لماذا تسمى بلاد السواد لأن الحروب ترشق الدخان تبيع الحداد إلى الأمهات إلى اللافتات ومن سهر الأعين الخائفات تصير المدائن بحراً من الحدقات لماذا النخيل طويل؟ لكي يرجع الأرض عن حزنها المستديم إلى قمر مزهر وصلاة.. إلى حلم لا يموت إلى زمن لا يفزز نوم القطاه إلى خيط فجر ندى قد يطل بما يتيسر من معجزات لماذا العراق حزين؟ تبكي السماء عليه ومن دمعها تولد الأنهر الصافيات ساجدة الموسوي1 ساجدة الموسوي شاعرة الشتات العراقي كما سماها الشاعر فاروق شوشة، إذ يقول: تعتز ساجدة بانتسابها إلى بغداد ميلاداً ونشأة كما تعتز بتسميتها نخلة العراق لكل ما تمثله النخلة من أطياف ورؤى وتعبير عن الهوية العراقية، وتعتبر ساجدة من أغزر شاعرات الوطن العربي حيث صدر لها حتى الآن أربعة عشر ديواناً آخرها ديوان (بكيت العراق)، وللعراق أن نبكيه. أن نبكي دجلة والفرات ودور التراث والمكتبات ومخازن الحضارات التي مرت بهذا الوطن الذي تحول من منارة ساطعة على الوجود الى أرض يملأ سككها الخوف. تصرخ ساجدة في مدخل هذا النواح عراق. عراق. عراق.. وهي لا تعني العراق ولا تبكي العراق بل هي تبكي سوريا والسودان ومصر وليبيا وكل البلاد التي دمرت حضارتها وذهب المئات بل الألوف من أبنائها وبناتها ضحايا العنف غير المبرر، حيث تدهور الاقتصاد وتفشت البطالة ورحلت غالبية شركات التصنيع إلى بلدانها، وتحولت الشعوب إلى قاتل ومقتول، والوطن هو الخاسر الوحيد. وقد تحولت أكوام الوطن إلى خرائب وجسم الوطن إلى قروح تنزف منها الدماء فتؤذي تراب الأرض الذي تحول إلى رماد.صراخ ساجدة عراق عراق يتردد صداه في جميع أنحاء الوطن العربي الذي تلونت رماله بلون الدماء.. وفي مقدمة ديوانها الأخير كتب رعد بندر: ساجدة الموسوي المرأة الشجاعة التي انتصرت على الوجع والضعف من هجود الآخرين.الشاعرة التي قدر لها أن تحمل فانوس الشعر في النهارات المعتمة وحيدة مثل نخلة في صحراء حزينة، مثل سيف على حائط دامعة مثل دلاء على بئر راكدة، ومع هذا كله فهي مضاءة بوحدتها وحزنها ودموعها ومع ذلك فهي دائمة الصراخ لإيقاظ الغافلين.. الا يا طيب الزمان هل تفقدت ليلى بوادي العراق؟ هل تحسست ما كابدت من جراح؟ وما كتمت من رعود. بروق. رياح أم تراك اعتراك الفتور؟ هل هي لحظة اليأس القاتل لدى ساجدة بعد ان امتلأت مآقيها بالدموع لهول ما ترى من إذلال واغتيال وتسلط على رقاب الشعب الذي كان يوماً حراً لماذا الغمام حزين لأن العراق يتيم على وجهه دمعتان هكذا قالت الأغنيات .