لم يعد ما يجري في دوري جميل3 من أحداث ونتائج غامضاً ولم تعد أوراق وأوضاع فرق الاندية سرية.. ربما تكون البطولة محصورة بين ثلاثة أو أربعة فرق.. لكن ما يمكن تأكيده أن صراع الزعامة سيكون حاداً وعاصفاً وشديداً وستفوح منه رائحة الخوف العميق لإثبات الجدارة.. وتحديات القمة لا تخضع لحسابات ومعايير إدارية وفنية وجماهيرية..ولا تتقيد بموازين المراكز والقوة والضعف كونها رهانات وتحديات وتصفية وتسديد حسابات تؤثر نتائجها على موازين القوى على أرض الملعب.. وهذا يرشح فرق الصدارة لأيام شديدة.. ومواجهات قاسية. والمعروف أن مباراة دربي العاصمة المنتظرة بين النصر والهلال والمقرر إقامتها في اطار الجولة السابعة تأجلت إلى بعد انتهاء مرحلة الذهاب بسبب ارتباط منتخب المملكة بالتصفيات التأهيلية لكأس العالم 2018 في روسيا. ولو عدنا إلى ما قبل بداية الموسم الحالي وإلى فترة الاستعداد نجد أن الهلال والنصر كلاهما شرب من نبع النمسا نفسه.. وتم التدريب والتجهيز على نفس الارض والهواء والمناخ.. وتقاربت الاحلام.. وتشابهت الاماني.. لكن بعد بداية الموسم صدمنا بعلامات استفهام فسرت الواقع.. فمستوى النصر أثار ردود أفعال متناقضة في الدوري وخروجه من تصفيات كأس ولي العهد.. فيما كانت صورة الهلال أفضل نسبياً وكانت نتائجه مقبولة باستثناء خروجه من نصف نهائي كأس اندية آسيا أمام اهلي الامارات وخسارته في الدوري أمام شقيقه الاتحاد الذي حرك جمر صراع القمة. تقلصت آمال فريق النصر (حامل اللقب للموسمين الماضيين) هذا الموسم بعد أن (كَواهُ) جميل3 بناره وغدر به.. وبات العالمي يحتاج إلى إعادة إعمار كاملة.. بعد ما فضحت النكسة التي اعترته هذا الموسم هشاشة خرائطه وركاكة استعداده.. النصر مطالب حالياً بتوفير الحد الادنى لإعادة ركائز الاستقرار للعالمي والثقة للاعبي الفريق وعلى أمل البحث عن الخيارات الاخرى الأهم. الحقيقة أن واقع النصر يبعث برسائل عدة في اكثر من اتجاه.. الادارة مطالبة بمخاطبة الجماهير من موقع انجاز جديد.. لا من موقع الوعود والأوهام.. لكن هذا يحتاج لإعادة الامل والازدهار وتحسين النتائج وحماية الاستقرار.. وايضاً إلى التحرك السريع داخل ورشة الاصلاح والتجديد التي يقودها المدرب الايطالي الجديد فابيو كنافارو الذي سيُعيد للعالمي ريادته. وسياسة الاهلي والاتحاد متقاربة في الطموحات والاحلام ويقفان على خطين متوازيين متناقضين.. وبحوذتهما قواسم مشتركة ذات رؤية مقبولة تُرشحهما للمزاحمة على زعامة الدوري.. وتكفي لإثارة الحساسيات والثأر والانتقام والكراهيات لأن العلاقات بينهما هشة والتحديات قديمة ومستجدة.. ولا ننسى دور فريق الشباب المتجانس والاحترافي في اللمسات الجماعية والمتفوق لياقياً وتكتيكياً كان في الموسم الماضي هم.. وشاهدناه في الموسم الحالي الاهم.. وايضاً سكري التعاون الزاحف بقوة نحو الصدارة وحصان الدوري الاسود للموسم الحالي والتعاون ليس في طريقه إلى الصدارة وإنما هو يقيم في قلب الزعامة ومرشح لمراكز متقدمة.. وإلى اللقاء.