منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - مرت على المملكة مراحل كانت هي الحاضن لمن لا بيت له من الدول القريبة والبعيدة. كانت تستضيف الآخر دون أن تطلق عليه كلمة لاجئ. ومنذ ذلك الوقت وإلى الآن لم يسبق للإعلام الغربي أن قام بإنصاف المملكة في هذا الخصوص. وقد يعود السبب لكون المملكة لا تتحدث عمن تقوم باستضافتهم أو أن الإعلام المحلي لم يستطع تغطية مثل هذه الأمور لكي يعرف العالم الخارجي عنها. ولكن كل من يعرف المملكة ومجتمعها يعرف أنه من العادة ألا تتحدث الدولة عن ضيوفها من اللاجئين أو أن يتحدث المواطن عن عمل خيري له علاقة باستضافة الغير. ولعلم القارئ يوجد الكثير من المواطنين ممن أخذ على عاتقه القيام باستضافة مواطن من دولة أخرى والقيام بمد يد العون له. وهناك الكثير من الأخوة العرب والمسلمين ممن يعيش في بلادنا كضيوف بسبب ما يجري في بلادهم. وإضافة لذلك فالمملكة دولة لا تقبل أن تقوم أي منظمات خيرية عالمية أو منظمات رسمية مهما كانت مكانتها مثل الأممالمتحدة بأن تقوم بتقديم أي دعم مادي كمقابل لجهودها. والكل يذكر ما قامت به المملكة حيال العناية الفائقة باللاجئين العراقيين الذين أطلقت عليهم المملكة مسمى ضيوف أتوا أثناء حرب تحرير الكويت وكانوا من جميع الشرائح الاجتماعية في العراق. وفي نفس الفترة فتحت المملكة أبوابها وفتح المواطن بيته لكل مواطن كويتي ليكون هو صاحب الدار والمكان. وفي الوقت الحالي ومنذ بداية ما سمي بالربيع العربي فقد قامت المملكة باستضافة الآلاف من الأخوة السوريين وصححت أوضاع الكثير منهم وسمحت لهم بالإقامة. وبالطبع سمع العالم أجمع حيال قيام المملكة بتصحيح أوضاع مئات الآلاف من الأخوة من اليمن، ومع ذلك لا نسمع الصحافة في الخارج سواء أكانت قريبة أو بعيدة بالحديث عن تلك الأمور الإنسانية التي تحرص المملكة على القيام بها لأشقائها العرب. ولكن ما نراه وللأسف هو عكس ذلك، بل إننا نسمع مواطنين سعوديين معروفة توجهاهم سلفا بالتصفيق لدول أخرى بمجرد دخول أي لاجئ أراضيها مع العلم بأن تلك الدول تتلقى معونات من منظمات دولية كثيرة في المقابل. وفي نفس الوقت لا نرى ولا نسمع من تلك الصحافة الخارجية أو الأفواه المحلية وغيرها التي تمدح الآخر ولكنها لا تتحدث عن الجهود الإنسانية التي تقوم بها المملكة. وفي الوقت الحالي يرى ويعرف الكل عن قوافل المساعدات التي يتم إرسالها للخارج والذي هو ليس بالجديد عن المملكة. وفي وقتنا هذا فمن المؤسف أن الملايين من العرب أصبحوا لاجئين ليس بسبب حرب مع عدو خارجي، بل بسبب تدهور أمني داخلي، ولكن يعلم العالم ولكنه لا يتحدث عن أن المملكة هي أكثر دولة في عالمنا العربي قامت باحتضان أو مساعدة الإخوة العرب في كل وقت تمر دولهم بأزمات مهما كان عظمها.