز خادماً للحرمين الشريفين وملكاً للبلاد، وما إن باشر الحكم -أيده الله- حتى أصدر أوامره وتعليماته التي تواصل دعم مسيرة هذه البلاد، وجمع كلمة المسلمين، ومن ذلك إطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل التي تتوخى إنقاذ اليمن من فئة باغية عميلة تريد زعزعة استقرار اليمن وشرعية دولته. وتقدر الهيئة في هذا الصدد دعوة خادم الحرمين لإجراء الحوار الوطني بين اليمنيين كافة، وأمره الكريم بإنشاء مركز سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومن أولوياته مد اليمنيين بما يحتاجونه من معونات إنسانية وإغاثتهم. ونسأل الله تعالى أن يبارك في عمله وعمره وأن يحفظه ذخراً للإسلام والمسلمين، وأن يكون له عوناً في كل ما أهمه وأن يوفقه في كل شؤونه، وأن يبارك في جهود سمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد وأن يوفقهما لما فيه خير البلاد والعباد. وتوصي هيئة كبار العلماء، الجميع حكاماً ومحكومين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، والمحافظة على شعائر الإسلام، والتواصي بالحق والصبر والبعد عن الأسباب التي تؤدي إلى الفرقة والفتنة والتصنيف في المجتمع، فقد منّ الله تعالى علينا بأن جعلنا أمة واحدة، وسمانا المسلمين ونعوذ بالله أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. وعلينا أن نبذل كل سبب مشروع يزيد من اللحمة ويوثق الألفة، ونحذر من الأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك، قال الله تعالى: (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) الروم 31- 32، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بالسيف كائناً من كان) أخرجه مسلم. ومن المهم أن ندرك أن الأعداء يغيظهم أشد الغيظ ما يرونه متحققاً في المملكة من تماسك ووحدة في الصف، جعلها تشهد بفضل الله أمناً ورخاء واستقراراً يقل نظيره، إضافة إلى ما يرونه من قيام المملكة بمسؤولياتها العربية والإسلامية والدولية، وهم يتحينون الفرصة المناسبة ليبثوا سمومهم وأحقادهم محاولين تشتيت الصف وتفريق الكلمة، طامعين أن تتأخر المملكة عن ريادتها العربية والإسلامية. وإن حادثة الاعتداء على المصلين بالقديح بمحافظة القطيف من محاولاتهم البائسة المردودة عليهم بإذن الله تعالى، فما زادت شعب المملكة إلا تماسكاً وقوة، وما زادتهم إلا بصيرة بمكائد الأعداء الذين يطمعون في إيقاع الفتنة وبث الفرقة. وشعب المملكة على درجة كبيرة من الوعي والإدراك، فقد اتضح للجميع أن وراء هذه الجريمة عصابات الإرهاب والإجرام من داعش وغيرها، التي تدار من جهات خارجية، وهدفها الواضح زعزعة الاستقرار، وإيقاع الفتنة. إن الجريمة التي وقعت في القديح جريمة بشعة، لما فيها من هتك للحرمات المعلومة من الدين بالضرورة ففيها هتك لحرمة الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة الأموال المحترمة، وهتك لحرمات الأمن والاستقرار وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساجدهم ومساكنهم ومعايشهم، وما أبشع وأعظم جريمة من تجرأ على حرمات الله وظلم عباده، وأخاف المسلمين، فويل له من عذاب الله ونقمته، ومن دعوة تحيط به، نسأل الله تعالى أن يكشف سترهم، وأن يفضح أمرهم. وإنا على ثقة بالله تعالى ثم برجال أمننا وقواتنا العسكرية الذين يقومون بواجبهم في حفظ الأمن والدفاع عن حرمات الدين والوطن وقدموا في سبيل ذلك أرواحهم