سجلت المملكة خلال شهر أغسطس الماضي أعلى حمل ذروي في تاريخها، حيث بلغت الأحمال 62.2 جيجاوات، مقابل 56.5 جيجاوات للعام الماضي، أي بزيادة تقدر بحوالي 10%. والجدير بالذكر ان مقدار الزيادة بالاحمال لهذا الصيف يقدر بحوالي 5.7 جيجاوات، وهو يعادل قدرة الاردن ولبنان معاً، وهذه الزيادة بالقدرة تعد من النسب الاعلى نمواً للطاقة الكهربائية في العالم. وكما هو متوقع سجلت مكةالمكرمة أعلى نِسَبة نمو على مستوى المملكة وتجاوزت 17% مقارنة بعام 2014م. وبهذه القدرة الجديدة 62.2 جيجاوات تكون المملكة صاحبة اعلى قدرة في انتاج الكهرباء في الشرق الاوسط، وتتفوق حتى على تركيا، وضمن اعلى 15 دولة بالعالم بالقدرة الكهربائية. وبحسب تقرير هيئة انتاج الكهرباء للعام 2014م، فإن الحمل وقت الذروة لعام 2005م كان حوالي 20 جيجاوات، وهذا يدل على أن الحمل وقت الذروة قد ارتفع بأكثر من ثلاثة اضعاف في عشر سنوات، وهي نسبة تدعو للتفكر وتأمل المستقبل. ان اهم اسباب ارتفاع الطلب على الطاقة في المملكة هو زيادة عدد السكان والنهضة الصناعية والعمرانية التي تعيشها المملكة، بالاضافة الى دعم الطاقة الذي يشجع على الهدر والاسراف. ولا شك ان طقس المملكة في فصل الصيف صعب ويعد من الاكثر حرارة بين دول العالم، ولذلك لا بد من توفر وسائل طاقة فصلية لمواجهة الزيادة الكبيرة في الطلب على الكهرباء من اجل التبريد المنزلي. ويرتفع الطلب في فترة الصيف على الكهرباء بحوالي 30-40% عن الاوقات العادية. وفي هذا الاطار أوضح المهندس زياد الشيحة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء أن النجاح الذي حققته الشركة وقدرتها على مواجهة تحديات الارتفاع الكبير في الطلب على الكهرباء بكفاءة عالية، يعود - بعد توفيق الله عز وجل - إلى الدعم الكبير والمُستدام والاهتمام والمتابعة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد لقطاع الكهرباء، لمواكبة النمو الاقتصادي والتوسع العمراني والسكاني غير المسبوق الذي تشهده المملكة. ولا شك أن الاستعدادات الجيدة والتخطيط السليم لبرامج الصيانة وتنفيذ المشروعات الجديدة التي دخلت الخدمة منذ بداية العام الحالي كان لها دورٌ إيجابيٌ في تعزيز المنظومة الكهربائية بالمملكة. لقد أسهمت البنية التحتية بالشركة السعودية للكهرباء في تقوية المنظومة الكهربائية بشكل كبير واستيعاب النمو المتزايد في الطلب على الكهرباء، لتحافظ "السعودية للكهرباء" على مكانتها كأكبر شركة في مجال الطاقة الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. والأكيد ان القائمين على شركة الكهرباء في المملكة قد بذلوا وتفانوا حتى يمر الصيف بسلام وبدون انقطاعات في الكهرباء، لا سيما وان فصل الصيف هذا العام كان استثنائياً في ارتفاع درجة حرارته، ولم تبخل عليهم حكومة خادم الحرمين بشيء من اجل راحة الناس. ولكن لكي يتم تحقيق هذا الانجاز الكبير في الارتفاع بالقدرة الكهربائية، كان على المملكة ان تدفع الثمن غالياً من ثرواتها النفطية ومن الغاز الطبيعي، فلقد ارتفع استهلاك المملكة للنفط بطريقة الحرق المباشر للتوليد الاضافي للكهرباء كالتالي: في شهر مايو الماضي تم حرق حوالي 700 الف برميل نفط خام باليوم، وفي شهر يونيو تم حرق حوالي 900 الف برميل باليوم، وفي شهري يوليو واغسطس يتوقع تقارب كميات الحرق المباشر من النفط المليون برميل يومياً؛ وذلك نظراً للارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي شهدتها المملكة. وبذلك تصل كمية النفط المستخدم لتوليد الطاقة وعلى الاخص الكهرباء في فترة الصيف اكثر من 100 مليون برميل من النفط الخام فقط لتوليد الكهرباء. بالاضافة لاستهلاك الكميات الكبيرة من الغاز الطبيعي وزيت الوقود والديزل، وتعادل كمية النفط المستهلك ثلث الوقود المستخدم لتوليد الكهرباء، اي ان الوقود الذي استهلك لانتاج هذه الطاقة من الكهرباء في فترة الصيف يقدر بحوالي 300 مليون برميل نفط مكافئ.