شدد مجلس الشيوخ الأميركي الخناق على «حزب الله» ومؤسساته المالية والأفراد الذين يدعمونه، من خلال إقرار مشروع قرار ضده بأغلبية ساحقة، وطالب «بإدراج حزب الله كمنظمة تهريب مخدرات أجنبية ومنظمة إجرامية عابرة للحدود« ودعا القرار إلى إجبار الخارجية الأميركية على التعريف بوسائل الإعلام الداعمة للحزب والتي تموله، «مثل قناة المنار وتوابعها»، في تقرير سنوي وتحديد الأقطاب الداعمة بالاسم، والطلب من وزارة الخزانة فرض شروط قاسية على فتح أي حساب لأي جهة خارجية تسهل تعاملات «حزب الله» أو تغسل أموالاً للحزب أو «تتآمر» بإرسال تحويلات لأشخاص أو مؤسسات على صلة بالحزب. وجاء في الفقرة الأخيرة منه: «إجبار الرئيس على رفع تقارير إلى الكونغرس حول الدول التي تدعم حزب الله، حيث للحزب شبكات لوجستية وشبكة تبرعات وتمويل وغسل أموال«. وفي السياق، كان محققون ألمان عثروا خلال تحرياتهم على "دلائل جديدة" تؤكد أن حزب الله اللبناني يمول عملياته من تجارة المخدرات في أوروبا. وقالت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في موقعها الإلكتروني في وقت سابق :"إن هذا الاشتباه ظهر للمرة الأولى عندما ضبط موظفو الجمارك بمطار فرانكفورت في مايو 2008 نحو 8.7 ملايين يورو في أمتعة أربعة لبنانيين، ونصف مليون يورو آخر في مسكن أحد المشتبه فيهم بمدينة شباير بولاية راينلاند بفالتس. وألقى محققون من سلطات الجمارك بالتعاون مع محققين من الشرطة الجنائية في ألمانيا في أكتوبر من العام 2007 القبض على شخصين من عائلة لبنانية تعيش في مدينة شباير، يشتبه في أنها هربت مبالغ كبيرة من عوائد تجارة الكوكايين في أوروبا إلى لبنان عبر مطار فرانكفورت وسلمتها لشخص على علاقة وثيقة بالدوائر العليا بحزب الله والأمين العام للحزب حسن نصر الله. من جهتها، أعلنت الأجهزة الأمنية الهولندية أنها بالتعاون مع سلطات عدة دول تمكنت من إلقاء القبض على 17 شخصًا ينتمون إلى شبكة دولية لتهريب المخدرات مرتبطة بحزب الله اللبناني. ووفقاً للسلطات الأمنية الهولندية، فقد قامت المجموعة التي ألقي القبض عليها، بنقل شحنات من مادة الكوكايين المخدرة بين دول عدة من ضمنها فنزويلا وبلجيكا وإسبانيا والأردن. حيث تشتبه السلطات بأن المجموعة تاجرت بنحو 2000 كيلوجرام من الكوكايين خلال عام واحد. وكشفت تقارير غربية أن حزب الله يمتلك منذ عدة سنين حقولاً من نبات الخشخاش في منطقة البقاع والتي تستخدم لإنتاج الأفيون والهيروين، وقد أشارت المعلومات أن نصر الله يرتبط بعلاقات تجارية مع تجار المخدرات في أمريكا الجنوبية. من جهته، أكد معهد "راند" الأمريكي أن المنظمات الإجرامية التي تعمل في منطقة المثلث الحدودي بين البرازيل-الأرجنتين- بارجواي تقوم بتمويل عمليات وأنشطة حزب الله مؤكداً بأن تلك المنطقة تحولت إلى مركز مالي لتمويل أنشطة حزب الله من خارج منطقة الشرق الأوسط، وأنه يتم تحويل مبالغ مالية ضخمة من هذه المنطقة لحزب الله سنويا، والتي تقدر بنحو 20 مليون دولار. وأوضح تقرير معهد "راند" الأمريكي بأن حزب الله أسس شركات وهمية في دول أمريكا الجنوبية من أجل التغطية على أنشطته غير المشروعة هناك، والقيام بغسيل الأموال والتهرب من الضرائب، منوهاً أن من بين الأنشطة التي يقوم بها حزب الله في تلك الدول التجارة في السجائر، وبيع أقراص "الفياجرا"المزيفة في داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، لتمويل أنشطته ومخططاته في الشرق الأوسط. وأشار التقرير الأمريكي إلى أن المرجعيات الشيعية لحزب الله أصدرت فتوى تبيح الاتجار في المخدرات من أجل تمويل أنشطته وعمليات ضد الأمريكيين واليهود، لتبرير أنشطة حزب الله في مجال المخدرات، وقد جاء في نص الفتوى :-" إذا لم نستطع قتلهم بالبنادق، فلنقتلهم بالمخدرات".