نسأل الله تعالى أن يبارك في جهودهم، وأن يثيبهم الأجر الكريم. أوصي بالتبليغ عنهم وكان تعليق لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- حول بعض الأحداث التفجيرية التي حصلت داخل المملكة بقوله: لا شك أن هذا الحادث أثيم، ومنكر عظيم، يترتب عليه فساد عظيم، وشرور كثيرة وظلم كبير، ولا شك أن هذا الحادث إنما يقوم به من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، لا تجد من يؤمن بالله واليوم الآخر إيمانا صحيحا يعمل هذا العمل الإجرامي الخبيث، الذي حصل به الضرر العظيم والفساد الكبير، إنما يفعل هذا الحادث وأشباهه نفوس خبيثة، مملوءة من الحقد والحسد والشر والفساد وعدم الإيمان بالله ورسوله، نسأل الله العافية والسلامة، ونسأل الله أن يعين ولاة الأمور على كل ما فيه العثور على هؤلاء والانتقام منهم؛ لأن جريمتهم عظيمة، وفسادهم كبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله. كيف يقدم مؤمن أو مسلم على جريمة عظيمة يترتب عليها ظلم كثير، وفساد عظيم، وإزهاق نفوس، وجراحة آخرين بغير حق، كل هذا من الفساد العظيم، وجريمة عظيمة، فنسأل الله أن يعثرهم، ويسلط عليهم، ويمكن منهم، ونسأل الله أن يخيبهم ويخيب أنصارهم، ونسأل الله أن يوفق ولاة الأمر للعثور عليهم، والانتقام منهم، ومجازاتهم على هذا الحدث الخبيث، وهذا الإجرام العظيم. وإني أوصي وأحرض كل من يعلم خبرا عن هؤلاء أن يبلغ الجهات المختصة، على كل من علم عن أحوالهم وعلم عنهم أن يبلغ عنهم، لأن هذا من باب التعاون على دفع الإثم والعدوان وعلى سلامة الناس من الشر والإثم والعدوان، وعلى تمكين العدالة من مجازاة هؤلاء الظالمين، الذين قال الله فيهم وأشباههم سبحانه: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم». وإذا كان من تعرض للناس بأخذ خمسة ريالات أو عشرة ريالات أو مائة ريال مفسدا في الأرض، فكيف من يتعرض بسفك الدماء، وإهلاك الحرث والنسل، وظلم الناس، فهذه جريمة عظيمة، وفساد كبير. التعرض للناس بأخذ أموالهم، أو في الطرقات، أو في الأسواق جريمة ومنكر عظيم، لكن مثل هذا التفجير ترتب عليه إزهاق نفوس، وقتل نفوس، وفساد في الأرض، وجراح للآمنين، وتخريب بيوت ودور وسيارات، وغير ذلك، فلا شك أن هذا من أعظم الجرائم، ومن أعظم الفساد في الأرض، وأصحابه أحق بالجزاء بالقتل والتقطيع، بما فعلوا من جريمة عظيمة. نسأل الله أن يخيب مسعاهم، وأن يعثرهم، وأن يسلط عليهم وعلى أمثالهم، وأن يكفينا شرهم وشر أمثالهم، وأن يجعل تدبيرهم تدميرا لهم وتدميرا لأمثالهم، إنه جل وعلا جواد كريم. الجماعات الخارجية وتعرَّض سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى أهمية الوسطية ونبذ العنف فيقول: من أسس القرآن الواسعة أن الأصل في الأشياء الإباحة (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا) البقرة:29، وأن الأصل في الإنسان البراءة (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) الروم:30، وهاتان القاعدتان هما أساس كل تشريع وحرية. ولا تتم كل الأسس وتقوى على النهوض إلا بمعرفة أن سماحة الإسلام هي أول أوصاف الشريعة الإسلامية وأكبر مقاصدها. كما في قوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) البقرة:185، وقوله تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) الحج، وقوله تعالى: (رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ) البقرة: 286، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم «أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة»، والحنيفية ضد الشرك، والسماحة ضد الحرج والتشدد. وفي الحديث الآخر عنه صلى الله عليه وسلم: «إن الدين يسر، ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه». واستقراء الشريعة يدل على أن السماحة واليسر من مقاصد هذا الدين. وقد ظهر للسماحة أثر عظيم في انتشار الإسلام ودوامه، فعُلم أن اليسر من الفطرة؛ لأن في فطرة الناس حب الرفق. وحقيقة السماحة التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط، والوسطية بهذا المعنى هي منبع الكمالات، وقد قال الله تعالى في وصف هذه الأمة: (وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) البقرة: 143. وعلى ضوء هذه المقاصد العظيمة تتجلى حقيقة الوسطية والاعتدال، وأنها كمال وجمال هذا الإسلام، وأن أفكار التطرف والتشدد والإرهاب الذي يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل ليس من الإسلام في شيء، بل هو عدو الإسلام الأول، والمسلمون هم أول ضحاياه، كما هو مشاهد في جرائم ما يسمى بداعش والقاعدة وما تفرع عنها من جماعات، وفيهم يصدق قوله صلى الله عليه وسلم: «سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة». وهذه الجماعات الخارجية لا تحسب على الإسلام، ولا على أهله المتمسكين بهديه، بل هي امتداد للخوارج الذين هم أول فرقة مرقت من الدين بسبب تكفيرها المسلمين بالذنوب، فاستحلت دماءهم وأموالهم. وندعو في هذا الصدد إلى توحيد الجهود وتنسيقها التربوية والتعليمية والدعوية والتنموية لتعزيز فكر الوسطية والاعتدال النابع من شريعتنا الإسلامية الغراء بصياغة خطة كاملة ذات أهداف واضحة مدعمة بخطة تنفيذية تحقق تلك الأهداف المنشودة واقعاً ملموساً. وإن العالم اليوم وهو يضطرب من حولنا، علينا في المملكة -وقد أنعم الله علينا باجتماع الكلمة ووحدة الصف حول قيادتنا- أن نحافظ على هذا الكيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً، وألا نجعل من أسباب الشقاق والخلاف خارج الحدود أسباباً للخلاف فيما بيننا، فكلنا ولله الحمد في المملكة موحدون ومسلمون، نحافظ على الجماعة، ونلتزم الطاعة في المعروف، ونحمل أمانة العلم والفكر والرأي والقلم ويوالي بعضنا بعضاً ولاء عاماً، ويعذر بعضنا بعضاً فيما أخطأنا فيه، سواء في ذلك العلماء والأساتذة والكتاب والمثقفون وسائر المواطنين، ندير حواراتنا حول ما يهمنا من قضايا الدين والوطن بأسلوب الحوار الراقي الذي لا يُخوَّن ولا يَتَّهم، فكلنا في هذا الوطن سواء، لنا حقوق وعلينا واجبات. حسن النية وحده لا يكفي وذكر عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح بن عبدالله اللحيدان أن مجرد ادعاء أن ما يقوم به المرء غيرة على الدين لا يكفي لأن يكون ذلك العمل عملا صالحا ناصعا نقيا، وإنما على الناس أن يعرضوا كل فكرة أو دعوة على كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يرجعوا في ذلك إلى أهل العلم الراسخين، فإن الحق عليه نور، وله ضياء، والدعوات المغرضة، والدعايات الضالة عليها قتام وظُلمة، ولكن ليس كل شخص يستطيع أن يرى ظلامها، ويميز ما يحوطها من قتم وغبرة، فهو يحتاج إلى صفاء إيمان، وصدق مراجعة الدين، وتعظيم ما جاء عن الله جل وعلا وعن نبيه صلى الله عليه وسلم. