لعبت الصدف دورا كبيرا لأتعرف عن قرب وألتقي بالكاتب في صحيفة النيويورك تايمز السيد توماس فريدمان. حاليا أتواصل معه بين الحين والآخر لتبادل وجهات النظر عن بعض ما يكتب أو عندما يقرأ مقالا لي. وسبق أن أفرد صفحتين (رقم 592-593) في كتابه بعنوان (من بيروت إلى القدس) ليتحدث عما أكتبه في الصحف السعودية. والكتاب تم نشره أولا في عام 1989م وقام بإعادة نشره في العام 2012م بعد إضافة جزء بعد بداية الربيع العربي. وفيما يخص صحيفة النيويورك تايمز فقد تلقيت عرضا في العام 1978م أثناء دراستي في الولاياتالمتحدةالأمريكية لكتابة عمود صحفي تحليلي عن المملكة أو الشرق الأوسط كل أسبوعين. ولكن اضطررت للاعتذار كوني كنت طالبا عسكريا آنذاك، ووجودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية كان بفيزة رسمية (أى-2) وغير مسموح لي بالعمل في أمريكا إلا بتنسيق يحتاج للكثير من المعاملات الإدارية. وقد كان طلب صحيفة النيويورك تايمز للكتابة فيها بناء على مقالات قد نشرتها في صحيفة (بورت هول) التي تصدرها الجامعة التي كنت أدرس فيها وكذلك حاجتهم لكاتب من الشرق الأوسط ومتواجد في نيويورك. وكان ذلك بعد أن بدأت تلوح في الأفق بداية الثورة الإيرانية وما يمكن أن تسببه من تغيرات في المنطقة وخاصة أثرها على دول الخليج. ولعلم القارئ وإلى يومنا هذا أعتقد بأنه كان من المفروض أن أقبل بالعرض لكي أوضح للقارئ الأمريكي الكثير من اللبس حيال ما يتم كتابته عن المملكة العربية السعودية في وسائل الإعلام الغربية. وفي ذلك الوقت كانت النيويورك تايمز أحد أهم مصادر الأخبار على مستوى العالم. وقبل عدة ايام تواجد السيد توماس فريدمان في الرياض ولكن لم أعرف أنه موجود إلا بعد أن وصلني إيميل منه يقول بأنه متواجد في المملكة وسيغادر بعد عدة ساعات. الكاتب فريدمان قد تختلف معه وقد توافقه الرأي ولكن الكل يعلم بأن ما يكتبه ويقوله يقرؤه الكثير حول العالم. بل إن الكثير على سبيل المزاح يقول إن لديه خطا ساخنا مع البيت الأبيض من مكتبه. وقد سبق أن زرته في مكتب النيويورك تايمز في واشنطن ليأخذني في جولة داخل مقر الجريدة ورأيت دقة متابعتهم لكل ما يحدث حول العالم. وحسب ما أسمع منه ففي رأيي الشخصي بأنه معجب بالمملكة بالرغم من بعض سلبيات ما يكتبه. ولكنه في نفس الوقت فهو أكثر من ينتقد دولته أمريكا وأكثر من يمتدح الصين والهند، ولا ننسى إعجابه بدبي والتي قال إن تطورها وازدهارها هو أحد أسباب اشتعال الربيع العربي. ولكن وبالرغم من انتقاد البعض من المواطنين وخاصة من الأسماء المعروفة لزيارة السيد توماس فريدمان للمملكة فالكثير يعتقد بأن سبب الانتقاد يرجع لعدم دعوتهم للتواجد في المحاضرة التي ألقاها في الرياض. ولكن بالنسبة حيال ما يكتبه السيد فريدمان... فمن قال لنا أن لا نكتب ونرد عليه.