عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين للأعمال والتفجيرات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، وعبر المصدر عن تعازي المملكة حكومة وشعباً إلى أسر الضحايا، وحكومة وشعب جمهورية فرنسا الصديقة، والتمنيات الخالصة للمصابين بالشفاء العاجل. وتؤكد المملكة على ماسبق وأن أعربت عنه من ضرورة تكاتف المجتمع الدولي ومضاعفته لجهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة والهدامة التي تستهدف الأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة كافة، والتي لا تقرها جميع الأديان السماوية ولا الأعراف والمواثيق الدولية، وبما يكفل تطوير آليات فعالة للعمل المشترك على المستوى الدولي لمحاربة كل من يسعى إلى الهدم والتخريب والإفساد في الأرض تحت أي ذريعة كانت. من جانبها، أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الهجمات الإرهابية التي وقعت بالعاصمة الفرنسية. وأشارت الأمانة إلى أن هذه الأعمال الإرهابية لا يقرها الإسلام وتتنافى وقيمه التي جاءت رحمة للعالمين. وأكدت في بيانها أن هذه الأعمال الإرهابية وغيرها مما وقع مؤخرًا هي امتداد للإرهاب الذي يمارسه النظام السوري المجرم وأعوانه ضدّ الشعب السوري الأعزل الذي يمطره بوابل من البراميل المتفجرة، وخرج من عباءة هذا النظام تنظيم داعش الإرهابي الذي يتبادل الأدوار مع نظام بشار، وإن غض العالم الطرف عن ذلك هو الذي أدى إلى هذه الجرائم المروعة. واتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، السبت، تنظيم داعش بالوقوف خلف سلسلة الهجمات التي ضربت باريس، بدوره، تبنى تنظيم داعش في بيان تداولته حسابات محسوبة على الجماعات المتطرفة على موقع تويتر اعتداءات باريس، وأكد أن فرنسا على "رأس قائمة أهدافه". وقال هولاند في قصر الاليزيه: إن "ما حصل، أمس، هو عمل حربي .. ارتكبه داعش ودبر من الخارج بتواطؤ داخلي سيسمح التحقيق بإثباتها". وندد هولاند إثر خروجه من اجتماع لمجلس الدفاع بمشاركة الوزراء الرئيسيين في حكومته ب"عمل وحشية مطلقة". وأكد أن "فرنسا لن ترحم" مؤكداً "اتخاذ كل التدابير لضمان أمن المواطنين في إطار حال الطوارئ" التي أعلنت، خلال الليل، مؤكداً أن "قوات الأمن الداخلي والجيش متأهبة بأقصى مستويات قدراتها" و"تم تعزيز كل أجهزة الأمن". وأعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام من دون أن يحدد متى يبدأ.ومساء، أعلن النائب العام في باريس فرنسوا مولان ان حصيلة اعتداءات باريس بلغت مساء السبت 129 قتيلا و352 جريحا، مؤكدا أن "الارهابيين" تحركوا في ثلاث مجموعات وان بعضهم تحدث عن سوريا والعراق. وقال في مؤتمر صحافي إن الحصيلة "غير النهائية والمرشحة للارتفاع ويا للأسف" لاعتداءات مساء الجمعة هي 129 قتيلا و352 جريحا "بينهم 99 على الاقل في حالة حرجة جدا". واضاف في تصريح للصحافيين إن "سبعة ارهابيين قتلوا خلال عملهم الاجرامي" بينهم ستة فجروا انفسهم. وأوضح ان "الارهابيين" الذين نفذوا الهجوم في قاعة باتاكلان في باريس تحدثوا عن سوريا والعراق، مشيرا "على الارجح الى ثلاث مجموعات من الارهابيين" نفذت الاعتداءات. وتابع انه تم العثور في مسرح الهجمات على مئات من العيارات النارية غالبيتها من عيار 7,62 ملم، وهو عيار بندقية كلاشنيكوف. وقال مصدر مطلع على التحقيقات إن المحققين وجدوا جوازين للسفر أحدهما مصري والآخر سوري قرب جثتين تعودان لمهاجمين، لافتا إلى أن "هناك احتمالا قويا أن يكون هذان الجوازان مزورين". وبحسب تلفزة "بي إف إم" فإن المحققين تعرفوا أيضا على أحد المهاجمين من خلال بصمة أصابعه وأنه فرنسي الجنسية ومعروف لدى الشرطة. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف في مؤتمر صحفي، أن حالة الطوارئ التي فرضت في البلاد قد تعني حظرا على حرية التحرك والتنقل للأشخاص. وقال "إن فرنسا ستظل واقفة على ساقيها وهناك حالة تأهب قصوى في صفوف الشرطة والجيش وفرق الإنقاذ.. لافتا إلى منع كافة المظاهرات في الشوارع حتى الخميس القادم". وبين كازنوف أن "حالة الطوارئ تتيح الفرصة لتحديد منطقة آمنة حول المؤسسات العامة"، ومشيرا إلى أن عمليات مراقبة الحدود والسيطرة على حركة التنقل عبرها بدأت منذ الجمعة. وفي أثين، أعلن وزير حماية المواطنين نيكوس توسكاس ان جواز السفر السوري الذي عثرت عليه الشرطة في موقع الهجوم على قاعة باتاكلان في باريس يعود الى طالب لجوء تم تسجيله في جزيرة يونانية في تشرين الاول/اكتوبر. وأعرب مسؤولو الامن الاوروبيون مرارا عن مخاوفهم من استغلال داعش لتدفق اللاجئين السوريين على أوروبا، وخصوصا من سوريا. وذكر مصدر في الشرطة اليونانية ان اثينا ارسلت الى السلطات الفرنسية بصمات حامل جواز السفر. وفي ايلول/سبتمبر اقر مساعد وزير الهجرة اليونانية يانيس موزاليس بانه من "الحمق" استبعاد احتمال تغلغل (داعشيين) في صفوف اللاجئين الى اوروبا. وعبر اكثر من 800 ألف شخص مياه المتوسط الى اوروبا هذا العام، قضى اكثر من 3400 منهم خلال رحلتهم. الا ان موزاليس اشار الى ان عدد الاوروبيين الذين ينضمون الى الجماعات المسلحة في الشرق الاوسط أعلى بكثير.