لا أُبالغ إذا قلت: إننا سنكون أمام حرب مفتوحة على كل الاتجاهات من خلال الجولات الثلاث الاخيرة.. وسنعيش أياماً ومنعطفات أخطر وأصعب من تلك التي عشناها على مدى كل جولات دوري جميل 2.. خاصة وأن صمامات الامان لدى غالبية الفرق الآن ليست على جاهزية جيدة.. لذا نتوقع أن نشهد ضغوطاً وفرض وقائع جديدة مصحوبة بتجاذبات وكراهيات وحساسيات.. ومخاطر وأهوال وصب الزيت على أي نار تشتعل في ظل ارتفاع اسهم الثأر والانتقام!. وهذه قراءة موجزة لمعارك الجولة ال23 من صراعات جميل 2.. فالنصر تألق وقصف هجر بثلاثية نظيفة.. وحافظ على اعتلاء القمة.. وواصل مسيرته بكل قوة نحو التتويج، بعد أن أثبت أنه عصيّ على الانهيار والانقسام والبلبلة.. وأكد تمسكه بموجبات الزعامة على مدى 21جولة.. ولقن ضيفه هجر درساً قاسياً وأجبره على مراجعة دفتر هزائمه لأخذ الحيطة والحذر لأن الذكرى تنفع. ويبدو أن هزيمة الاتحاد القاسية أمام الهلال أبعدته عن صراع الزعامة.. وقلصت حظوظه في انتزاع الورقة الآسيوية ببقائه في المقعد الرابع.. فيما واصل الزعيم زحفه بهدوء.. وأمسك بالمقعد الثالث بعد أن ضيق الخناق.. وطوق العميد وهزمه بثلاثية نظيفة.. توجها بأداء جماعي منظم، وهناك نظرية في علم التدريب تقول: (مرارة الخاسر تضاعف من متعة الفائز، خاصة إذا كانا من الفرق الكبيرة).. وفعلاً صُدمت جماهير العميد بهذا الانهيار المتدحرج. ولا شك أن عاصفة الغبار الكثيفة التي ضربت بريدة جاءت مفيدة؛ لأنها حجبت الرؤية عن سوء المستوى الهزيل لمباراة التعاون والشباب وفتورها وفقرها بالتكتيك.. وما زالت الرياح العاتية تقذف بالليث وزاد الطين بلة إهداء مدافع الشباب هارون هدف التعادل للتعاون، والتعادل لا يكفي لخروج الليث من النفق؛ لأن الأمر ما زال على حاله دون تغيير!.. ولم يكن التعاون أفضل منه. وواصل الاهلي مطاردته للنصر على القمة بفوزه على الفيصلي، ويعول الملكي على تعثر العالمي؛ كي يضع رأسه على وسادة جميل براحة وأمان.. الاهلي تقدم بهدفين وردّ (نعمان الفيصلي) وقرب المسافات وأنعش حظوظ فريقه وضغط مستغلاً هدوء الاهلي.. لكن الحكم المرداسي حول بوصلة اللعب بالضغط على لاعبي الفيصلي ثم بطرد إداري الفريق ثم بإهدائه ركلة جزاء مزيفة عزز بها الاهلي تقدمه، وأحبط الفيصلي، وختمها بطرد لاعبه ندامي!.. وربما كل هذه الممارسات التعسفية لغاية في نفس يعقوب!. والخليج عاد إلى الامان حالياً.. ولم يفت تساقط الآمال من عضده فتألق وتفوق وصالح جماهيره بعد فوزه الثلاثي والصريح على الرائد، وأمامه السبت المقبل محك نجران (عتبة النجاة لمسح اخطاء ما فات). بالمقابل تحفل ذاكرة رائد التحدي بكثير من المرارات التي تتكرر بصورة مختلفة.. وللأمانة صدمنا بأداء الرائد الأهوج الذي شابه البطء وكثرة الاخطاء.. عليه أخذ الحيطة والحذر. وخسارة الشعلة أمام العروبة تنذر بقدوم الحصاد المر والسقوط المرير إلى قعر بئر جميل، وهذا المشهد بِتنا نراه جلياً وفاقعاً.. وفوز العروبة لا يكفي ولا يريح؛ لأنه لا يزال في الفخ، وهامش الهاوية يستدرجه نحوه، وما زالت حساباته معقدة ومخيفة!. وجاء تعادل الفتح على أرض نجران 1/1 أكثر فائدة للفتح المرتاح في دفء الامان.. وأبقى نجران في تحد خطر، ربما يفتح عليه باب التخبط.. خاصة وأنه يحتاج للقفز فوق الجراح على ملعبه.. لأن الادوار التي تنتزع بالقوة معرضة لتلقي مفاعيل لقوة معاكسة.. وإلى اللقاء.