بعد سلسلة هجمات إرهابية محدودة شهدتها فرنسا على مدى الأشهر الماضية، استيقظ سكان العاصمة باريس مساء أول من أمس، على مجموعة من الهجمات المتفرقة المتزامنة في نفس الوقت بعدد من الأحياء، أسفرت عن سقوط 129 قتيلا ونحو 352 مصابا، وصفت حالة 99 منهم بالخطيرة. وفيما تبنى تنظيم داعش الهجمات الإرهابية التي ضربت قلب باريس، أول من أمس، مخالفا تهديداته بشن ضربات داخل روسيا قريبا، قال مراقبون إن الهجمات هي الأكبر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والأولى من نوعها سواء من ناحية عدد الهجمات التي جاءت في وقت واحد، بما خلفته من عدد كبير من القتلى والجرحى، وما أظهرته هذه الهجمات من تغير نوعي في تنفيذ العمليات الإرهابية، علاوة على احترافية المهاجمين، الذين كان بينهم عناصر قناصة وانتحاريين. استهداف المقاهي وكان مسلحون ومفجرون، هاجموا، مساء أول من أمس، مطاعم وقاعة للموسيقى وإستادا رياضيا في أماكن متفرقة في العاصمة الفرنسية باريس، مخلفين عشرات القتلى والجرحى، وقال قائد الشرطة في باريس، ميشيل كادو، في تصريحات صحفية "الإرهابيون أمطروا واجهات عدة مقاهٍ بنيران الأسلحة الآلية قبل أن يدخلوا قاعة الحفلات، مشيرا إلى سقوط ضحايا كثيرين في عدة أماكن. وفيما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الحادث في وقت لاحق، قال مسؤول محلي إن أربعة مسلحين قتلوا 87 شابا على الأقل كانوا يحضرون حفلا لموسيقى الروك في قاعة باتاكلان، وإن رجال كوماندوز من قوات مكافحة الإرهاب شنوا هجوما على المبنى، لافتين إلى أن المسلحين فجروا أحزمة ناسفة. وأشار مسؤولون أمنيون إلى أن ثمانية مهاجمين قتلوا، بينهم سبعة فجروا أحزمتهم الناسفة في مواقع مختلفة، فيما قتلت الشرطة الثامن بالرصاص، بينما لم تحدد مصير كل المهاجمين. وأضاف المسؤول أن نحو 40 شخصا آخرين قتلوا في خمس هجمات أخرى بمنطقة باريس، من بينها تفجير انتحاري مزدوج خارج إستاد فرنسا حيث كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ووزير الخارجية الألماني، يحضران مباراة كرة قدم دولية ودية، وأصيب نحو 200 شخص. جواز سفر سوري وعثر رجال الأمن، صباح أمس، على جواز سفر سوري، قرب جثة أحد منفذي الاعتداءات بباريس. كما تم التعرف في وقت لاحق، على جثة فرنسي معروف لدى أجهزة الاستخبارات، ويرجح كثيرا أن يكون أحد منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان. من جانبها أعلنت السلطات الفرنسية استدعاء 1500 فرد من تعزيزات الجيش إلى منطقة باريس واستدعت المستشفيات أطقمها للتعامل مع الضحايا. إعلان الطوارئ وأعلن الرئيس الفرنسي حالة الطوارئ الوطنية، للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، وإغلاق الحدود، لمنع فرار الإرهابيين المتورطين في تنفيذ الهجمات. كما تم إعلان الحداد الرسمي لثلاثة أيام، كذلك تعليق كل الأنشطة الرياضية في باريس. كما صدرت أوامر بإغلاق المدارس والجامعات والمباني البلدية أمس. وقال هولاند في كلمة وجهها للشعب عبر التلفزيون عند منتصف الليل "إنه رعب"، فيما توجه بعد ذلك إلى مكان أعنف هجوم في العاصمة وهو قاعة باتاكلان، وتوعد بأن تشن الحكومة حربا لا هوادة فيها على الإرهاب.