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها، أو يميتون الصلاة عن وقتها». قال: قلت فما تأمرني؟ قال: «صل الصلاة لوقتها، فإن أدركتها معهم فَصَلِّ، فإنها لك نافلة». قال النووي -رحمه الله-: ومعناه صلوا في أول الوقت يسقط عنكم الفرض، ثم صلوا معهم متى صلوا لتُحرزوا فضيلة أول الوقت، وفضيلة الجماعة، ولئلا تقع فتنة بسبب التخلف عن الصلاة مع الإمام، وتختلف كلمة المسلمين. فانظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يقل له: لا تُصَلِّ خلفهم، بل أمره أن يصلي الصلاة في وقتها، ثم يصلي معهم، حتى لا تكون فتنة، ويحصل بلاء وشر عظيم. الاختلاف والفرقة ما تصدعت الدولة الإسلامية في صدر الإسلام إلا بسبب اختلال الاعتصام بحبل الله جل وعلا كما أن المذلة التي تعيش فيها الأمة الإسلامية الآن ما حصلت إلا بسبب ذلك، فإن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: «إذا تبايعتم بالعِينَة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلَّط الله عليكم ذُلا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم»، فعرض كل ما أشكل علينا على كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واجب شرعي. ولنحذر هؤلاء الذين يتبعون المتشابه، والذين تربوا على موائد الغرب، فتسمّموا بأفكاره الإلحادية الباطلة، فهؤلاء جميعا أشد فتكا في الأمة، لأنهم يزينون للناس الباطل بحِيَل وأساليب تروج على البسطاء، وعلى الذين ليس لهم حظ من العلم الشرعي، فعلينا أن نعرض ما يشكل علينا على أهل العلم الراسخين الذين ساروا على نهج الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان. فهذه الفئات عندما ظهرت في الأمة كان أبرز دور يقومون به هو الإكثار من ذكر مساوئ ولاة أمور المسلمين، والحط من شأنهم، ودعوة الناس إلى الخروج عليهم، فخربوا الأوطان، وانتهكت الحرمات، وضاع الأمن والأمان، والله المستعان. على كل إنسان أن يحرص على إصلاح نفسه، وإذا خطرت له خاطرة، أو لاحت له فكرة، وظن أن الولاة قد أخطأوا، فليعرض فكره على أهل العلم الراسخين، الذين يكثر رجوعهم للكتاب والسنة، وتكثر مراجعتهم لأصول هذا الدين. وذكر الشيخ د. سعد الشثري المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء سابقاً أن من قُتل من أتباع (داعش) ليس بشهيد، بل نظن أنه إلى جهنم وبئس المصير، وفقاً لمدلول النصوص الشرعية. وأضاف: «وبيعتهم باطلة ولا يجوز الاستمرار فيها ولا الالتزام بها ولا قيمة لها شرعاً». كما أكّد الشثري حرمة التعاون معهم بأيِّ نوعٍ، وأن ذلك يعد خيانةً لله ولرسوله والمؤمنين، وشدّد على أن قتالهم من أوجب الواجبات الشرعية، كما دعا إلى الإبلاغ عن أنصارهم في البلاد العربية. وقال الشثري: «هذا التنظيم لا يمت للإسلام بصلة، وليس لتنظيم داعش أيُّ تنظيرٍ شرعي تأسيسي يبين منهجه العقدي وما صدر عنه، إنما يمثل تبريرات جدلية أو تلبيساً على الناس باستخدام مصطلحات شرعية ليروِّج على السذج الممارسات الهمجية التي يقوم بها حزب البعث المسمّى بداعش». نبذة عن تاريخ الإرهاب الإلكتروني حتى نستطيع إدراك أهمية المواجهة الفكرية والتوعية عبر الإنترنت يجدر بنا مراجعة تاريخ الجماعات المتطرفة مع الإنترنت: -(1995م) لم يكن الإنترنت حاضرا في أدبيات الجماعات والتنظيمات المتطرفة فكان التواصل يتم عبر أساليب تقليدية بطيئة ومحدودة الانتشار، وكانت الأفكار المنحرفة الموجودة في الرسائل