تعتبر ظاهرة تعاطي المخدرات من أشد الظواهر خطورة في عالم اليوم؛ لما لها من أضرار جسيمة من النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية. وتسعى الدول ومن ضمنها المملكة لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة بشتى الوسائل. وقد بذلت وزارة الداخلية بالمملكة جهوداً عظيمة، وحققت نجاحات كبيرة حدّت كثيراً من هذه الظاهرة، ولا تزال الجهود متواصلة. وفي هذا الإطار بادرت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بمشروع وطني للوقاية من المخدرات بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات يحمل مسمى (نبراس)، وذلك انطلاقاً من التزامها بالمسؤولية الاجتماعية التي تحرص الشركة على القيام بها لخدمة الوطن في مختلف المجالات. ولتسليط الضوء أكثر على هذا المشروع أجرينا حواراً مع صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، رئيس مجلس إدارة شركة (سابك)، عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وفيما يلي نص الحوار: كيف ترون سموكم جهود المملكة في محاربة ظاهرة ترويج وتعاطي المخدرات؟ -لا شك أن المملكة تبذل جهوداً كبيرة لمكافحة هذه الآفة الخطيرة على مختلف الأصعدة، ولا سيما على الصعيد الأمني. وليس خافياً الدور الرائد لوزارة الداخلية بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف وعملياتها الاستباقية التي أفضت إلى القبض على مروجي المخدرات، وضبط كميات كبيرة من هذه السموم قبل وصولها إلى ضحاياها من المدمنين، وقد عرض رجال الأمن البواسل أرواحهم للخطر، فبعضهم استشهد وبعضهم الآخر أصيب وذلك في سبيل حماية مجتمعنا السعودي من جرائم هذه العصابات وما يروجونه من سموم. كما أن هناك تنسيقا متكاملا بين الجهات المعنية بمكافحة المخدرات، وتحرص اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات على ضمان هذا التنسيق وتنظيم الجهود ودعمها لتحقيق أكبر قدر من النجاح. مبادرة سابك بادرت شركة سابك بالمشروع الوطني للوقاية من المخدرات.. نود من سموكم اعطاءنا نبذة عنه؟ شركة (سابك) والتزاماً منها بالمسؤولية الاجتماعية تحرص على كل ما من شأنه خدمة المجتمع وتطويره وحمايته. وانطلاقاً من ذلك بادرت شركة سابك مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بمشروع وطني للوقاية من المخدرات تحت مسمى (نبراس)، ويهدف إلى تحقيق تطلعات ولاة الأمر في القضاء على آفة المخدرات من خلال إنشاء منظومة وقائية -علاجية متكاملة. وقد تبرعت الشركة بمبلغ 50 مليون ريال لهذا المشروع الذي يستمر خمس سنوات ويغطي كافة مناطق المملكة ويضم عدداً من البرامج المبتكرة الموجهة لمختلف فئات المجتمع. كما أود أن أشير إلى أنه تم الاتفاق على إنشاء مستشفى للصحة النفسية وعلاج الإدمان بالتعاون مع وزارة الصحة بتكلفة 300 مليون ريال، إلى جانب إنشاء مركز منتصف الطريق للمتعافين من الإدمان بالدرعية بكلفة بلغت حوالي 15 مليون ريال. عدة برامج أشرتم سموكم إلى أن مشروع نبراس يتضمن برامج عدة.. ما هذه البرامج، وما دور البحث العلمي في إنجاح المشروع؟ * مشروع (نبراس) يتضمن ثمانية برامج منفصلة وموجهة لفئات مختلفة من المجتمع، كالأسرة، والشباب، وطلاب المدارس، وهناك برامج أخرى موجهة للمجتمع بشكل عام. وللبحث العلمي دور كبير في إنجاح هذا المشروع، ولهذا تم اعتماد برنامج للأبحاث في مشروع نبراس، وبرنامج (جناد) وهو عبارة عن شبكة معلوماتية غير ربحية تُعنى بتوفير موسوعة شاملة وتفصيلية لكافة الجوانب المتعلقة بالعقاقير المخدرة والمهلوسة ومكافحتها، وتؤمن الشبكة بأن العلم هو الأساس الناجح لتطبيق مبدأ الوقاية والتوعية، الذي يمكن من خلاله الحد من المشكلة قبل وقوعها، كما تعد المعرفة الصحيحة والمعلومة الدقيقة الخطوة الأولى والرئيسة التي تبنى عليها بقية الخطوات في مسار مكافحة المخدرات. دور وسائل الإعلام برأي سموكم.. ما الدور المنتظر من وسائل الإعلام للمساهمة في إنجاح مشروع (نبراس)؟ * نحن نقدر لوسائل الإعلام جهودها التثقيفية والتوعوية للكشف عن أضرار المخدرات، وننظر للإعلام باعتباره شريكاً مهماً في مشروعنا الوطني لمكافحة المخدرات، ولذلك ننتظر من وسائل الإعلام التقليدية منها والجديدة أدواراً متعددة وجهوداً مكثفة للمساهمة في محاربة المخدرات. ونتوقع أيضاً من أصحاب الفكر والكلمة الإدلاء بآرائهم وأفكارهم والمشاركة في التوعية بخطر المخدرات، سواء عبر وسائل الإعلام التقليدية أو عبر حساباتهم الخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك وغيرهما من الوسائل. ومشروع (نبراس) سيستعين بعدد من قادة الرأي لتوجيه رسائل جماهيرية للتوعية بأضرار المخدرات وكيفية الوقاية منها، وهذه الرسائل لن تصل إلى المتلقين إلا عبر وسائل الإعلام التي كما ذكرت ننتظر منها الكثير. كما أن ل(نبراس) قناة على موقع يوتيوب وذلك للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة. التزام سابك ذكرتم سموكم أن مشروع نبراس يدخل في إطار التزام (سابك) بالمسؤولية الاجتماعية، فهلا تحدثتم عن جهود الشركة في هذا المجال؟ -تعد شركة سابك من الشركات الوطنية الرائدة في مجال المسئولية الاجتماعية، إذ بلغ إجمالي إنفاق (سابك) على برامج المسؤولية الاجتماعية 2.4 مليار ريال خلال العقد الماضي. والمسؤولية الاجتماعية بالنسبة للشركة ترتكز على الاستدامة والاستخدام الأمثل للموارد واعتماد القيمة الاقتصادية والبيئية والبشرية والاجتماعية، من خلال الانضمام إلى جهود الجهات الأخرى المختلفة، والتواصل مع المجتمع من خلال برامج الرعاية، والدعم، والتبرعات.