تشهد المنطقة الشرقية انطلاق مبادرات ومشاريع ملفتة تهدف الى تحسين وتطوير السلامة المرورية بأساليب مبتكرة وشمولية تستحق الاشادة والتقويم والتطوير. وعلى سبيل المثال لا الحصر تم تأسيس لجنة السلامة المرورية بالمنطقة مطلع عام 1430 بمبادرة من شركة أرامكو السعودية ودعم من إمارة المنطقة وعضوية العديد من الجهات الأمنية والتعليمية والصحية والتنموية. وقد تبنت اللجنة استراتيجية طموحة طويلة المدى نرجو أن نقطف ثمارها قريبا. ثم تتابعت بعد ذلك العديد من المبادرات التي نذكر منها تأسيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية تحت مظلة جامعة الدمام بهدف نشر الفكر العلمي المروري وتبادل الخبرات في هذا المجال والتي قامت بتنظيم ملتقيين عالميين كبيرين وتعمل الآن على إقامة الملتقى الثالث الذي سيعقد في شهر نوفمبر القادم ، وتأسيس كرسي أرامكو السعودية للسلامة المرورية في جامعة الدمام والذي تبنى العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التطبيقية لتحسين السلامة المرورية في المنطقة، وكذك إطلاق برنامج بكالوريوس فريد من نوعه في المنطقة العربية لهندسة المرور والنقل في جامعة الدمام والذي بدأ في استقبال الطلاب لتخريج متخصصين وخبراء في هذا المجال الهام، أيضا اطلاق صفحة توعوية أسبوعية في جريدة اليوم والتي لاقت قبول وتفاعل الكثير من القراء. ومن المبادرات اللافتة التي انطلقت مؤخرا جائزة المنطقة الشرقية للسائق المثالي والتي نالت دعما كبيرا من سمو أمير المنطقة الذي يرأس مجلس الأمناء فيها، والتي حظيت بدعم من رجال الأعمال و المؤسسات الإعلامية في المنطقة، مما جعل الجائزة فريدة من نوعها في المملكة وينتظر ان تكون مثالا يحتذى بها في المناطق الأخرى. هذه المبادرات وغيرها نرجو أن تؤتي أكلها وتقطف ثمارها قريبا مع وجود تحديات كبيرة تتمثل في احتلال المنطقة الشرقية مركزا متقدما في الحوادث المرورية والوفيات والاصابات الناجمة عنها من بين مناطق المملكة الأخرى. ومما يدعو إلى التفاؤل والاطمئنان حرص سمو أمير المنطقة الشديد على تقليل هذه الحوادث الى الحد الادنى الممكن، وقد لاحظت من خلال حضوري بعض الاجتماعات التي ترأسها سموه حرصه في أن تكون المنطقة الشرقية في ذيل القائمة في الحوادث المرورية من بين مناطق المملكة ودعمه واستعداده المنقطع النظير لتذليل كل العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف النبيل.