الولد: النخلة تبكي.. الوطن يبكي.. وأنا أبكي.. لن تموت النخلة الجوقة: رغم المحن.. يبقى الوطن الولد: لن تموت النخلة.. ستبقى أُمنا النخلة.. تعالوا معي ارفعوا النخلة الجوقة: ارفعوا النخلة الولد: ارفعوا النخلة.. ستثمر النخلة.. ونبذر نوى النخلة، وفي كل عام تنبت نخلة.. وتنبت نخلة.. وتنبت نخلة الجوقة: تنبت نخلة وتنبت نخلة.. لكل إنسان أرض ونخلة.. ارفعوا النخلة فيتم رفع النخلة التي تكاد هامتها تُلامس الأرض وتقترب من الموت لترتفع بسواعد الشباب فتقف شامخة والجميع يرفعون سواعدهم تجاه السماء فيمتلئ المسرح بالنخيل ويفيض خارجه..! هكذا أراد المسرحي الأستاذ محمّد العثيم تصوير شموخ الوطن في يوم الوطن عبر (أوبريت) يحكي الصورة العامّة لبداية الانسان على أرض بلادنا ومستقبله. قرأت النص بمقاطعه ومشاهده بأشعاره ورموزه فوجدت أغنية حُب تتغزل في تراب الوطن ورؤية عميقة لتأريخ تشكيل الاوطان وأناشيد كفاح تروي الماضي وتؤكد إشراق المستقبل بتفاءل من خلال رموز ذكية ابتداء بالنخلة والحضور الطاغي للشباب وليس انتهاء ببناء جسر تعتليه فتاة صغيرة تعبر باتجاه أفقي وهي تلوح للغد بكل ثقة ثم ماذا..؟؟ كان من المفترض أن يُعرض الاوبريت جماهيرياً على مسرح مركز الملك فهد الثقافي في العاصمة الرياض بمناسبة اليوم الوطني ويقوم التلفزيون السعودي ببثه على الهواء ولكن كل الذي حدث أيها السادة أنه تم تقديم الاوبريت على مسرح خالٍ من النظّارة وتم بثّ العرض على الهواء وهو فعل لم أستوعب سببه ابداً فلماذا والحال كذلك لم يتم تسجيل الاوبريت مسبقاً وبثّه لاحقاً سيّما أنه غير مرتبط بحدث أو حفل جماهيري وبذلك يمكن عرض رؤية المؤلف بأفضل مما تم تقديمه حيث إن ما شاهدناه كان أقرب الى عرض مدرسة ابتدائيّة تم تقديمه على عجل ودون إعداد جيّد وليسمح لي مخرج الاوبريت أن أقول بأن خبرته (مع شديد الاحترام) لم تشفع له بتقديم عمل يستحق المتابعة للنهاية..! قد يعتقد البعض أن نقد مثل هذه الأعمال وخصوصاً الاخراج يحتاج الى خبراء ومتخصصين في هذا المجال ونقول (نعم) لو كان الأمر يتعلّق بتحليل فنيات ومهارات تحويل النص من كلام مكتوب على ورق الى فعل يدور على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا ولكن في حالة مثل العمل الذي أتحدث الآن بشأنه فإن الراصد قد لا يحتاج الى كثير عناء إذ يكفيه المقارنة بين ما هو مكتوب في النص وبين ما تم عرضه على الشاشة ليعرف الى أيّ مدى يمكن تشويه الحكاية برمّتها..! يقول المسرحي الايرلندي (أوكيزي) «المتفرّج عنصر من عناصر المسرح عنصر له ما للخشبة أو الممثلين الواقفين عليها من أهميّة، المسرح ليس شيئاً يُقطّع الى شرائح إنه كل في وحدة، وما يدور على خشبته يجب أن يدور ايضاً وبنفس الجودة في ذهن المتفرّج وإلاّ تحطّمت الوحدة» من هنا حق لنا أن ننقد إخراج أوبريت (ملحمة النخلة) بصفة المتفرّج الذي خُلِق العمل من أجله.