قال الدكتور خالد بن فيصل الفرم من كلية الاعلام والاتصال بجامعة الإمام: ان شبكات التواصل الاجتماعي اصبحت الادوات الرئيسة في تجريد الشباب من تنظيمات "التطرف"، مشيرا إلى أن ما يحدث من استقطاب هو من خلال الإعلام الجديد، في الوقت الذي لا توجد فيه مشاريع لتحصين شبابنا من هذه العمليات الاعلامية النفسية التي يتم استهدافهم من قبلها عبر شبكات التواصل الاجتماعي. والأمر الآخر أن الاستخدامات الموجودة في شبكات التواصل الاجتماعي من التجاذبات والجدال الموجود فيها يجب ألا نأخذها على أنها جدالات فردية أو جماعية أو كخطاب يؤسس لخطاب تغيير في المجتمع، فالتحدي هنا أن هذا الخطاب الموجود على تلك شبكات هو منفلت من أي مرجعات بمعنى أننا بحاجة إلى مشروع وطني نستطيع من خلاله تحصين الشباب السعودي وفي الوقت ذاته محاولة خلق خطاب "تويتري" أساسه المواطنة المعتدلة الإيجابية. وأضاف: "في المرحلة السابقة كانت هناك عمليات رصد وتحليل لكيفية التجنيد الإعلامي عبر شبكات التواصل الاجتماعي وكيفية استثمارهم وكانت هناك فقط عملية دراسات، أما الآن فقد آن الأوان إلى مرحلة الفعل خاصة مع السطوة الكبرى لشبكات التواصل الاجتماعي في المملكة، وتأثيرها الكبير الذي يتأتى من خلال تراجع المنظومة الإعلامية الرسمية وتراجع فاعلية المنظومة الأسرية، وأصبح الشباب السعودي في الواقع أمام هذه المنظومة الاعلامية فقط، ونحن بحاجة الى مشروع وطني متكامل تشترك فيه العديد من المؤسسات لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية بالمعنى الفكري والإعلامي والأمني". وتابع بقوله "هناك نسبة عن عدد الحسابات التي تضخ الارهاب وهي اكثر من عشرة آلاف حساب يروج للفكر الارهابي والغلو والتطرف بشكل كبير، لكن بشأن عدد الذين تم تجنيدهم عبر شبكات التواصل فلا توجد نسبة محددة ولكن هذه المواقع اصبحت "تفرخ" مواقع أخرى وانتقلت من المواقع الرسمية الى أخرى حتى لا يتم تصنيفها او اكتشافها فانتقلنا من المواقع كمؤسسات فكرية او مظلات الى افراد، فنحن نتحدث عن عدد هائل من المواقع ومنصة تروج الى الفكر الارهابي بالمنطقة". وأبان أن "تويتر" بطبيعته هو منصة جادة يختلف عن "الفيس بوك" وبالتالي فإن الاستخدامات الجادة والسياسية ل "تويتر" هي المحرك الرئيس لاستخدام هذه الشبكة، اضافة الى ان النمو الكبير في الاستخدامات - ونحن نتحدث عن خمسة ملايين سعودي يستخدم "تويتر"- فإننا نتحدث عن حجم تفاعل غير مسبوق فيه. واستبعد د. الفرم عودة من تمت مناصحتهم إلى الفكر الضال، واستدرك "لكن إن كان هناك "نكوص" من البعض فبالإمكان الاطلاع عليهم ومراجعة آليات العمل من قبل الأجهزة المختصة".