أزالت جرافات مجهولة يوم الاحد عين "الكعيبة" التاريخية في بلدة الجش في محافظة القطيف والتي تعتبر من أهم المعالم الأثرية والسياحية في المحافظة. ووصف مهتمون بالآثار إزالة العين بأنه حادث مأساوي. وأبدى المؤرخ والباحث حسين حسن آل سلهام اسفه على ازالة عين الكعيبة وقال إن العين الأثرية وقفت شامخة طوال قرون ولكن للأسف طالتها أيدي بعض العابثين فقاموا بهدم بعض أجزائها بعد أن جفت المياه عنها، ولم يتبق منها سوى أجزاء من سورها، ومن ثم قاموا بازالتها، وحمل آل سلهام الهيئة العليا للسياحة والمجلس البلدي السابق في محافظة القطيف المسئولية لعدم الاهتمام بالعين والتجاوب معهم في الحفاظ عليها بالرغم من التحذيرات لهم بخصوص إزالتها وأضاف آل سلهام إن عين "الكعيبة" تعود إلى حقبة العمالقة أبناء كنعان بن سنحارب بن نمرود الأول بن كوس بن سام بن نوح، ومن ضمنها عين الكعيبة التي نسب إليها هذا المسمى بسبب ما يذكره المؤرخون عن القرامطة واقتلاعهم الحجر الأسود وجلبه إلى منطقة هجر وبالتحديد في منطقة عين الكعيبة عام 317ه. ما يميز العين موقعها في أطراف القطيف ومحاذاتها لصحراء البياض غرب القطيف وتتميز بالفن المعماري لبنائها حيث شكلها الدائري المرتفع الذي يصل في بعضها إلى ثمانية أمتار ولفت الى انه وضع صورة العين على وجه كتابه "ساحل القرامطة" وذلك لأهميتها التاريخية في المحافظة، وذكر انه وبالرغم من عراقة وأصالة ماضي تلك العين الا أن إزالته تعتبر "كارثة" و "مأساة" بسبب عدم معرفة الكثير بأهميتها التاريخية، مستغربا عدم تدخل هيئة السياحة والآثار التي زارت العين مؤخرا وذكرت بأن لديها خطة للعناية بالعيون في المنطقة. وأوضح آل سلهام أن ما يميز العين موقعها في أطراف القطيف ومحاذاتها لصحراء البياض غرب القطيف وتتميز بالفن المعماري لبنائها حيث شكلها الدائري المرتفع الذي يصل في بعضها إلى ثمانية أمتار وذلك لحمايتها من زحف الرمال في العهود الماضية وبالتالي يستطيع الشخص مشاهدتها من مسافات بعيدة نظرا لارتفاعها، وتابع: وما يميز تلك العيون أيضا أنها كانت ترتبط جداولها بشبكة ري متطورة من خلال اتصالها بتناقيب وسواقي مسقوفة تحت الأرض ويعتقد أنها مما برع فيه القرامطة وأبدعوا في فن الري واعتقد أن هذه العيون كانت روافد لنهر محلم التاريخي بأرض القطيف ولفت أن محافظة القطيف غنية بمئات المواقع الأثرية والتاريخية، ومن بينها أكثر من 480 موقعا لعيون مياه تاريخية كانت تنبع بشكل طبيعي حتى بداية ثمانينات القرن الماضي. ودعا آل سلهام الهيئة العليا للسياحة إلى الإسراع بتبني فكرة إعادة ترميم هذه العيون وإحاطتها بشوارع اسفلتية ومتنزهات ومطاعم حديثة لتدعيم الاقتصاد الوطني باستثمارات متنوعة، مشيرا الى أن هناك الكثير من العيون والآثار في محافظة القطيف يجب الاهتمام بها كإرث تاريخي للأجيال المقبلة. يذكر أن عين الشنية التاريخية في بلدة الجش والتي تعتبر من أهم المعالم الأثرية والسياحية في المحافظة تم ازالتها مؤخرا بدون الرجوع الى الجهات المختصة. وبدوره نفى نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لشؤون الآثار والمتاحف الدكتور علي الغبان أن يكون للهيئة علم بإزالة الموقع ووعد بالنظر والتعليق على الموضوع.