سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير حملة السكينة: 40% من أصحاب الفكر الضال تراجعوا تماماً عن الأفكار المنحرفة أشار إلى فساد منهج الاستدلال لدى أصحاب الفكر الضال.. وأكد أن المتعاطفين أغواهم "حماسهم للقتال"
شدد مدير حملة السكينة لمكافحة الفكر المتطرف الشيخ عبدالمنعم بن سليمان المشوح على أن المنحرفين فكريا لا يمتلكون شيئا من العلم الشرعي سوى الحماس للقتال، لافتا إلى أن طرحهم يتركز على: "الغلو في التكفير، التهييج ضد الحكومات والدول والمجتمعات، محاولة إسقاط هيبة العلماء الكبار، التجنيد العسكري وإنشاء معاهد التدريب والمعسكرات الافتراضية، الدعوة الواضحة إلى الخروج، الدعوة الواضحة إلى التفجير وتنفيذ عمليات داخل المجتمعات الإسلامية". جاء ذلك خلال ندوة "حملة السكينة لتعزيز الوسطية.. تجربة ووثائق" ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب في الجامعة الإسلامية. الحملة أنجزت 3250 حواراً الكترونياً مع زوار.. 50% منهم خليجيون و30% عرب و20% من أوروبا وأمريكا وكشف المشوح عن تراجع 40% من أصحاب الفكر الضال تراجعا تاما عن الأفكار المنحرفة، وتراجع 60% عن أخطر الأفكار الإرهابية وأكثرها تضررا خلال السنوات السبع الماضية، وبعد 3250 حوارا موثقا عبر الشبكة العنكبوتية مع زوار من 107 دول حول العالم 50% منهم خليجيين و30% من دول عربية و20% من أوربا وأمريكا، مشيرا في سياقات متعددة إلى نجاح الحملة والإشادة العالمية بها حيث استعرضت خبيرة السياسة والقانون في جامعة هارفارد د. ستيرن "تجربة السكينة وآليتها الفكرية في مواجهة التطرف"، وأشاد تقرير مقدم للكونغرس بجهود المملكة في مواجهة الفكر المتطرف، وتجربة السكينة كأنموذج للعلاج والمواجهة الفكرية. واستعرض مدير حملة السكينة علاقة الإنترنت بساحة التنظيمات المقاتلة بدءا بالأدوات التقليدية حتى إطلاق أول موقع لتنظيم القاعدة عام 2000م وتجنيد المتعاطفين والمتحمسين، مشيرا إلى فساد منهج الاستدلال لدى أصحاب الفكر الضال فهم يبنون أحكامهم ورؤاهم ومنهجهم على مجموعة انتقاءات من كتب بعض العلماء المتقدمين والمتأخرين لا يأخذونها في سياقاتها لا العلمية ولا التاريخية، وكانوا يرفعون شعاراً ويُبررون لعملياتهم الفاسدة باستدلالهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" فالعالم الرباني يتناول هذا النص بعلم وعقل وفقه لا بهوج ورأي فاسد، والرد عليهم من الحديث بأنه قال "أخرجوا" ولم يقل "اقتلوا"! ثم إن الله جل وعلا يقول في سورة التوبة: "وإنْ أحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأجِرْهُ حَتى يَسْمَعَ كَلَام الله"، والنبي صلى الله عليه وسلم مات واليهود في المدينة، وفي خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وكانوا يدخلون في خلافة عمر رضي الله عنه جزيرة العرب حتى أن الذي طعنه مجوسي معروف، وكانوا يستعملونهم ويوظفونهم لذلك فَهم أهل العلم أن المقصود ألا يكون لهم إقامة دائمة وهو ما يُعرف بالاستيطان الدائم، فانظروا كيف جرهم الفهم الخاطئ إلى الأعمال الإرهابية والإجرامية. جانب من الحضور وقال مدير حملة السكينة بأن أصحاب الفكر المنحرف يستخدمون تحريك العواطف وشحن النفوس ومن ذلك: "الاعتداء على المسلمين والحروب والقنابل ومشاهد الدماء" واستغلال ذلك في تحريك العواطف بالاتجاه السلبي، ويدفعون الشباب في أتون ساحات عمياء وهاوية لا مبدأ لها ولا منتهى تحت اسم الجهاد ونصرة المسلمين، وقد افتضح أمرهم وسمعنا وشاهدنا بعض الذين عادوا من تلك المناطق ما تحزن له النفوس فهم يقاتلون تحت رايات متفرقة وجهات مشبوهة وأهداف مجهولة! وفي الإحصاءات الأخيرة قتلوا من المسلمين أضعاف ما قتلوا من غيرهم! واعتدوا على حرمات الله في رمضان وفي الأشهر الحرم ولا يألون في مؤمن إلاً ولا ذمة وأصبح الهدف هو إراقة الدماء فقط. وتحدث الشيخ المشوح عن طريقة الحملة التي اتخذت مسارين هما: الحوار المباشر، وتفنيد الشبهات، إضافة إلى التأصيل العلمي، وبث المواد الإيجابية، مستعرضا نماذج من المواد المنشورة "صوتية ومقالات وفتاوى"، ومحاولة تحصين المواقع والمنتديات بالمواد الإيجابية، حتى بدأت تظهر النتائج، من خلال المراجعات والرسائل الإيجابية. واستعرض الشيخ المشوح استراتيجيات حملة السكينة في الوصول لأصحاب الفكر المنحرف من خلال الانتشار الشبكي التسلسلي في المواقع والمنتديات، والسرية واستخدام المعرفات المعتادة في الإنترنت، والتواصل مع المشرفين والمسؤولين عن المواقع والمنتديات، ونشر المواد الإيجابية، والتعليق والمشاركات، والدخول في حوارات عامة، وفتح مجال للحوارات الخاصّة، وتوفير المواد الإيجابية لكل من أراد المساهمة، مستعرضا جملة من أهداف الحملة وهي: بثّ المفاهيم والأحكام الشرعية الصحيحة السليمة في مسائل الفتن والنوازل، وكشف الشُّبهات التي يعرضها أصحاب الاتجاهات المُنحرفة، فتح الحوار والنقاش في القضايا المُشكِلة، بأساليب شرعية وأخلاقية، والتصدّي لمن يبثّ أفكاره المُنحرفة، وتعميق مفاهيم الولاء والانتماء، ومعالجة الأسباب التي تؤدي إلى الغلو والانحراف سواء كانت فكرية أو اجتماعية أو نفسيّة، وتقديم استشارات وحلول منطقيّة للأسر التي تلاحظ انحرافا في سلوك أحد أبنائها لاستدراك الوضع بالطريقة المناسبة، ورصد الحركة الفكرية وتحليلها ودراستها.