بكى الرجال، كثير منا بكى هناك، من لم يستطع ان يحبس دموعه، فطفرت من عينيه، وهناك من بكى واخفاها خلف نظارته، الكبار بكوا، والشباب وما اكثرهم بكوا، حتى النساء والفتيات اللاتي عشقن الفتح بكين، الجميع بكى في ليلة تتويج الفتح، الجميع بكى فرحا وسعادة وحبا لهذا النادي الذي استطاع ومن مجموعة من العناصر الشابة ان تقفز به الى مقدمة الاندية الكبار، بل وليتفوق عليهم جميعا بحصوله على كأس دوري "زين" فوضع رياضة وكرة الاحساء في المقدمة. ليلة بكى الرجال فرحا وسعادة، فابناء الاحساء كل الاحساء فرحت تلك الليلة، والاحساء فرحت بل الوطن كله فرح؛ لان الفتح بات ناديا محبوبا كما نعته الامير نواف بن فيصل، والاحساء هذه الايام تعيش الفرحه، بالزينات والصور والاعلام ويفرح الليل بالاضواء ويفرح الشباب بالصراخ وترديد الاهازيج والاناشيد المكرسة للفتح، وتفرح كل شوارع الاحساء وهي تزف مواكب الفتح والفتحاويين الفائزين. أحمدالمغلوث واليوم تعيش الاحساء الفرحة الكبرى فرحة التويج، لقد توج ناديهم النموذجي النادي المحبوب، النادى الذي بات أسطوره في عالم الكرة، فرحة سوف يخلدها التاريخ في صفحاته وتنقش ذكراها في قلوب محبيه وعشاقه من اطفال وشباب وكبار فلا تمحي ابدا؟! وتكون ذكراها على مدى الايام ذكرى لا تشيخ، لقد نامت الاحساء تلك الليله ليلة التتويج ملء جفونها من بعد ما صرمت العديد من الليالي وهي تنتظر هذه اليلة بشوق الولهان والمحب، وهي تودع عهدا، عهدا بدأ منذ اكثر من خمسين عاما بداية متواضعه مثل غيره من الاندية، ولكنه وعبر مشوار طويل ابدع فيه الرجال المخلصون، بالعمل الدؤوب، والامل بتحقيق الافضل دائما وابدا وكان تطلعهم ومنذ البدايات ان يحققوا تطلعاتهم فمنذ مقابلتهم مع النصر قبل عقود في الرياض كان حلمهم بالفوز والنصر. ويوما بعد يوم يسمو ويشمخ عاليا كشجرة نخيل حساوية سامقة، يتحسن مستواه ويتطور ويتمكن بفضل الله ثم ابداع وفن لاعبيه ومدربيه، ان يحصل على النقاط التي أهلته للوصول للمركز السادس، ها هو ذا الفتح اليوم، بات حديث الناس كل الناس، الفتح المميز، الفتح "النموذجي"، الفتح المحبوب، الفتح الاسطورة، ساحر الكرة، وها هو الفتح يتوج بطلا لدوري "زين" فتيهي يا احساء الخير واعتزي فقد حقق ناديك النموذجي الحلم وقطف كأس الدوري الذي زرعه بجهده ومثابرته لينثر الفرح في كل مدينة وقرية وهجره بالاحساء. ها هو الفتح يلون الاحساء، بربيع معطر بالفرح، فهنيئا لك بالفتح وهنيئا لك يا احساء العطاء، بعطاء الرجال، الذين حققوا الحلم والامال، وكل فرحة وأنت بخير.؟!