أكد الفنان التشكيلي اليمني عبدالله الأمين أن ماحققه التشكيليون السعوديون يعد مفخرة لجميع الفنانين العرب، بعد أن ارتقوا بفنهم عالياً قياساً إلى عمر التجربة، مشيرا في حديثه ل"الجسر الثقافي" للتجربة الفنية المتميزة في المحترف السعودي التي حظيت بتقدير عالمي لما تحمله من فكر إنساني يستحق بجدارة هذا التقدير. كما يتطرق الأمين الحاصل على ماجستير اكاديمية الفنون من موسكو 1984، وصاحب العديد من المعارض الشخصية محليا ودوليا، وإسهامات متميزة في رسومات كتب الاطفال، في حواره عن "اللون" و"اللوحة" في نظره كفنان تشكيلي. لماذا يعزو العديد من النقاد في الوطن العربي بأنك تتكىء على توظيف أكاديمي بارع للمفردة والحكايات والأساطير اليمنية في أعمالك الفنية؟ * يعتبر فن الميثلوجيا جزءا من حياتي مند نشأتي الأولى وطفولتي التي أتّذكرها حيث إن جدي وجدتي كانا يحكيان لي الحكايات والأساطير، كما أن الانجليز في عدن آنذاك أولوا اهتماما كبيرا للثقافة الإنسانية وأتذكر في شبابي أن سيارة كرنفال البلدية (مكتبة مسواط) كانت تأتي إلى الأحياء السكنية مرتين في الأسبوع محملة بمئات الكتب توزع مجانا لكل من يريد القراءة، فقرأت الأساطير الإغريقية التي تعتبر ضمن التراث الإنساني، وكذلك الحكايات العربية والعالمية وتأثرت بهم، وعندما تخرجت من أكاديمية الفنون - موسكو وصفت في أعمالي الفنية الأساطير والحكايات الشعبية، ومما عزز ثقتي بهذا الفن نجاحي في معرض بينالي الكويت عام 1987م حيت حصلت على جائزة المركز الأول - جائزة الشراع الذهبي. حدثنا عن لوحتك الشهيرة (باب عدن) التي تعكس الحياة الثقافية لمدينة عدن التاريخية.. وما أثارته من اهتمام كثير من المتابعين لتجربتك الفنية؟ -من خلال تجربتي الفنية المتواضعة في التصوير أحببت أن أرسم لوحة لمدينتي عدن التي أعشقها (باب عدن)، وقد عرضت اللوحة في مواقع التواصل الاجتماعي، فأحببت ان تظهر عدن كما أراها مدينة السلام والتسامح الديني والعرقي، مدينة التراث الإنساني والبحر والشمس، مدينة ألف صديق وصديق بوابة الشرق والغرب عبر مينائها العريق -ميناء عدن- وحكايات ألف ليلة وليلة وكيف مر العالم من هنا، رسمتها لأظهر للعالم روعة الفن الشرقي بعيدا عن المقاييس الفنية التي درستها ومستفيدا من تجربتي الفنية المتواضعة. كفنان كيف تنظر إلى أهمية البحث في جماليات الفولكلور الشعبي وتوظيفه في العمل الفني؟ * يظل الفلكلور الشعبي من أهم ركائز الثقافة الفنية ويحوي في مكنوناته تاريخا عريقا من القيم الإنسانية ونحن كمبدعين لا بد لنا من دراسة هذه القيم وقراءتها ومن ثم إظهارها في أعمالنا التشكيلية فهي جزء لا يتجزأ من تراثنا الثقافي، ومن المهم أن نركز على الحياة الشعبية في بلادنا وإيجاد فن تشكيلي عربي شرقي يتماشى مع العصر. الفنان التشكيلي القدير عبدالله الامين.. ماذا تعني له اللوحة بعد هذه المسيرة الفنية الحافلة بالمنجزات والجوائز؟ * هي تسجيل لما شاهدنا وما سمعنا في طفولتنا، وما نتذوق من صور تسجيلية وأنغام موسيقية في حياتنا، لذلك نحاول أن نعكس هذا المخزون الهائل في إبداعنا التشكيلي عبر صور جمالية ترفع مستوى الثقافة البصرية للوحة التشكيلية. وماذا يعني لك اللون؟ اللون كالموسيقى والكلمة الجميلة في النص الأدبي، أشعر أن هذا العالم الذي نعيش فيه هو عبارة عن ألوان جميلة تحقق انسجاما رائعا ومتناغما يحتاج الى ثقافة بصرية للتأمل، خصوصا وأن الألوان في الطبيعة هي من صنع الخالق، نتعلم منها كفنانين تشكيليين في هذا الكون الفسيح، ونحاول نقل ما تعلمناه الى اللوحة كألوان متناغمة يستمتع بها زوار المعرض المتذوقون للفن التشكيلي. لوحة «مدينتي»