كشفت شركة جارتنر لأبحاث السوق أن الهواتف الذكية من نوع «فابلت» التي تملك شاشات بأحجام تتجاوز 5.5 بوصة ستاهم بشكل كبير في تخفيض مبيعات الأجهزة اللوحية خلال العام القادم، حيث يعتبرها عدد كبير من المستخدمين كبديل حقيقي للأجهزة اللوحية. وأشارت جارتنر إلى أنه مع استمرار انخفاض شراء الأجهزة التقنية الشخصية، فإن 17% فقط من المستهلكين في الأسواق الناضجة يميلون لشراء جهاز لوحي على مدى الأشهر ال 12 المقبلة، الأمر الذي سيجبر القادة الاستراتيجيين على إعادة تقييم فرص السوق ضمن هذه الفئة، إذ من الممكن أن تتراجع معدلات الترقية الأساسية للأجهزة بنحو 10% خلال العام القادم. وتوضح هذه النتائج أن ما يقود الابتكارات في الأجهزة اللوحية هو التطبيقات وليس الأجهزة، إلا أن معظم التطبيقات تعمل على نحو جيد جداً مع الأجهزة اللوحية من الجيل الأول والثاني، ونظراً لإمكانية ترقية أنظمة التشغيل بالمجان، فإن المستخدم لا يجبر على تغيير الجهاز، ويبدي المستخدمون اهتماماً أقل بالأجهزة واهتماماً أكبر في التطبيقات وكيف يمكن للأجهزة التفاعل مع بعضها البعض باستخدام الحوسبة السحابية. وأوضحت الدراسة أنه ما لم يتم ابتكار حوافز وتحديثات مقنعة جديدة لترقية الأجهزة اللوحية، فإن حركة القاعدة الثابتة الناضجة ستواصل انخفاضها، ويتمثل السيناريو الأسوأ في عدم قيام العديد من مستخدمي الأجهزة اللوحية بترقية أجهزتهم أو شراء أي جهاز لوحي جديد على الإطلاق مع تضمين أجهزة «الفابلت» أو أجهزة الكمبيوتر القابلة للتحويل 2 في واحد (ذات الشاشة الكبيرة) لمزايا الأجهزة اللوحية، وقد يؤدي هذا السيناريو إلى انخفاض انتشار الأجهزة اللوحية بين الأسر الحقيقية دون 40% في الأسواق الناضجة. وأكدت جارتنر في دراسة أجرتها على نحو 19 ألف مستهلك في دول مختلفة حول العالم، أن أقل من واحد من أصل خمسة مستخدمين في الأسواق الناضجة يعتزمون شراء أو ترقية الجهاز اللوحي. وقد وصل انتشار الأجهزة اللوحية إلى أكثر من 66% لدى الأسر الأمريكية، وتملك 25% من الأسر جهازين أو أكثر من الأجهزة اللوحية. أما في الأسواق الناشئة، فتشهد الأجهزة اللوحية انتشاراً أقل ووفرة في الأجهزة اللوحية منخفضة التكلفة، إذ تأتي الأجهزة اللوحية في هذه الأسواق مكملة للهواتف الذكية، وبالرغم من توفر اتصال الواي فاي على نحو محدود، فإن الأجهزة اللوحية الخليوية غالية جداً مثل الهواتف الذكية مع أحجام للشاشة أكبر من 5.5 بوصة. وتوقعت الدراسة أن ينقسم الطلب على الهواتف الذكية إلى نوعين من أحجام الشاشة وهما 5 بوصات، و5.5 بوصة وأكبر المعروفة بأجهزة "الفابلت"، وسيختار المستهلكون بين هذين النوعين اعتماداً على ما يفضلونه من أجهزة وعلى نمط حياتهم، حيث يفضل بعض المستهلكين الهواتف الذكية بقياس 5 بوصات أو أصغر لسهولة حملها، في حين يتجه الآخرون نحو أجهزة «الفابلت» للحصول على تجربة أكثر اقناع في استهلاك المحتوى، إذ يقللون من مزايا امتلاك جهاز لوحي 7 بوصات يفتقر إلى ما يملكه الهاتف من قدرات، في حين قد يختار البعض أجهزة 5.5 بوصة وأكبر إذا كانوا يفضلون حمل الحقائب، أما البعض الآخر فيفضل أجهزة 5 بوصة وأصغر إذا كانوا يضعون أجهزتهم في جيوبهم، أما المستهلكون الاقتصاديون فيفضلون اقتناء أجهزة مفردة ويختارون أجهزة الفابلت، باعتبارها تجمع الأفضل من كلا العالمين. وأشارت نتائج دراسة "جارتنر" إلى أن 48% من المستطلع آراؤهم لا يرغبون باستبدال جهازهم حتى اضطرارهم تماماً إلى ذلك، إذ باتت عملية الشراء نفسها أكثر تعقيداً، وعلى المستهلكين اليوم منح الأولوية للأجهزة الأكثر أهمية بالنسبة لهم، ويعتزم نحو نصف المشاركين في الدراسة البقاء مخلصين لعامل الشكل الحالي، ولاسيما الأجهزة المكتبية التي بلغت نسبتها 65% والأجهزة اللابتوب القياسية بنسبة 46%. وأظهرت الدراسة تزايد شكوك المستهلكين حيال الأجهزة التي عليهم استبدالها بأجهزتهم الحالية، وهو ما يشير إلى أن رغبات واحتياجات المستخدمين لا تلبى على نحو واضح من قبل عروض المنتجات الحالية حيث إن العروض المتداخلة جعلت من عملية اتخاذ القرار أكثر تعقيداً. وكانت أبرز توصيات الدراسة أن الفرص اليوم تتمثل في الأجهزة الهجينة، إذ تشهد أنماط "اثنين في واحد" وهي أجهزة الكمبيوتر المتحولة اقبالاً متزايداً من أصحاب الأجهزة اللوحية ومستخدمي أجهزة اللابتوب القياسية، ويأتي الاستياء من أجهزة اللابتوب القياسية من مسائل مثل مدة عمر البطارية، والوزن وزمن بدء التشغيل، ويرى آخرون أن الاستخدامات المتعددة للأجهزة الهجينة تلبي احتياجات الجهاز اللوحي والكمبيوتر الدفتري، ولاسيما فيما يخص لوحة المفاتيح، ويبدو أن أجهزة الكمبيوتر التقليدية لم تعد أجهزة قابلة للمقارنة مع الأجهزة اللوحية أو حتى الهواتف الذكية ويطمح المستهلكون بالحصول على أجهزة جديدة ذات أشكال متعددة الاستعمال أكثر.