الخميس تعود ناعورة دوري جميل لكرة القدم إلى الدوران.. وتعود معها الحياة من جديد إلى ملاعبنا مع بداية جولة الإياب الحاسمة تحت شعار (لا تساهل ولا استسهال) فالمباريات جميعها حساسة وبالغة الصعوبة والخطورة وتقام وسط حقل ألغام ولا أحد بمنأى عن السقوط.. والحسابات بمنظور المنطق تشير لقمة وقاع ملتهبين.. فكأس دوري جميل لازال متاحاً أمام الأندية الخمسة الكبيرة النصر والأهلي والشباب والهلال والاتحاد ولانستبعد حدوث انزلاقات وتقلبات في سلم الترتيب والفارق النقطي خاضع للتغيير ما بين أسبوع وآخر.. وهذا ينطبق على صراع المؤخرة ايضاً ونكتفي بتسليط الضوء على خماسي المقدمة المتصارعين على الزعامة. فريق النصر (حامل اللقب وبطل كأس ولي العهد الموسم الماضي ومتصدر الدوري الحالي) أثبت للموسم الثاني على التوالي أنه على مستوى المسؤولية.. وجسّد لاعبوه قدرتهم وجدارتهم وحرصهم على عدم التفريط في الصدارة بعد تَقدُّمهم بفارق خمس نقاط عن أقرب وأشد المنافسين. فريق الأهلي الوصيف (الوحيد الذي ألحق الخسارة اليتيمة بالعالمي في الدور الأول).. والغائب عن هذه البطولة حوالي ثلاثين سنة.. والعائد هذا الموسم بقوة لاستعادة الألق والمجد.. أما فريق الشباب الحائز على كأس الملك وكأس السوبر الموسم الماضي.. فقد انتابه في بعض مبارياته في الدول الأول هذا الموسم خللاً في موازين أدائه ونتائجه.. لكنه يبقى فريقاً طموحاً يملك قدرات قوية على مجابهة التحديات.. واعتراض الرياح العاتية وتغيير مساراتها لصالحه. ونأتي لفريق الهلال المبتعد عن البطولات.. والمقاطع لمنصات التتويج خلال المواسم الثلاثة الماضية.. والذي يعاني ضغوطاً وتقلبات نفسية وفنية انعكست على أدائه ونتائجه ولازال يرزح تحت هذا الكابوس مع ريجيكامب الذي فرط بكأس القارة.. ولم يقدم للزعيم أي بشارة.. ولم يفيده لا بإشارة ولا باستشارة.. ولم يستغل لا دعم الإدارة.. ولا حتى يبيّت استخارة.. وخيب آمال جماهيره التي اعتادت أن تراه بالصدارة.. لكن باب الأمل والرجاء لازال مفتوحاً على مصراعيه.. المهم عدم الاستسلام إلى اليأس.. فمازال أمام الزعيم فرصة لتفجير انتفاضة ولو متأخرة.. وصحوة جديدة.. وهذا أمل وطموح.. لكن تحقيقه ليس بسيطاً على الاطلاق. ونأتي لفريق الاتحاد الذي تصدر الدوري منذ انطلاقته لعدة أسابيع.. لكن سرعان ماعاد أدراجه لتقديم مستويات ونتائج هزيلة فهوى إلى المركز الخامس وبفضل ودعم رئيسه الشرفي وشقيقه رئيس النادي المتحمس الذي قضى على المنازعات وحول النادي لواحة استقرار وأعاد الفريق لوضعه الطبيعي ومساره الصحيح.. ويبدو أن مشكلة الاتحاد المستعصية أن الكل يتمسك بأمجاد الماضي والتاريخ والألقاب.. وينسون أو يُهمِلون الجغرافيا! روابح الصياد يعيد فارس الأمجاد التونسيون مغرمون بأغنية الفنان الراحل فريد الأطرش (بساط الريح) والتي تقول أحد مقاطعها (تونس أيا خضرا.. ياحارس الأمجاد.. غزلانك البيضا.. تصعب على الصياد) لكن في الحقيقة لا يصعب شيء على الصياد التونسي توفيق روابح مدرب فريق الاتفاق لكرة القدم.. ويقول الشاعر المتنبي مع التصرف والاعتذار: (إذا غامرت في عمل مروم...فلا تقنع بما دون النجوم).. والصياد القدير توفيق روابح مدرب ناجح وقدير ومنتج زاد على الاتفاق الأداء الجماعي المنظم والمتوازن وأدخل مفاهيم متطورة وهاهو يقود الاتفاق للعودة إلى دوري جميل.. وإلى اللقاء.