عزيزي رئيس التحرير الحديث عن كاتب نيويورك تايمز - الامريكية السيد توماس فريدمان حديث ذو شجون.. ومقالاته التي ينشرها تباعا في جريدة الشرق الاوسط السعودية هي مقالات تعبر عن مشاعره كرجل اعلام امريكي احب بلاده امريكا ونصب نفسه ولسنوات طويلة للدفاع عنها وعن مبادئها القوية في السياسة العالمية مثل الحرية والمساواة والعدل والديمقراطية.. وفجأة يكتشف الاعلامي الامريكي ان حكومته غير مرغوب فيها في العديد من دول العالم.. وقد اعترف بنفسه بتلك الحقيقة والتي نشرها على صفحات جريدة الشرق الاوسط في يوم الاثنين الموافق 21/6/2004 بعنوان: مفارقة امريكا مع الابهة والقيادة وفي هذه المقالة اعترف السيد فريدمان بالقول: ان الرؤية التي ترى في امريكا تجسيدا للحرية والديمقراطية وليس فقط التقنية والمستويات المعيشية المرتفعة هي جزء لايتجزأ من تصورنا عن انفسنا.. ولكنها لم تعد جزءا من تصور الآخرين لنا.. انهم يلجأون الان الى التجزئة.. ويواصل السيد فريدمان اعترافاته بالخطأ الذي ارتكبته الحكومة الامريكية بالقول: فالحرب الانفرادية على العراق.. والفوضى التي سادت بعدها.. والانسحاب من معاهدة كيوتو وغيرها من الاتفاقيات، وقد كان لفضيحة ابو غريب ثمنها.. حطمت صورة امريكا المجسدة لكاريزما الديمقراطية.. وكما عبر المنظر (يارون ازاهي): صورة امريكا كفاعلة الخير ربما تكون قد حطمت.. ولكن صورة امريكا كمنتجة للبضائع لاتزال سليمة. واعترف السيد فريدمان بأن بعض الدول في العالم تكره الحكومة الامريكية ولكنها لا تكره امريكا كدولة.. وتتراوح حكايات الكراهية بين دولة واخرى فيقول: حينما نسمع حكايات الكراهية هذه نتساءل.. هل يتخذ مساعدو الرئيس بوش الموقف الصحيح عندما يتجاهلون كل ما يقال عن ان الرئيس بوش جعل امريكا دولة ممقوتة اكثر من اي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؟ ويتساءل السيد فريدمان: هل يكرهنا الناس حقا؟.. ويجيب فريدمان نفسه: في البداية هناك بعض الاسباب (الفنية) التي تجعل كراهية امريكا اقل في اسيا منها في الشرق الاوسط واوروبا ونحن جميعا في امريكا نعرف هذه الاسباب الفنية. انني شخصيا اشكر السيد فريدمان وغيره من الامريكيين الذين يحاولون جهدهم توضيح الصورة الحقيقية لحكومتهم والاسباب (الفنية) وراء كراهية العالم لحكومتهم.. وليس لبلادهم حيث ان فريدمان شخصيا اعطى امثلة واقعية في كل دولة من دول العالم رغب شبابها في السفر الى امريكا حيث قال: اذا كانت نزعات العداء لامريكا تتصاعد في هذا العالم.. فيبدو ان احدا لم يبلغ ذلك للشباب المصطفين في جميع انحاء العالم طلبا لتأشيرات الدخول اليها امام السفارات الامريكية في كل الدول مثل الصين واليابان وروسيا وبانكوك وغيرها الكثير من دول العالم. واقول للسيد فريدمان ان الدراسة في الولاياتالمتحدةالامريكية هي افضل هدية تقدمها امريكا للعالم.. فجميعنا درسنا في الجامعات الامريكية وعدنا الى بلادنا لنساهم في بناء التعليم والاقتصاد والاعلام والزراعة وغيرها.. ولم ننكر فضل الجامعات الامريكية واساتذتها علينا.. ولكن ما يريد العالم ان يقوله الان لامريكا: اننا نحبك كدولة وكشعب.. ولكننا نكره اعمال حكومتك.. واعتقد ان السيد فريدمان قالها بنفسه في اعتراف يمثل الاعتراف بالحقيقة. د. محسن الشيخ ال حسان