مبلغ المائة مليار دولار أو أكثر الذي قدرته الشركات المالية العالمية على أنه انكشاف جلينكور أمام البنوك قد يجلب المزيد من التمحيص في الوقت الذي تقترب فيه الاختبارات التنظيمية بعد تراجع أسهم شركة السلع العملاقة هذا العام، وفقا لبنك أوف أمريكا. قد يشعر مساهمو البنوك والأجهزة التنظيمية بالقلق من أن ديون جلينكور وصفقاتها المالية التجارية، التي تكون «أغلبية كبيرة منها» غير مؤَمَّنة، سوف تظهر مخاطر أعلى مما كان متوقعا وستتطلب المزيد من رأس المال بمجرد إخضاع البنوك لاختبارات الإجهاد في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، بحسب ما قال محللو بنك أمريكا يوم الأربعاء. بإضافة ما يقارب 50 مليار دولار من خطوط الالتزام إلى إجمالي ديون الشركة المبلَغ عنها، يقول المحللون إن انكشاف الشركات المالية قد يكون أكبر ثلاث مرات من صافي ديون جلينكور المعدَلة البالغة أقل من 30 مليار دولار. قال المحللون بمن فيهم آلاستير ريان ومايكل هيلسبي في مذكرة تحت عنوان «وحش المائة مليار دولار موجود في الغرفة»: «قد يكون انكشاف الصناعة المصرفية أمام جلينكور أكبر بكثير مما هو مقدَر عموما في السوق». انهيار أسعار السلع الأساسية والتوتر في أسعار أسهم جلينكور وفروق الفوائد على سنداتها قد يحفز مراجعة يجريها المساهمون والمشرفون والإدارة المصرفية، في الوقت الذي يمكن أن يضغط فيه مساهمو البنوك على الإدارات للحد من مبالغ الانكشاف، بحسب ما قالوا. تم إخضاع القروض المقدمة للصناعة للتمحيص في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار النفط والنحاس والسلع الأساسية الأخرى إلى أدنى مستوى لها منذ 16 عاما وسط ضعف الطلب من الصين. شركة جلينكور، المنتج السويسري وتاجر السلع الأساسية التي يقودها الملياردير إيفان جلاسينبيرج، تعهدت بخفض الدين بمقدار 10 مليارات دولار وكشفت المزيد من التفاصيل المتعلقة بتمويلها من أجل تهدئة المستثمرين. وفي الأول من (ديسمبر) المقبل سوف يصدر بنك إنجلترا الجولة الثانية من اختبارات الاجهاد التي يعقدها للبنوك، التي تعهد فيها بتفحص مدى انكشاف البنوك البريطانية أمام السلع. رفض المتحدث الرسمي لجلينكور تشارلز واتينفول التعليق على تقرير بنك أمريكا. أخبر جلاسينبيرج موظفيه الأسبوع الماضي إن الشركة كان لديها 13.5 مليار دولار من السيولة المتاحة وسوف تبرز الشركة بشكل أقوى حتى من قبل. ارتفعت الأسهم بنسبة 6 بالمائة لتصل 124.8 بنسا في الساعة الواحدة ظهرا في لندن وتضاعفت تقريبا عن المستوى المنخفض الذي وصلت إليه في الثامن والعشرين من سبتمبر (أيلول)، حين كتب محللو إنفستيك بأنه قد تكون هنالك قيمة قليلة لحقوق الملكية في جلينكور في حال استمرار انخفاض أسعار السلع الأساسية. أوقف التداول لفترة وجيزة بسبب التقلبات التي حدثت مرتين يوم الثلاثاء وحقق سعر السهم أكبر مكاسب له يوم الإثنين، رغم أن الأسهم لا تزال منخفضة بأكثر من 50% في عام 2015. قال بنك أمريكا «إن الانكشاف الإجمالي سوف يؤخذ في الاعتبار من قبل المنظمين في اختبارات الضغط القادمة» في مقابل صافي مبالغ الانكشاف لدى المصارف، التي يمكن تعديلها بالتحوط. «قد تقوم الكثير من المصارف الآن باستعراض نطاق انكشافها بعناية أكبر بالنسبة لتجمع السلع الأساسية». انتقد المحللان عدم كشف المصارف عن إقراضها المتعلق بالسلع الأساسية، لكنهم يتوقعون تغييرا في السياسة لتهدئة المخاوف. قال ريان وهيلسبي: «نحن نعتقد أن الأعداد كبيرة بما يكفي بحيث ستحتاج المصارف استخدام بيانات الإفصاح عن الربع الثالث من العام للتخفيف من حدة ما نعتقد بأنه سيكون ارتفاعا في مخاوف المساهمين». يوم الثلاثاء، أصدرت جلينكور وثيقة تفسر وتشرح تمويلها، وتكرر الكثير من المعلومات التي كانت بالفعل معروفة بشكل عام، ردا على الانتقادات الأخيرة التي تصف شركة التداول بأنها تشبه «الصندوق الأسود». جادلت جلينكور بأن تمويلها التجاري المضمون من المصارف ذو نوعية وجودة عالية ومعدل إعسار منخفض. قالت غرفة التجارة الدولية في مقرها في باريس العام الماضي، نقلا عن تقرير من مصرف التسويات الدولية: «كانت خسائر المحافظ التمويلية التجارية منخفضة تاريخيا. علاوة على ذلك، نظرا لطبيعتها قصيرة الأجل، كانت المصارف قادرة على التقليل وبسرعة من انكشافها في أوقات الشدة». لدى جلينكور 35 مليار دولار من السندات، و9 مليارات دولار من القروض المصرفية، و8 مليارات دولار من السحوبات المتوافرة، ومليار دولار من القروض المؤَمَّنة، بالإضافة إلى 50 مليار دولار من خطوط الائتمان الملتزَم بتقديمها، التي توجه على أساسها خطابات اعتماد لتمويل التجارة، وفقا لبنك أمريكا. وهذا يقارن مع أكثر من 90 مليار دولار في الممتلكات والمعامل والمعدات والمخزونات. شارك أكثر من 60 مصرفا في التسهيلات الائتمانية المتجددة حاليا بقيمة 15.25 مليار دولار والتي جمعت في شهر مايو، ويعني العدد الكبير من البنوك التي شاركت في تقديم القرض أن قضايا الائتمان «من المحتمل ألا تكون وجودية لأي مصرف بمفرده»، بحسب ما قال المحللون. يمتلك مصرف ستاندرد تشارترد، الذي تضرر أيضا بسبب هزيمة السلع الأساسية، أكبر انكشاف أمام تجار السلع الأساسية فيما بين المصارف الأوروبية مع وجود 1.9 مليار دولار من القروض المشتركة، بما في ذلك أكثر من مليار دولار من القروض وخطوط الائتمان لشركة ترافيجورا المحدودة، بحسب ما قالت مؤسسة سانفورد سي بيرنشتاين في الخامس من أكتوبر. لدى مصرف كريدي أجريكول أكبر انكشاف من أي مصرف آخر أمام قبل جلينكور بحوالي 841 مليون دولار، يليه بنك إتش إس بي سي القابض بحوالي 658 مليون دولار، بحسب ما قال المحلل تشيرانتان باروا.