استشهدت فلسطينية، أمس الإثنين، برصاص الجيش الإسرائيلي، بزعم محاولتها طعن حارس عند معبر "الياهو" جنوب قلقيلية، ما يرفع عدد شهداء الانتفاضة إلى 80، وثلاثة آلاف مصاب بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وكشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن قرار إسرائيلي عسكري باستدعاء عدد من كتائب الاحتياط في جيش الاحتلال لتدعيم "القوات النظامية" في الضفة الغربيةالمحتلة، موضحة أن استمرار وتصاعد الانتفاضة الفلسطينية "سبب استدعاء الاحتياط"، وقررت قوات الاحتلال تعزيز تواجدها العسكري بمدينة الخليل، ب "كتيبة من المظليين"، إلى جانب 6 كتائب أخرى "ناشطة" في المدينة منذ بداية "التصعيد الأمني"، فيما قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إنه رفض عرضاً إسرائيلياً لاستلام 1000 كيلومتر في سيناء في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، واقتحمت مجموعة من المستوطنين اليهود، أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال. وأضاف عباس، خلال لقائه بالإعلاميين المصريين بمقر إقامته في قصر الضيافة بالقاهرة، مساء الأحد، إن مشروع سيناء كان مطروحاً للتشاور بين حركة حماس وإسرائيل لاقتطاع 1000 كم من أراضي سيناء لتوسيع غزة في زمن مرسي، لكنه رفض المشروع قائلاً: "لن نأخذ أي سنتيمتر واحد من أرض مصر". كما ذكر أن الرئيس العزول عاتبه على رفض العرض، وقال باللهجة المصرية العامية: "وإنت مالك إنت هتاخد أرض وتوسع غزة"، موضحاً أن وزير الدفاع المصري "آنذاك" عبدالفتاح السيسي أصدر قراراً بأن أراضي سيناء أمن قومي ووطني وأغلق هذا المشروع، مشدداً على أن المشاورات لا تزال تجري بين حماس وإسرائيل حول هذا المشروع. وكشف الرئيس الفلسطيني عن مفاوضات مباشرة تجريها حركة حماس مع إسرائيل، مؤكداً أن لديه أسماء المفاوضين والزمان والمكان الذي تتم فيه تلك المفاوضات، بالإضافة للقاءات غير مباشرة قادها رئيس وزراء بريطانيا السابق، توني بلير، في هذا الإطار. من جانب آخر، أفادت مصادر مصرية وفلسطينية أن هناك جهوداً تبذل لإتمام المصالحة بين "عباس" والنائب محمد دحلان، الذي وصل القاهرة، مساء الأحد، في نفس توقيت زيارة الرئيس الفلسطيني. كذلك أشار إلى أن عباس أبدى تجاوبه في ملف المصالحة مع دحلان، لكن كان له بعض التحفظات على تحركات النائب على المستوى العربي، وأيضاً على الصعيد الداخلي الفلسطيني، فيما لم يرفض عودة دحلان لرام الله بصفته نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني. وشن الجيش الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، غارة جوية في قطاع غزة، ضد موقع لحركة حماس رداً على إطلاق صاروخ من القطاع الفلسطيني على جنوب إسرائيل، على ما أعلن الجيش في بيان. وجاء في البيان، إن "صاروخا أطلق، مساء الأحد، من قطاع غزة نحو مجلس شعار هانيغيف من غير أن يوقع إصابات. وردا على ذلك استهدف الطيران الإسرائيلي موقعا لحماس في جنوب قطاع غزة". من جهته، استبعد مسؤول في حركة "فتح" خروج نتائج إيجابية بشأن القضية الفلسطينية من اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن. واعتبر نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ل"الأيام" المحلية حديث المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين عن الاكتفاء بخطوات بناء ثقة أنه "كلام فارغ ومكرر". وقال شعث: "لن نخدع هذه المرة فالحديث عن خطوات وإجراءات تسهيل هي عبارة عن إبر مورفين غير مقبول على الإطلاق، فالمطلوب هو إنهاء الاحتلال وأن تكون هناك إجراءات عملية بهذا الاتجاه". وأكد شعث أن المطلوب فلسطينيا هو تدخل دولي لكسر الاحتكار الأمريكي للوساطة على المسار الفلسطيني-الإسرائيلي. وقال شعث: "لا توجد لدينا أية آمال، لا يوجد أمل بالأمريكيين وهو ما تم التعبير عنه أصلاً في كلمة الرئيس الأمريكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث لم يأت على ذكر الصراع العربي-الإسرائيلي ولو حتى بكلمة واحدة". وأضاف: "حان الوقت لتوسيع دائرة الرعاية للوساطة تماماً على غرار ما جرى في المفاوضات مع إيران...". من جهتها، قالت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني: إن إسرائيل تريد العيش بحدود آمنة وبسلام دائم في المنطقة التي تحدق بها الأخطار من كل جانب. وأضافت ليفني لمجلة "ذي أتلانتك" الأميركية: "عندما ينظر العالم إلينا يرى جندياً مدججاً مقابل طفل فلسطيني بحجر، أو دبابة مقابل الحجر"، محذرة من استمرار السياسات التي يتبعها نتنياهو. كما دعت زعيمة المعارضة الإسرائيلية إلى حل الدولتين، وقالت: إن بقاء الفلسطينيين ضمن إسرائيل يعني أنهم سرعان ما يصبحون الأغلبية السكانية. وأضافت أن عدم توقيع اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يعد السيناريو الأسوأ، وأنه ينم عن مخاطر كبيرة، ولكن توقيع اتفاق سلام أو قيام إسرائيل بخطوة أحادية قد يسفر عن مخاطر أخرى، ولكنها مخاطر محسوبة.