أستبعد جماً أن تنعم جميع أندية دوري جميل بالامان والاستقرار مع منافسات الحسم المتبقية والاخيرة والمتعددة الأصعدة والأهداف والمسارح.. وأغلب الظن أن هذه المواجهات ستكون ضارية وشاقة ومعقدة وشديدة الخطورة ومرشحة لمزيد من النزاعات والتقلبات والانتهاكات.. وكنت قد حذّرت بشدة غير مرة من مرحلة احتواء الاخطار ورسم الادوار والتي تفوح منها رائحة الخوف وحلاوة الروح القادمة من فرق الوسط والقاع، وقدرتها على قلع ركائز استقرار فرق المقدمة تحت وطأة الظروف الضيقة والحساسة المحيطة بأوضاع فرق جميل ونسرد مقتطفات من الجولة 22. النصر ما زال يُقيم هانئاً ويسبح لوحده في فلك الصدارة للاسبوع العشرين على التوالي.. حاول سكري التعاون جندلته عن الزعامة بهدف مبكر، ثم دافع عنه بأسنانه.. لكن العالمي استعمل القوة المفرطة بالضغط العنيف والمتواصل وقلب النتيجة على رأس التعاون في اطار عزمه على صد سيوف الردع وكسرها. ولم يشفع للعروبة المغامرة وتسجيل هدف التقدم بمرمى الاهلي الوصيف، ولأن الراقي يعرف من أين تؤكل الكتف، نجح في وأدِهِ للعروبة بثلاثة أهداف مع الرأفة، ودفعه إلى الهاوية، وتركه يتلوى على نار الانهيار المرير والقعر المظلم.. واعتقد أن مدرب الاهلي جيروس نجح في ارساء قواعد الديمومة والاستقرار وأسهم في ارتقاء وثبات مستوى الراقي الذي تفوق هذا الموسم، لأنه جيد التدريب والتجهيز والتنفيذ والتكتيك الجماعي العالي. ونجح الاتحاد في تضميد جراحه بسرعة بعد كارثة النصر.. وفاز على هجر بالاحساء.. علماً بأن المباراة لم تخرج بالشكل المأمول فنياً.. حيث لمسنا مخاضاً عسيراً من الطرفين وعسر ولادة.. وحَسَمَ العميد النتيجة بركلة جزاء.. كما لم يقدم هجر أي جديد لمصالحة جماهيره. ولم يجد الهلال أي عناء في قضم الفيصلي وكسر ظهره.. وطحن هجومه وتمزيق خرائطه وإلغاء وجوده.. ويبدو أن الفيصلي أفرط في الذعر؛ مما ادى إلى تخبطه فأغلق النوافذ لعلها تحميه من شدة الاعصار الهلالي، وبدا عليه الاستسلام وخرج مثقلاً بثلاثية نظيفة. ومني الشباب بهزيمة قاسية أمام الرائد بثلاثية جاءت استكمالاً لمشهد الهزائم المتوالية التي انتشرت كالنار في الهشيم، وزادت من القلق والغضب واشعلت حريقاً في قلوب محبي الليث.. ولا ندري ماذا أصاب الشباب..وهذا الفوز انعش وأراح الرائد الذي انتزع فوزاً ثميناً ومستحقاً لكن عليه الحذر مما قد تخبئ له التحديات في الجولات المتبقية . وخسر الخليج أمام الفتح وعاد إلى حافة الهاوية المتحركة.. وأشدد هنا على خطورة منازعات القاع، وأُحذر من الافراط في الطمأنينة، فهناك ستة فرق في قلب العاصفة ولم يضمن أحد منهم مقعده الآمن.. والفتح استحق الفوز.. والفرصة ما زالت متاحة أمام الخليج للتسلل إلى الامان. وفوز الشعلة على نجران لم يضمن له مقعده في نادي الناجين، ولا يزال مهدداً ومثخناً بالجروح.. ولمسنا من لاعبي نجران افتقادهم للروح وعليهم أن يدركوا خطورة وضعهم.. فمستواهم لا يزال حافلاً بمؤشرات التدهور.. والشعلة مطالب بالإسراع في فتح معبر النجاة المُقفل، والعثور أولاً على المفتاح الضائع!.. وإلى اللقاء.