شدد ل"اليوم" الأمير بندر بن سعود رئيس الهيئة السعودية للحماية الفطرية، على تطبيق العقوبات على معذبي الكائنات الحيوانية المستأنسة بصفة عامة وعلى الحيوانات الفطرية بصفة خاصة موضحاً أنه إذا كان التعذيب لحق بالحيوانات الفطرية في المحميات المتواجدة حاليا، وألقي القبض عليه فيها يطبق عليه نظام المناطق المحمية التابع للهيئة، وإذا كان في مناطق خارج المحميات فيطبق عليه نظام الصيد التابع لوزارة الداخلية. وقال: هناك تعاون مثمر بين الهيئة، ووزارة الداخلية، ووزارة الزراعة، فيما يخص معاقبة المخالفين، ولقد رفعت الهيئة لوزارة الداخلية عن عدد من معذبي الحيوانات وألقي القبض عليهم ومحاكمتهم، وتم تطبيق عليهم الأنظمة الصادرة من الهيئة المخصصة على مرتكبي المخالفات. وأشار إلى أنه من ناحية نوع العقوبات فهي متعددة ومتنوعة لكل الحالات التي ترتكب مع وجود آليات لتنفيذها، وهناك نظام الرفق بالحيوان يتبع لوزارة الزراعة سواء كان هذا الحيوان فطريا أو مستأنسا يحوي العديد من الأنظمة واللوائح لمعاقبةالمخالفين. ونوه رئيس الهيئة السعودية للحماية الفطرية إلى ضرورة أن يتعاون المواطن في الاهتمام بثروات الوطن البيئية، وكذلك بمؤازرة الهيئة للحفاظ على التنوع الإحيائي الهام في المملكة، التي تزخر كثيرا بتنوع كبير في بيئتها التي تميزت بها مناطق المملكة. من جهته أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ قيس المبارك بأن من يقوم بتعذيب الحيوانات وإيذائها آثم، لافتا إلى أن الأعظمُ إثماً أن يُصورها وهو يعذِّبها، لأنه سيكون عليه إثمُ من يراه ويفعلُ مثله، مطالبا في الوقت ذاته من شبابنا أن يتَّقوا الله في البهائم "العجماوات"، ويعلَموا أن ديننا فرضَ علينا أن نوفِّر للبهائم الطعام والشراب، وألا نترُكَها تجوع. وقال: استاء كثير من الناس لِمَا رأَوْهُ من تعذيب الحيوانات لأنه خُلُق مناف لأخلاق الإسلام، فقد دخل سيدنا عبدالله بنُ عمر - رضي الله عنهما - على التابعي يحيى بن سعيد بن العاص، فرأى أحدَ أولاد يحيى قد ربط دجاجةً يرميها، فحلَّها ابنُ عمر من القَيدِ ثم أقبل بها وبالغلام معه فقال: (ازجروا غلامكم عن أن يَصْبِرَ هذا الطير، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم نهى أنْ تُصبرَ بهيمةٌ أو غيرها للقتل) وصَبْرُ البهيمة: حَبْسُها لتُرْمَى بالنَّبل حتى تموت، فقد كان أهلُ الجاهلية يفعلون ذلك، وهذا كلُّه تعذيبٌ للبهائم، ودين الله دينُ رحمةٍ لا دينَ تعذيب، وقد أخبرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنَّ امرأةً دخلت النار في هرة ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض). ونوه الشيخ قيس المبارك بأنه في المقابل نجد أن الله قد غفر لمن سقى كلباً، فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم: (بينما كلبٌ يَطيفُ بِرَكِيَّةٍ -أي يدور حول بئرٍ- كادَ يقتلُهُ العطش، إذْ رأته بَغِيٌّ مِن بغايا بني إسرائيل، فنزعَتْ مُوْقَها - أي خفَّها - فسقتْهُ، فَغُفِرَ لها به). وأصدرت الهيئة السعودية للحياة الفطرية العديد من الأنظمة حول حظر الصيد دون ترخيص، من خلال بيان الأحكام المتعلقة بترخيص الصيد مثل منع الصيد داخل حدود المناطق المحمية وداخل المدن والقرى ومنع صيد أنواع معينة من الحيوانات والسماح بصيد نوع أو أنواع معينة في أوقات محددة، وبينت الهيئة صلاحياتها حول تحديد عقوبات مخالفة النظام وجهة النظر فيها والتظلم منها. وقد أناط هذا النظام ضبط المخالفات بوزارة الداخلية. وينص نظام الاتجار بالكائنات الفطرية المهددة بالانقراض ومنتجاتها على حظر الاتجار بالكائنات الفطرية إلا بترخيص من قبل الهيئة السعودية للحياة الفطرية، ولا يشمل هذا الحظر حيوانات المزرعة الاقتصادية، ونباتات المحاصيل الزراعية، ولا يشمل أيضا الكائنات الفطرية أو المنتج الذي يتم الحصول عليه من أجل عمليات البحث العلمي، حيث فرضت غرامة مالية تقدر ب10آلاف ريال، وفي حال تكرار المخالفة يتم تضاعف الغرامة.