والكتب والأشرطة والمؤلفات يتم تداولها بطريقة بدائية، وتستطيع المجتمعات حماية نفسها وأولادها من التشويش الفكري والتجنيد السلبي أو الحد من تغلغله، ومع ذلك استخدمت بعض الجماعات المتطرفة خدمة الإيميل للتواصل بشكل طفيف، وفي هذه السنة تم تسجيل أول تجربة تبادل معلوماتي بين الجماعات المتطرفة. -(1997م) مع انتشار خدمة الإنترنت وثورة نقل المعلومات والمواقع دخلت هذه الجماعات إلى عالم الإنترنت بقوة وتم إطلاق مواقع ومنتديات وشبكات، وكذلك التسرّب إلى مواقع إسلامية حوارية كثيرة كأفراد لنشر أفكارهم وأدبياتهم، وذلك ابتداءً من (1997م) فقد سجلت جماعة الجهاد في مصر أول موقع لهم وبدأ الإنترنت يدخل ضمن أساليب وأدوات الجماعات التي تتبنى العنف. -(1999م) سجلت هذه السنة نشاطا كبيرا بين الطلاب من جنسيات مختلفة في إنشاء ودعم المواقع للجماعات المتطرفة، لكنها كانت محاولات عشوائية وانتشر فيها مصطلح الجهاد الإلكتروني. -(2000م) أنشئ الموقع الأول لتنظيم القاعدة وإن كانت سبقته محاولات لكنه الموقع الذي حمل الشعار ونشر البيانات وأدبيات التنظيم آنذاك، هذا التأريخ يُعد أول انطلاقة للانتشار الفعلي والتأسيس لشبكات ومواقع وبث للرسائل والمجلات الإلكترونية والتجنيد الفعلي للمتعاطفين والمتعاطين مع الأفكار المنحرفة، فقد رصدنا في حملة السكينة تاريخ أول موقع فعلي للتنظيمات المنحرفة باسم (معالم الجهاد) وأنشأه عضو من حركة الجهاد الإسلامي المصرية ووضع عليه شعار تنظيم القاعدة، وأنشأوا موقعا بديلا في باكستان، كان محتوى الموقع بسيطا فيه بعض البيانات ونسخ من نشر المجاهدين، والتركيز فيه على العمليات الانتحارية ومحاولة تبريرها. -(2001م) شهد انتشارا كبيرا للمواقع، بل انتقلت المعركة الفكرية والتجنيد الفكري وحتى الجسدي إلى الإنترنت، ونستطيع القول إن ساحة الإنترنت في ذلك الوقت كانت هي الأهم بالنسبة للتنظيمات المنحرفة. -أصبح قادة التنظيمات والجماعات يشرفون بأنفسهم على هذه المواقع والمنتديات ويمارسون داخلها ما يمارسونه في معسكرات التدريب. -(2003م) انطلاقة المواقع وشبكات الإنترنت للجماعات والتنظيمات المنحرفة داخل المملكة، فإن كانت قبل ذلك تتصل عبر مواقع خارجية لكنها بدأت في هذه السنة بالذات تصدّر وتُصدِر المعلومات من مواقع داخلية. وهي السنة الذهبية في تاريخ الجماعات المتطرفة في عالم الإنترنت حيث شكّلت أعلى نسبة مواقع وانتشار، وهي السنة التي انطلقت فيها حملة السكينة عبر الإنترنت كحملة شعبية اجتماعية تقوم بالمواجهة الفكرية والعلمية للتيار الفكري المنحرف عبر الإنترنت. سمات خطاب «داعش» من المهم استعراض أهم سمات الخطاب الموجه من قبل الجماعات المتطرفة والذين كانوا يؤثرون فيه على المتلقي. -فساد منهج الاستدلال: فهم يبنون أحكامهم ورؤاهم ومنهجهم على مجموعة انتقاءات من كتب بعض العلماء المتقدمين والمتأخرين لا يأخذونها في سياقاتها لا العلمية ولا التاريخية، فينتقون ما يوافق هدفهم (السياسي أو الفكري)، فأئمة الإسلام لا يمكن أن يؤصلوا لمنهجٍ يخالف بدهيات وقواعد شرعية مثل: الجماعة وعدم شق الصف وحقن الدماء وحفظ الحقوق والمعاهدات.. كلها قواعد كلية يجب صيانتها والمحافظة عليها؛ وذلك لحفظ الدين والمجتمعات والقيام بحق الله جل وعلا. فديننا ليس فوضى وليس دين غدر وخيانة ونقض للمواثيق والعهود. يقول الله جل وعلا: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) النساء. هذا