الناصرة، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب - اتهمت الشرطة الاسرائيلية «حزب الله» بتهريب المخدرات الى اسرائيل بهدف تحطيم الشباب والمجتمع الاسرائيلي. وقال قائد لواء الشمال في الشرطة الاسرائيلية داني كورن في مقره في الناصرة العليا ان «حزب الله» يهرب المخدرات من الحدود اللبنانية الى اسرائيل، وهي مخدرات ثقيلة كوكايين وهيرويين. وأعلن أن «هذه المعلومات هي نتيحة تحقيقاتنا وليست وليدة معلومات استخباراتية»، مضيفاً: «اعتقلنا مهربين ومن خلال افاداتهم اعترفوا بأن «حزب الله» متورط في عمليات التهريب من الجانب اللبناني». وتحدث المسؤول الاسرائيلي عن «شراكة عربية- اسرائيلية بين تجار المخدرات العرب واليهود»، مؤكداً أن «عملية تهريب المخدرات وتورط «حزب الله» فيها تشكل خطورة جسيمة لا تقل خطورتها عن التهديد الامني الذي يمثله «حزب الله» لدولة اسرائيل». وأشار من ناحية أخرى الى أن «هناك محاولات من طريق الحدود السورية والجيش السوري عمل في الماضي ويعمل على منعها، لكن تمت محاولتان لتهريب المخدرات في الآونة الاخيرة في غفلة عن الجيش السوري وضبط المهربون من قبل الشرطة الاسرائيلية». الى ذلك، تبذل وزارة الخزانة ومراكز الأبحاث الأميركية جهوداً كبيرة للكشف عن الأجنحة السياسية والعسكرية والمادية المتشعبة ل «حزب الله»، والتي يرتبط جزء كبير منها وبحسب تقرير أخير لمؤسسة «راند» بعنوان «قرصنة الأفلام ، الجريمة المنظمة والارهاب» بنشاطات تهريب وقرصنة وتزوير في مثلث حدودي في أميركا اللاتينية، تقوده شبكات لبنانية محترفة وتمول الحزب سنوياً بحسب التقرير بما يعادل20 مليون دولار. ويكشف التقرير الذي أعده ستة باحثين تفاصيل أعمال شبكات تهريب على ارتباط ب «حزب الله» ومجموعات اسلامية تعتبرها واشنطن ارهابية. ويركز التقرير على المثلث الحدودي بين البرازيل والأرجنتين والباراغواي «كالمحور الأساسي لتمويل حزب الله خارج الولاياتالمتحدة بضخه ما يعادل 20 مليون دولار سنوياً للحزب»، وقدم «ثلاثة ملايين ونصف مليون دولار منها المواطن اللبناني الأصل وحامل الجنسية الباراغوية أسعد أحمد بركات والذي أدرجته الخزانة الأميركية على شبكة الارهاب العالمية للأفراد» واعتقلته السلطات الباراغوية لست سنوات (2003-2009) للتهرب من الضرائب. ويفصل التقرير أعمال «شبكة بركات» في هذا المثلث الحدودي وارسالها التبرعات للحزب والتي جنتها من نشاطات تزوير وقرصنة. واستقت الشبكة هذه الأفكار من مجموعات تهريب أخرى بحسب البحث، بعض هذه النشاطات يعود الى الثمانينات من القرن الماضي، ومنها مجموعة «الجهاد» المصرية المتهمة بالسطو على محلات في مجوهرات لتجار مصريين «كفار» في 1981 ومولت منها المجموعة عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. ويشير التقرير، الى أن «حزب الله» أصدر فتوى رصدتها الاستخبارات الأميركية في 2004 و2005 تبيح «المتاجرة بالمخدرات كوسيلة مشروعة لمحاربة الأميركيين واليهود». وتساعد الحزب في هذه النشاطات شبكة من المغتربين الموجودين بكثافة في أميركا الشمالية وفي مناطق العمليات في أميركا الوسطى واللاتينية. ويذكر التقرير أن هذه الشبكات أصبحت «متعاضدة في نظام اجرامي دولي خارج عن الحكومات ومتورطة فيه مصارف ومنظمات اجرامية دولية» ويتهم «حزب الله» بالتخفي وراء شركات مشروعة يتم انشاؤها لدخول السوق الاجرامي وغسل الأموال والفساد والتهرب من دفع الضرائب. ويحدد التقرير مدينة «سيوداد دل ايستي» الحدودية في بارغواي كنقطة عبور لمثلث تمويل الارهاب من أميركا اللاتينية ومركز عمل لشبكة بركات ومؤسسها أحمد بركات الذي تم تجميد أمواله وتسعة من معاونيه بأمر من السلطات الأميركية في 2006.