عادت دوامة الصراع المفتوحة على مصراعيها، وتمادت نزاعات الثأر والتحدي وكسر العظم في دوري جميل3 بعد توقف اضطراري دام 18يوماً، ولمسنا عدم استقرار بعض الكبار، وقدوم منابع الأخطار عبر مواجهات شاقة وطويلة ومريرة، لكن بقيت أحلام الكبار مستعرة نحو الصدارة المتحركة ويحاول كل فريق قلع أشواكه بيده، والاضطلاع بدوره وعرض أفضل ماعنده، واستنفرت المقابر الجائعة لتلتهم المقصرين والمهملين رغم أننا مازلنا في البدايات، وهذه قراءة مختصرة لأبرز هوامش مباريات الجولة الثالثة: الأهلي ودون حرج أو معاناة أسقط الوحدة بهدفين وعاد كطرف رئيس في صراع الزعامة بشعار الامل واللحاق بركب القمة بعد ان استرجع الملكي قدرته على ترويض خصومه وإبقاء سجله نظيفاً من الهزائم كما فعل الموسم الماضي، وبالمقابل وجدنا فريق الوحدة يتدفق أمطاراً من الأخطاء على كافة المحاور ومدربه الاورغواياني لايجد للآن جداراً أو مظلة تقي مرمى فريقه ويبدو أن الوحدة رغم تكامل صفوفه لم يفك بعد اللغز المجهول وما زال غارقاً في وحشته وأخطائه. وأُصبنا بالدهشة وخيبة الأمل من المستوى الهزيل والنتيجة القاسية التي لحقت بفريق القادسية أمام مستضيفه التعاون بالخمسة، واستحق السكري الفوز والتألق عطفاً على تفوقه بالروح والجماعية والتنظيم التكتيكي، والاداء المتقن، ويبدو أن التعاون سيسافر في هذا الموسم نحو المستقبل وسينافس على بطولة الدوري وهو جدير وأهل لهذه المهمة. واستعاد النصر هيبته وجبروته ودق جرس الانذار منذراً بعودة الامل واللحاق بركب الصدارة والسعي للتمسك بلقبه ورغم عدم اكتمال صفوفه فاز على نجران بسهولة بهدفين وأضاع خمسة، ورجع للتفوق وحب الانتصارات متسلحاً بالنجم المالي الهداف مايجا من أجل البحث عن الصدارة المتحركة في دوري شديد التعقيد والتقلبات، ومع أن نجران لعب الشوط الاول بتكتيك دفاعي مُغلق ومنظم إلا أن النقطة الواحدة في رصيده تؤرقه وتدفعه للاستفادة من فترة التوقف، وإلا ستطاله رياح الخطر والنيران. ولعل الشباب لم يقرأ أسلوب ونهج الخليج الذي كان مختلفاً في توازناته، ومحيراً في معايير قوته، فنجوم الدانة عطلوا صدارة الليث وقلّموا أظافره وأنيابه، وفرضوا عليه التعادل الذي جاء بمثابة الفوز على أرضه في الرياض، وخطفوا نقطة ثمينة، رفعوا بها رصيدهم إلى أربع نقاط، فيما ظهر الشباب مرتبكاً ومتسرعاً وغاب عنه الاستقرار والتجانس. وجاء دربي الأحساء قوياً ومثيراً لتفادي الخسارة وحشد كل فريق جهوده وطاقته من أجل الفوز، وتفوقا في الاداء الجماعي المنظم، والروح العالية والحماس والحرص الشديد، والتمدد الطولي على كافة المحاور، واستطاع الشيخ والنموذجي النجاة من الانواء والعواصف التي تحيط بهما وما يتطلبه الدربي من ثأر وحساسية وتحد. الفيصلي أوقعنا في حيرة ودهشة، وجدناه مكبلاً لا حول له ولا قوة بعد خسارته أمام القادسية ثم التعاون لكنه ظهر بصورة مغايرة وجديدة بعد فترة التوقف، فألحق بالاتحاد على ملعبه ووسط جماهيره بجدة هزيمة أليمة بهدفين مقابل هدف واحد واستعرض الفيصلي قدرات لاعبيه وتجانسهم ونجح مدربه في اختيار التكتيك المناسب، فيما خيب العميد أمل جماهيره لأنه لم يوظف ثقله وهيبته لاقناع هذه الجماهير بأنه الافضل، وانكشف عجزه وعدم صلاحية الادوية التي فقدت صلاحيتها ومفعولها ولم يبق منها إلا الاسماء، وإلى اللقاء.