منهج في الاستدلال والنظر والتفكير ألا يكون الإنسان خفيف العقل رقيق النظر بحيث يطير بالخبر ويتخذ موقفا تجاه ما سمع أو يُتناقل. وواقع هؤلاء يخالف هذا المنهج المستقيم، فتهييج الجماهير والناس سمة من سماتهم بالأخبار والنقولات والاختيارات العلمية التي توافق ما في نفوسهم. وكيف قُتِل خليفة رسول الله عثمان رضي الله عنه! إلا بالتأليب ضده وبالتحريض والتهييج وتناقل الأخبار وانتقاء المواقف والاستدلالات الفاسدة. -نقضوا العهود، وخانوا الأمانات، وأراقوا الدماء، واعتدوا.. كل هذا بسبب منهج استدلال فاسد ومنحرف قال جل وعلا في سورة القصص: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين). -هناك ضوابط وشروط وموانع، وإذا كان المسلم يتورّع أن يُفتي أو يحكم في مسائل الطهارة والعبادات فكيف يتجرأ على مسائل الدماء والردّة! وليس مطلوبا منه أصلا أن يتحقق ويبحث في حال فلان من الناس هل هو على الإسلام أو الكفر؛ لأن هذا مهمة القضاء والمحاكم لما يترتب عليها من أحكام وتبعات دينية ودنيوية. * أغرقوا الناس في مسائل التكفير والردّة وإقامة الحدود وإسقاط المعاهدات بناءً على استدلال فاسدٍ ليس له محل من النظر الصحيح ويخالف منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة، ويناقض أصول أئمة الإسلام والفقهاء رحمهم الله تعالى. ولو كان الأمرُ كما يبثون ويقولون لفسدتِ الدنيا وأصبحت فوضى فلكل شخص حق التكفير وإقامة الحد والمحاسبة ونقض العهد والأمان!. * ومن سماتهم الفكرية وسمات خطابهم -وهو يدلّ على ضعف حجتهم وفقد الاستدلال بالنصوص الصحيحة والصريحة- استدلالهم بالخوارق وادعاء الكرامات ونشر الصور في ذلك والقصص والروايات، وهذا منهج أهل الأهواء عموما، البحث عن أحداث عاطفية سواء كانت خوارق أو رؤى وأحلاماً، فنحن وإن كنا نؤمن بحدوث الكرامات لكن لا يترتب عليها الحكم الشرعي ولا تدل على صحة المنهج في ذاتها ولا صحة العمل بها، لذلك لا نجد من استدلالات العلماء والفقهاء قديما وحديثا على الأحكام والمسائل أنهم رأوا رؤية أو حدثت لهم كرامة! إنما هذا هو منهج أهل الأهواء. * ومن سماتهم عدم احترام القواعد والأصول الشرعية. * لزوم الجماعة ووحدة الصف واجتماع الكلمة أصلٌ عظيم من أصول أهل السنة يقول الله جل وعلا في سورة آل عمران: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا).. الآية، وقال جل وعلا: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (وَلِهَذَا كَانَ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: لُزُومُ الْجَمَاعَةِ، وَتَرْكُ قِتَالِ الْأَئِمَّة) مجموع الفتاوى [28/128]. -ومن سماتهم: تحريك العواطف وشحن النفوس فيما يحصل من الاعتداء على المسلمين والحروب والقنابل ومشاهد الدماء واستغلال ذلك في تحريك العواطف بالاتجاه السلبي، ويدفعون الشباب في أتون ساحات عمياء وهاوية لا نعرف مبدأها ولا منتهاها تحت اسم الجهاد ونصرة المسلمين، وهنا نقطة مهمة يحسن توضيحها، إن التفجير جزء من المشكلة وإن كان جُرما ومنكرا لكنه أحد الأجزاء، فالإفساد تنوّع في العقيدة والديانة والآثار الاجتماعية لدى الأسر، والنكسات الدعوية في المجتمعات والدول غير الإسلامية.. هذه كلها نتائج سلبية للهوج الفكري الذي تحمله هذه الجماعات الدموية المنحرفة. إحدى جرائم الإبادة تفجيرات داعش في دولة الكويت مسجد القديح بعد التفجير الارهابي