تأكيد قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- في أعقاب حادثة منى المؤسفة بأن التطوير مستمر ولن يتوقف بسببها، يدل دلالة واضحة على تصميم المملكة الدائم على انجاح مواسم الحج المتعاقبة بغض النظر عن تلك الحادثة التي نجمت جراء تدافع الحجيج بمشعر منى يوم أمس الأول، فما وجه به المليك المفدى من مراجعة الخطط المعمول بها سيذلل كافة الصعوبات والمعوقات التي تصادف ضيوف الرحمن وهم يؤدون فريضتهم الايمانية. حادثة منى التي أدت الى وفاة عدد من الحجاج بسبب التدافع هي قضاء وقدر، ولن يعكر أجواء الطمأنينة السائدة في موسم حج هذا العام أقوال المرجفين وشماتة الشامتين التي انطلقت من بعض الحاقدين والمغرضين كحكام طهران الذين يحاولون دائما توجيه التهم للمملكة تحت أي ظرف طارئ كما هو الحال في حادثة منى أو غيرها، فهم جبلوا على توجيه التهم والصاقها بالمملكة دون وجه حق. حكومة خادم الحرمين الشريفين ماضية قدما في بذل جهودها المستمرة لتذليل كافة الصعوبات والمعوقات في سبيل تمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم في طمأنينة وراحة وسكينة وأمن رغم أقاويل أولئك المرجفين والساعين دائما للتشكيك في صحة وسلامة تلك الجهود التي تبذلها المملكة لتطوير الشعائر وتوسعة المسجد الحرام منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن تغمده الله بواسع رحمته وحتى العهد الحاضر الزاهر. الجهود التي تبذلها المملكة لتسهيل تأدية ضيوف الرحمن لمشاعرهم واضحة كوضوح أشعة الشمس في رابعة النهار، وقد أشاد بها العالم كله ما عدا أولئك الحاقدين الذين انتهزوا حادثة منى للتشكيك في تلك الجهود وكيل التهم للمملكة وعلى رأسها العجز عن ادارة شؤون الحجيج مستغلين تلك الحادثة لتمرير تلك التهم التي ألقوها جزافا، وهي عارية بكل تفاصيلها وجزئياتها عن الحقيقة تماما. لقد أكد خادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله- في أعقاب تلك الحادثة أن واجب المملكة كبير ومسؤولياتها عظيمة لخدمة ضيوف الرحمن، وقادة المملكة منذ التأسيس وحتى اليوم يستشعرون أهمية ذلك الواجب العظيم ويشعرون بالاعتزاز والفخر لخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن وهم يؤدون فريضتهم الايمانية، وهم حريصون دائما على تيسير أمورهم منذ وصولهم الى الأراضي المقدسة وحتى عودتهم الى ديارهم سالمين غانمين باذن الله. ما حدث في منى هو بلا شك حادث مؤلم نجم عن التدافع، وقد وجه خادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله- بالتحقيق في ملابسات الحادث ورفع نتائجه اليه، وهذا لن يقلل من الجهود التي تبذلها الحكومة الرشيدة من أجل خدمة ضيوف الرحمن. وبغض النظر عما حدث فان تطوير آليات وأساليب العمل في موسم حج هذا العام والمواسم المقبلة لن يتوقف باذن الله، فمن سمات هذا التطوير الاستمرارية لينعم الحجاج بالطمأنينة والراحة والسهولة وهم يؤدون مشاعرهم، فالجهود سوف تستمر من أجل عمليات التطوير، فمراجعة الخطط المعمول بها في موسم هذا العام والمواسم القادمة سوف تؤدي الى تحسين وتطوير المشاعر وتحديثها.