فنّد الدكتور سعيد القحطاني، أستاذ الحديث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أسباب الجهاد وأنواعه ومقتضياته وأسباب الغلو في الجهاد، وقال خلال دورات حلقات النقاش للخطباء في تعزيز الوسطية وتحقيق الامن الفكري مساء امس الاول، التي تقيمها وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد فرع المنطقة الشرقية - اللجنة الفرعية للتوعية العلمية والفكرية-: ان الغلو في الجهاد هو اقتصار الدين في الجهاد، وهذا ما كان يركز عليه من نلتقي بهم في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية. مبينا خلال حديثه للائمة والخطباء ان بعض من قمنا بمناصحتهم ينامون دون صلاة، ويكفرون الحكام والعلماء والائمة والخطباء، لافتا إلى ان بعض الشباب يقودهم الغلو في الجهاد الى البحث عن مواطن الفتن. وأبدى القحطاني أسفه بأن الشباب السعودي المتواجدين في مناطق الفتن اغلبهم صغار السن "جهلاء" لا يملكون معرفة في الحكم الشرعي لتأصيل مسائل الجهاد، ولا يفرقون بين مواطن الجهاد الأصلي ومواطن الفتنة، واحدها الاقتتال بين المسلمين. ونوه القحطاني إلى ان باب الجهاد أصبح عند هولاء من أصحاب الفكر الضال مدخلا الى باب التكفير، وهذا اتضح لنا خلال محاورتنا لهم في مركز المناصحة، مستشهدا بأن أحد أصحاب الفكر الضال عندما ناقشناه عن أسباب تفجير مساجد المسلمين وقتل المسلمين رد علينا بقوله: "ان قتلهم كبيرة من الكبائر فقط، ويموتون ويبعثون على نياتهم". وروى القحطاني قصة شابين ذهبا الى احد مواطن الفتن، وعند وصولهما للحدود تم ابلاغهما بعمليات استشهادية على حد وصفهم (تفجير)، ورفض الشابان وقالا: اتينا للجهاد وللقتال وليس للتفجير. ثم بعد ذلك حدث نقاش عن علماء ومشايخ المملكة وأُبلغ الشابان أن كل علمائكم كفار، مما حدا بالشابين القيام بسرقة جوازيهما والرجوع الى المملكة، والذهاب الى مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية. وأوضح أن انطلاقة البرنامج شهدت العديد من الأطروحات الهادفة حول تحصين فكر الشباب من الأفكار الدخيلة عليهم، مشيرا إلى أن البرنامج يعد الأول من نوعه على مستوى الوزارة، كما أننا نسعى في كل شهر لتواجد مجموعة جديدة من الأئمة والخطباء حتى تعم الفائدة للجميع، ويتم تبادل الخبرات فيما بين الخطباء لدرء الفتن والمخاطر التي تواجه شبابنا. فيما اكد فضيلة مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية، الشيخ عبدالله اللحيدان، ان برامج الامن الفكري الذي انطلق قبل عدة سنوات وتبنته الوزارة مستمرة عبر دورات معلنة وخاصة، ونعمل الآن على ورش عمل ومناقشة الائمة والخطباء في كيفية التعامل مع أصحاب الفكر الضال أو من يبحث عن الجهاد في مواطن الفتن، أو من عليهم علامات الانحراف الفكري، مبينا ان بعض الشباب لديهم قصور في فهم مقاصد احكام الجهاد، وتدفعهم العاطفة بلا حكمة، ونعد الخطيب على كيفية ادراك وممارسة التأثير على الشاب أو والد الشاب الذي ينوي الجهاد، ويرى كفر المجتمع وعدم الاعتراف بالجماعة او الامامة. وقال: أصبحت هذه الدورات مهمة للخطيب والامام للكشف عن التحولات لدى أبناء مرتادي المسجد خلال حديث أولياء أمور هولاء الشباب، وكثير من الشباب يأتون للمناقشة حول الجهاد وليس حول التكفير، وعن تصنيفات الأحزاب والجماعات الإرهابية، لذا نبين للخطباء والائمة التأصيل الشرعي لمثل هذه القضايا من خلال الخبرات المتراكمة لدى القائمين على هذه الدورات وحلقات المناقشة في مثل هذه المسائل، والمساحة متاحة للمناقشة مع الخطباء والائمة للحديث عن الظروف التي تواجههم. وزاد اللحيدان: اننا لسنا معنيين برصد أعداد هولاء الشباب المغرر بهم، بل الكشف عن الشبهات والرد عليها، خاصة وان شبابنا ووطننا مستهدفان، ونعمل وفق رؤية توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد -حفظهم الله-، بالحفاظ على امن الوطن ومواطنيه، لذلك وبحسب مسئوليتنا ومسئولية كل خطيب لا بد ان يكون لدينا فهم في المجتمع وتعاضد لهذا الاستهداف وآلياته وادواته، ولابد ان تكون المعالجة بالمثل والكفاءة العالية وردها عند شبابنا، ونشارك مع المعلمين ومع العسكريين في مواقعهم ونعي هذا الواجب. واكد ان الهدف من مثل هذه الدورات هو الحد من تزايد اعداد الشباب المغرر بهم خلال ما يصرف من ملايين الريالات من اجل استهداف شباب المملكة، مما جعل الجهد المقابل من الدولة لهولاء الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية يحد ولله الحمد من الزيادة.