جدد المجلس البلدي في محافظة القطيف، مطالباته بإعادة بناء حوائط عين الكعيبة الأثرية، التي تعرضت إلى الهدم من قبل مقاول تابع للبلدية، وذلك بعد مضي نحو تسعة أشهر على هذه الحادثة. فيما أكد رئيس المجلس عباس الشماسي: «إن المقاول لم يفِ بوعده حتى الآن»، مطالباً بضرورة «التدخل لإعادة بناء هذا الموقع التاريخي، وألا تبقى هذه القرارات حبراً على ورق». وتكتسب العين أهمية تاريخية، من كونها استضافت الحجر الأسود، بعد أن قام القرامطة، الذين احتلوا المنطقة قبل نحو عشرة قرون، بسرقته من الكعبة المشرفة، ووضعوه في هذه العين، لمدة 40 سنة. ومن هنا جاء اسمها «الكعيبة»، وهي تصغير «الكعبة». ووصف مهتمون ومختصون بالآثار والتاريخ، الإزالة ب»الكارثة التراثية، التي لا يمكن السكوت عليها». وشدد المجلس، على الجهات المختصة بضرورة «محاسبة المُتسبب في هدم جدران هذا الموقع التاريخي، فيما وجه رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، بسرعة التواصل مع إمارة المنطقة الشرقية، لاتخاذ إجراءات حازمة ضد المتسببين، وإلزامهم بحفر العين، وإعادة بنائها على ما كانت عليه من قبل». ويوجد توثيق للموقع، أعدته الهيئة، بهدف «تأهيله والاستفادة منه». فيما ستقوم الهيئة بإحالة قضية التعدي إلى لجنة النظر في قضايا الآثار، لاتخاذ العقوبات المقررة نظاماً في مثل هذه الحالات. وشكلت إمارة الشرقية، في وقت سابق، لجنة مختصة للنظر في هذا الأمر. اتخذت قرارات «مهمة»، منها «تغريم المتسبب في هدم عين الكعيبة، وتحميله كلفة إعادة بنائها، إضافة إلى تحويلها إلى مركز سياحي، وفتحه أمام الزوار». وقال رئيس المجلس البلدي في القطيف عباس الشماسي: «إن المقاول التابع لبلدية المحافظة، لم يفِ بوعده في بناء حوائط عين الكعيبة الأثرية، التي تسبب في هدمها، على رغم المناشدات والمتابعات المتكررة من المجلس، ومرور نحو تسعة أشهر على الحادثة»، لافتاً إلى أن المجلس «أقر إعادة بناء حوائط العين الأثرية، وتصميم المنطقة الواقعة وسط مخطط سكني حديث، يتم تطويره حالياً، لتكون معلماً سياحياً، كونه يعد أحد الآثار القديمة». وذكر أن المجلس شكل «لجنة للتواصل مع المهتمين في الآثار، وبعض المؤرخين، قامت بحصر شامل للعيون والآثار القديمة. وتم الرفع بمواقعها إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار، وطلبنا البدء بإجراءات حماية لها من العبث، والحفاظ عليها، وترميمها عن عوامل الانقراض، لتعكس الصورة الجلية الحضارية عن المنطقة عموماً، ومحافظة القطيف على وجه الخصوص». وطالب الشماسي، بضرورة «تدخل البلدية، والهيئة العامة للسياحة والآثار، لحماية الآثار من الاندثار، والمحافظة عليها»، مشيراً إلى أن بلدية القطيف «بدأت حالياً بأعمال حماية أطلال برج أبو الليف البحري التاريخي، إثر مطالبة المجلس البلدي بحمايته من أعمال الردم والتجريف التي تنفذ في الشواطئ المجاورة للمعلم التاريخي المشهور، الذي كان يستخدم للمراقبة البحرية وإرشاد السفن». وألقت الإزالة «العبثية» لعيني «الكعيبة» و»الشنية» التاريخيتين في القطيف، بظلالها على المشهد الأثري والتاريخي في المنطقة الشرقية، بعد أن أزالت جرافة عين «الشنية» في بلدة الجش، التي تعتبر من أهم المعالم الأثرية والسياحية في المنطقة. فيما قام مقاول متعاقد مع البلدية بإزالة عين «الكعيبة».