لو طلب مني أن أعطي عنوانا للأسبوع الماضي وما واكبه من أحداث حول المرور ومشاكل المرور من خطبة جمعة إلى تحضير لملتقى لجنة السلامة المرورية الثالث لأطلقت عليه أسبوع المرور وذلك لكثرة الاجتماعات الخاصة بالمرور والحديث حول الحوادث المرورية ودور لجنة السلامة المرورية واستعدادها للملتقى الثالث الذي يرعاه الاسبوع القادم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية الذي تنظمه الجمعية السعودية للسلامة المرورية «سلامة»، والمقرر انعقاده في الفترة من 11-13/2/1437 الموافق 23-25 نوفمبر 2015 تحت شعار «الشباب والسلامة المرورية»، بمشاركة عدد من الوزارات والجامعات والقطاع الخاص. غادرت المنطقة الشرقية متجه لأبها وكأني كنت على موعد مع محاضرة عن السلامة المرورية ولكن من فوق منبر الجمعة وليس في ملتقى حول السلامة والقيادة أو في ورشة عمل وكانت تلك الصدفة الاجمل هي تواجدي في ذلك الجامع في مدينة ابها بحي المطار كون إمام وخطيب الجمعة قد خصص كل الخطبة حول السلامة المرورية، حيث ابتدأ خطبته بطريقة شيقة شد فيها المصلين عندما ذكر الارقام المخيفة من الخسائر البشرية نتيجة الحوادث المرورية والاسباب التي أدت اليها وتطرق ايضا الى عدد من الحلول المقترحة، لقد شدني ذلك الخطيب وتمنيت لو أن المسئولين عن لجنة السلامة المرورية بما فيهم الدكتور عبدالحميد المعجل رئيس الملتقى والمهندس سلطان الزهراني الأمين العام للجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، والعضو النشط احمد دحمان كانوا معي في ذلك الجامع من اجل تكريم ذلك الخطيب بعد الانتهاء من الخطبة حتى تصل رسالة التكريم الى اكبر عدد من الخطباء واكبر عدد من المصلين ايضا، كم نحن بحاجة ماسة لمثل هذه الخطب حول ما يعانيه المجتمع نتيجة للحوادث المرورية, صحيح قد لا تكون الحل ولكنها جزء منه!. لا يخفى على كل ذي لب، ازدياد الحوادث المرورية وما ينتج عنها من خسائر بشرية ومادية حتى اصبحت امرا مقلقا ومرهقا على خزينة الدولة سواء كانت تلك الخسائر بشرية ام مادية، وما يؤكد ذلك ما ذكره معالي مدير جامعة الدمام د. عبدالله الربيش رئيس اللجنة العليا للملتقى، في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الاحد بتاريخ 15 نوفمبر 2015 «أنه وخلال السنوات الماضية لا تزال أرقام الحوادث المرورية وما يترتب عليها من خسائر بشرية واقتصادية واجتماعية مفزعة وتشكل هاجساً مقلقاً للدول والأفراد، وإن انعدام السلامة على الطرق أصبح من العقبات الكبرى التي تقف في طريق تحسين الصحة وتوفير التنمية وقد بات أطفالنا وشبابنا والعناصر المنتجة في المجتمع من أكثر الفئات عرضة لمخاطر الحوادث المرورية، حيث تشير النشرات الإحصائية لمنظمة الصحة العالمية أن الغالبية العظمى من ضحايا الحوادث المرورية هم من فئة الشباب». ونحن في المملكة لسنا بمعزل عن العالم خصوصا اذا علمنا ان حوادث الطرق تعد ثاني أكبر سبب للوفيات في العالم للفئة العمرية ما بين 15 و30 سنة، حسب التقرير الصادر عن الأممالمتحدة تحت عنوان «الشباب والسلامة على الطرق». كما بينت إحصائيات الإدارة العامة للمرور بالمملكة أن فئة الأطفال والشباب هم الفئة الأكثر تضرراً، حيث تصل نسبة الوفيات إلى 72 في المائة من أعداد المتوفين بسبب الحوادث المرورية. الملتقيات والمحاضرات وورش العمل والمناهج او البرامج التي تكون حول اهمية السلامة المرورية لن تؤتي اكلها ما لم يصاحبها قرارات حازمة تضرب بيد من حديد, أعجبني وأزعجني في آن واحد ما تتم مناقشته احيانا حول (دراسة) امكانية فرض عقوبة مغلظة على من يخل بالنظام عن طريق سحب المركبة وايقاف السائق، الاعجاب في امكانية فرض العقوبة اما مصدر الازعاج فهو من كلمة (دراسة) لانه من تجارب سابقة حول العديد من التوصيات والمقترحات سواء كانت تخص السلامة المرورية او غيرها ماتت في الادراج الخاصة بدراستها وتاهت في مهب الريح، اه لو بيدي (الفانوس السحري) يقول (شبيك لبيك اطلب) لطلبت ان يمنحني صلاحية بسحب كل مركبة مخالفة وايقاف سائقها حتى يعلم الجميع ان لدينا نظاما يطبق وليس فقط في الادراج تحت الدراسة والحراسة حتى لا يضيع بين ادراج البيروقراطية وادراج الرياح.