ينطلق الأسبوع القادم الملتقى الثالث للسلامة المرورية تحت عنوان الشباب والسلامة المرورية، والذي تنظمه الجمعية السعودية للسلامة المرورية (سلامة)، بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية وجامعة الدمام وإدارة المرور، إضافة إلى الجهات ذات العلاقة بالسلامة المرورية، والتي تتآزر جميعها لتسخير إمكاناتها من أجل الحد من الحوادث المرورية التي اصبحت ظاهرة تعاني منها جميع قطاعات المجتمع، مما يحتم ضرورة تضامن جهود جميع فئات المجتمع والجهات الحكومية والأهلية للمساهمة الفاعلة في تطوير قدرات ومهارات الشباب للتخطيط لمبادرات فاعلة في مجال تحسين مستوى السلامة على الطرق، وتسهيل عملية تبادل المعارف والتجارب والأبحاث. وعلى مدى أكثر من 18 شهرا، تم عقد العشرات من اللقاءات وورش العمل للإعداد لهذا الملتقى، والذي يركز على فئة الشباب، حيث تؤكد الإحصاءات أن الغالبية العظمى من ضحايا الحوادث المرورية هم من فئة الشباب. ومن أول يوم بدأنا في جمع أكبر عدد ممكن من الأفكار، والتي أخذناها مباشرة من هذه الفئة العمرية بإتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن أفكارهم وآرائهم في مجال السلامة المرورية، حيث تم تنظيم ورش عمل شارك فيها الشباب من المرحلة الثانوية والجامعية في العديد من مناطق المملكة. ويأتي هذا الملتقى تتويجا لما سبق طرحه ومناقشته في هذه الورش. ولم تغفل اللجنة المنظمة للملتقى عن أهمية البحث العلمي وأوراق العمل خاصة في مجال تغيير السلوك المروري السلبي، حيث تم استضافة العديد من الخبراء في هذا المجال، إضافة إلى عرض التجارب الناجحة للعديد من الجهات الحكومية والأهلية. إن الملتقى الثالث للسلامة المرورية يأتي استمرارا لما نشهده من حراك في المجال المروري، والذي تشهده المملكة بصفة عامة والمنطقة الشرقية بصفة خاصة، حيث انطلقت مبادرات ومشاريع مبتكرة وشمولية لتحسين مجال السلامة المرورية، منها تأسيس لجنة السلامة المرورية بالمنطقة، وانطلاق العديد من المبادرات المتميزة بالتعاون بين أرامكو السعودية وجامعة الدمام، مثل تأسيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية، وكرسي أرامكو السعودية للسلامة المرورية، وبرنامج البكالوريوس لهندسة المرور. إضافة إلى مبادرات أخرى (اطلاق صفحة توعوية أسبوعية في هذه الصحيفة، وإطلاق جائزة المنطقة الشرقية للسائق المثالي). وهذا الملتقى يضاف إلى ملتقيين سابقين أقامتهما الجمعية في عامي 2011 و2013 حضرهما أكثر من 1500 شخص. وكلنا أمل ان تحقق مثل هذه الملتقيات الاهداف والطموحات المرجوة في الحد من النزيف الحاد في الأرواح والممتكات الناجمة عن الحوادث المرورية.