التقى أكثر من 40 تشكيلياً عمانياً ليرسموا عبر لوحة أساطير بلادهم وحكاياتها، في فكرة تبنتها الجمعية العمانية للفنون التشكيلية التي أقامت ملتقى «أساطير وحكايات عمانية» بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني في مسقط ومؤسسة دولفينا البريطانية وبحضور الفنان البريطاني ديولين سميث. وتحدثت مديرة الجمعية التشكيلية مريم بنت عبدالكريم الزدجالي عن دور الفنان التشكيلي العماني في نقل تراثه المعنوي وكيف أنه «يحمل على عاتقه تلخيص الوجه المشرق لتراث بلاده الزاخر في لوحة فنية»، موضحة أن «اللوحة يمكن أن تحمل معاني ومفردات كتاب كامل، وهي جسر ممدود للعالم ليعلم مدى عمق وقوة وأصالة التراث العماني، بما تحمله تلك القصص والأساطير من دروس وقيم إنسانية نبيلة». وقالت الزدجالي ان «للمجتمع العماني العديد من الأساطير والحكايات الشعبية شأنه في ذلك شأن كل المجتمعات البشرية وشعوب العالم، وجاءت فكرة الملتقى لتكون تجربة فنية رائدة لتجسيد هذا التراث الإنساني إلى أعمال فنية»، مضيفة أن «الجمعية سعت الى أن توثقها برؤية فنية جديدة تعتمد على مخيلة الفنان التشكيلي وتجسيده هذه الأساطير والحكايات إلى أشكال ورسوم يمكن إبصارها بالعين، وقد وثق كبار الفنانين هذه الموروثات الشعبية في أعمالهم الفنية أمثال الفنان العالمي بيكاسو والفنان العراقي جواد سليم وغيرهما». وعرض الفنان البريطاني دولين تجربته مع الأساطير البريطانية والتي رسم بعضها في لوحات فنية، مشيراً إلى تجواله في الأسواق العمانية وبعض المناطق «للوقوف على المواقع الطبيعية والاحتكاك بالمواطنين لاستكشاف بعض القصص والأساطير العمانية». وعمل التشكيليون العمانيون مع 60 طفلاً شهرين وخرجوا بمجموعة رسوم ولوحات فيها الكثير من ملامح عُمان وتاريخها، عرضت قبل أيام في مقر الجمعية في معرض حمل عنوان «الأساطير والحكايات العمانية». وقال مدير عام المجلس الثقافي البريطاني ان المعرض جزء من خمسة أجزاء لعرض أعمال المشروع، «وستعرض لاحقاً في المعهد البريطاني وفي متحف بيت الزبير وفي بيت البرندة حيث سيتم رفع الأعلام (المنتجة ضمن الملتقى) في المبنى لترقص مع الرياح». وأوضح ان الجزء الخامس من المعرض سيكون في الجبال خلف بلدة جبروه في مطرح، «وسيروي مرحلة الابتكار في قص الحكايات، اذ يحمل كل عمل فني في طياته قصة خاصة تكونت عبر الاستماع إلى الحكايات والأساطير والتحاور؛ والأعمال المعروضة سلسلة من اللوحات الجديدة التي رسمها الفنان من وحي زيارته السلطنة، اذ نرى بوضوح لون الدشداشة العمانية مع لون الشمس والظلال، فيما تعرض الأعمال الفوتوغرافية التي صورها في منطقة يتي صفاء السماء وبريقها ليلة تمام البدر إلى جانب السماء المعتمة عند اختفاء القمر». واستوحى مشروع «غزل ونسيج» فكرة الأعمال التي أنتجت تحت إشراف الفنان البريطاني ديلوين سميث وانقسم على أربع حلقات عمل الأولى «أساطير عمانية» بمشاركة 42 تشكيلياً ترجموا قصصاً خاصة بهم استخلصوها من تاريخ أسرهم ومن الأساطير التي تتناقلها الأجيال، تحت إشراف الفنان سميث الذي قدّم نموذجاً لعمل فني لحقبة تاريخية تعود إلى النهضة الأوروبية في القرنين الخامس والسادس عشر وعرض لوحة «القلعة المسكونة» للفنان كلودي والمستوحى من أسطورة سايكي وكيوبيد. ومن خلال حلقة العمل رسم الفنانون مجموعة من الأعمال الفنية. كما أقيمت نشاطات طالبية بدأت بتأسيس جماعة فنية في منطقة مطرح مكونة من 40 طفلاً لإنجاز أعمال فنية تتمحور حول الفن السردي.