تسعى منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز مكافحة سرطان الثدي في إطار البرامج الوطنية الشاملة لمكافحة السرطان المندرجة في برامج مكافحة الأمراض غير السارية والمشكلات الأخرى ذات الصلة. وتنطوي مكافحة السرطان الشاملة على الوقاية والكشف المبكّر والتشخيص والعلاج والتأهيل والرعاية الملطفة. ومن أهمّ الاستراتيجيات السكانية لمكافحة سرطان الثدي إذكاء الوعي العام بالمشكلة التي يطرحها هذا المرض وبآليات مكافحته والدعوة إلى وضع السياسات والبرامج المناسبة في هذا المجال. ويواجه كثير من البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، حالياً، العبء المزدوج المتمثّل في سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، اللّذين يأتيان في مقدمة أنواع السرطان التي تفتك بالنساء اللائي تجاوزن سنّ الثلاثين سنة. ولابدّ لتلك البلدان من تنفيذ استراتيجيات توليفية تمكّن من التصدي لكلتا المشكلتين الصحيتين العموميتين بفعالية وكفاءة.وشكّلت الفرق التطوعية من الفتيات في مجتمعنا النسبة الأكبر من عدد المتطوعين بصورة لافتة وواضحة من مختلف المؤهلات والفئات العمرية؛ لتثبت المتطوعات بذلك قدرتهن على المشاركة في العمل الخيري والنجاح فيه. حيث يرى الناظر أن الكثير من المتطوعات هنّ السباقات في هذا الميدان، ويقدمن عليه بكل جد ونشاط برغبة داخلية ودافع ذاتي بعد أن آمنَّ بأن التطوع بات أحد المعايير التي على أساسها يُقاس تطوّر المجتمعات ورقيّها.وفي هذا السياق تعد تجربة فريق "همتي لإسعادهم" من التجارب الرائدة والمثمرة في مجال التطوع الصحي؛ إذ قمن بأدوار رئيسة في النهوض بالوعي المجتمعي بأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي، والسعي الحثيث لرفع معدل الوقاية من سرطان الثدي، ومعدل الناجيات منه بالكشف المبكر. فجاء تشكيل الفريق من طاقم أبناء وبنات الوطن روحاً واحدة تحمل قدرات تطوعية رائعة حين تطوعوا بوقتهم وجهدهم لإيمانهم واهتمامهم بهذه القضية الإنسانية ولم تعد الرسالة التي يسعى 20 متطوعا ضمن الفريق الصحي لإيصالها محصورة في التوعية الصحية والاهتمام بالكشف المبكر فحسب. بل أصبحت ممارسة العمل التطوعي ضمن المهام التي يسعى الفريق إلى المشاركة فيها وانتهاجها وتحويلها إلى نمط حياة دائم. وفي المبادرة الأخيرة انطلق فريق همتي لإسعادهم في آفاق متجددة ليغطي مساحة أكبر خلال مسيرته في أعماله التطوعية حسب رسالته التي تركز على المرضى وإسعادهم والقفز خارج الصندوق عن طريق إقامة الأنشطة والبرامج لهم. فرسالة الفريق هي: تعميق الروح الاجتماعية في مراعاة أحوال المرضى والتخفيف من معاناتهم مع إشراك فئات المجتمع المختلفة وبناء فريق مبتكر قادر على تفعيل رسالته. ولتحقيق الغايات النبيلة التي تبناها فريق همتي لإسعادهم ضمن رسالته الإنسانية المجتمعية، تم طرح برنامج يحوي أكثر من 22 نشاطا منوعا أنجز عددا كبيرا منها في الفترة القليلة الماضية، وعدد منها في طور الإنجاز. كما أن هناك أنشطة مجدولة بعد أشهر حسب مناسباتها، ولإتمام هذه الأمور بنجاح فقد أنشأ الفريق حاليا ثماني لجان، تم تحديد مهام كل منها، وبدأت بوضع البرامج والعمل على تنفيذها. كما أن للفريق التقاء مميزا ومثمرا مع العديد من الجهات الرسمية والخاصة، وفي ذلك إثراء كبير للفريق وارتقاء بقدرات أعضائه، ومن ذلك المشاركة في تنظيم مؤتمر سرطان الثدي في مدينة الخبر، للكشف المبكّر عن سرطان الثدي.وعبرت العضوة "سارة القحطاني" بأن المتعة في العمل التطوعي تكمن في مشاركة جميع أطياف المجتمع، حيث لمست تفاعل الزائرات، إلى جانب تفاعل الطالبات ورغبتهن الشديدة في الاستزادة من المعلومات التي تخص جهاز الفحص الإشعاعي، والتعرف على المصطلحات الطبية، وإيجادها. وما هذه الحملة سوى تجسيد عملي لمبدأ التكافل الاجتماعي، وتحسس لآلام المصابات بسرطان الثدي؛ الأمر الذي دفعنا إلى تقديم المزيد من الجهد والوقت والدعم المعنوي لتوعية نساء المجتمع للحد من الإصابة بسرطان الثدي والوقاية منه.وترى "انجود المطيري" أن الرسالة التي تحملها أثناء قيامها بهذا العمل جعلتها تنسى تعب العمل الشاق والجهد المتواصل حين وجدت الاستجابة من السيدات والاهتمام الشديد الدال على وعيهن, ومحاولاتهن إتقان تقنية الفحص الذاتي للثدي. كما أكد عدد من السيدات تكرار حضورهن بهدف الاستفادة من المعلومات المطروحة حول سرطان الثدي وكيفية الوقاية منه.وذكر قائد فريق همتي لإسعادهم عبدالرحمن اللعبون ان حاجات المجتمع كبيرة جدا لكل الطاقات التطوعية من شبابها وفتياتها المتطلعة إلى بذل كل جهد وفريق همتي يسعى بالتعاون مع بقية الفرق إلى إنجاح جميع المبادرات التي تصب في توعية المرضى وإسعادهم. ومن هنا كان اهتمام الفريق بالمشاركة في تنظيم الفعاليات الخاصة بسرطان الثدي ونشر الوعي بالوقاية منه وسبل علاجه. ومازال في جعبة الفريق الكثير مما يمكن لجميع فئات المجتمع المشاركة في مبادراته تخص الصحة، وهذه المبادرة الإنسانية من الفريق الرائع لاقت نجاحاً كبيراً في عقد الحملات التوعوية السابقة، التي تجملت بها المنطقة الشرقية وازدادت وعياً من خلال الإقبال الباهر من السيدات. متطوعون يخدمون المجتمع من فعاليات مؤتمر السرطان