انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمعلم لغة عربية مصري اسمه البدوي الحسنين يروي قصته مع أحد طلابه السعوديين في المرحلة الثانوية، ويقول: إن الطالب كان ضعيف المستوى فاتفق معه على أن يحافظ على صلاة الفجر جماعة لمدة أربعة أيام ويحضر ما يثبت ذلك من إمام المسجد، مع القيام بتقبيل رأس والدته ويدها خلال هذه الأيام الأربعة وسوف يساعده – في حال فعل ذلك - على تجاوز مواد اللغة العربية. بعد الأيام الأربعة أحضر الطالب من الإمام مشهداً بمحافظته على الصلاة، ووجد المعلم والدة الطالب عند باب المدرسة قبل الطابور الصباحي وهي تسأله عن المعلم البدوي فقال: أنا! قالت: الله يوفقك وييسر أمرك في الدنيا والآخرة وأهدته كيساً يحمل هدية بسيطة قليلة القيمة عظيمة الأثر، وبعد سنوات نسي المعلم فيها موضوع الطالب، كان برفقة طلابه في رحلة على جسر الملك فهد عند افتتاحه، فأوقفه ضابط وبعد أن رأى اسمه، قال أمام زملائه: هذا البدوي أستاذي، والله لولا هذا الرجل ما كتب لي ربي خيراً! كنت مهملا في دراستي، وأسيء لأمي! وغيرني ذلك الموقف الذي قام به معي، وقد ماتت أمي بعد ثلاثة أشهر وهي راضية عني وتدعو لي. مثل هذا المقطع الذي نتمنى أن تكون مقاطعنا المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي من نوعه تبني وتوجه، يحمل رسائل عديدة لكل مربِ، بأن يعلم أن تميزه ليس بإرضاء الطالب صغير السن ولو على حساب بناء مستقبله، وإشغاله بالتوافه، أو بانتظار شهادات الشكر الورقية، بل إن الاستثمار الحقيقي والتقدير الذي يستحق الفخر هو ما يبنيه في نفوس طلابه وسيرى حصاده أحوج ما يكون إليه. كما أتمنى من المدارس أن تسعى لإصدار كتاب سنوي يحوي أسماء خريجيها وصورهم وكلمات من تعبيرهم حتى يعرفوا في كبرهم أي فرق صنعته المدرسة ومعلموها في شخصياتهم، مع ضرورة التواصل مع الخريجين، فهذه القطيعة الحاصلة بين المدارس والجامعات وخريجيها يحرم الخريجين والمؤسسات التربوية الكثير من الميزات! اللهم كثّر أمثال هذا المعلم في مدارسنا!