نص

أبجدية أصالة الصغيرة بقلم: غادة العبدلي

محمرة الخدين
تضع أصبعها الصغير
على الجرح
وتنفخ ليتوقف الألم
* * *
طفلة الرابعة
تمارس الحقيقة
وتمتهن الشرعية المطلقة
للأحلام...
إنها ترتدي نظارة
وعباءة شيخ
تعتمر قبعة توفيق الحكيم
تتحدث عن المنطق
وتفلسف الأمور
لتجد لكل منا
مكاناً في قاموسها
الصغير...
المليء بالمفردات..
تفرض أبجديتها الصغيرة
ملغية أبجديات العالم
وحروف الكبار
* * *
في زمن أصالة الصغيرة
تمتهن الأمهات البكاء
ويحترف الآباء الرقص والغناء
وفي زمن أصالة الصغيرة
يعلن الفلامنكو رحيله
وتهاجر السنونو
أسراباً
نحو الغروب
لكنها تعود.. عندما
تلمح دموع أصالة
وهي تلوح لها فوق التله
ذات مساء....
* * *
أصالة استيقظت
تقمصت شخصية
نملة.. حمراء
واعتلت المنصة
أصالة.. تدافع عن حقوق النمل
وعن حقه في يوم للراحة
* * *
هل تسمعون طفولتي؟
وهل تعون أبجديتي الملونة؟
* * *
أصالة استيقظت
اليوم... أصبحت شاعرة
نظمت قصائد
عن البطيخ.. والجبن
وأوراق الكلينكس..
والجنادب الحزينة
* * *
هل تفهمون لغتي؟
وتقرءون براءة مفرداتِ
* * *
أصالة استيقظت
ارتدت مريول الروضة
وحملت ورقاً وأقلاماً
لترسم عالمها.
أصالة ترسم..
ترسم حديقة.. وبيت نوافذه سكر
وسقفه بسكويت.
ترسم أطفالاً..
حفاة الأقدام..
وشوكة.. ودماء
دماء خضراء.. وصفراء.. وزرقاء.
لماذا هي ملونة؟
دماء الأطفال دائماً
ملونة.. مثل قوس قزح
أصالة ترسم
ترسم خرافاً تبكي
تُقاد الى المذبح
دموع الخراف أيضاً.. ملونة
وحنونة
* * *
أترون عالمي؟
أتملكون القدرة على البوح
بأحلامكم مثلي ؟
* * *
أصالة استيقظت
صنعت علماً
ورسمت عليه.. قلباً
وبداخله حمامة بيضاء
وغصن زيتون
أصالة ترفع العلم
علم أصالة يرفرف
ولا تطوله الأيدي..
أنه يعلو.. يعلو ويرفرف
ويستقر فوق سحابة
أسمها المحبة
* * *
أتسمعون صراخ الورد مثلي؟
أيؤلمكم موت فراشة ملونة؟
* * *
أصالة نامت
أنها تحلم..
وفي حلمها خراف
في حلمها أسراب طيور
ترفرف عند الفجر
في حلم أصالة بيت
نوافذه سكر.. وسقفه بسكويت
في حلم أصالة جماعات نمل
ونظارة.. وقلم حبر.