قبل أيام تناقل الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي ما قامت به إحدى الصحف بالتواصل مع الكثير من السفارات السعودية في بعض عواصم الدول العربية والأجنبية عن طريق البريد الالكتروني حيال حاجة مواطنة سعودية لرقم تلفون للتواصل مع أحد موظفي السفارة. وتباينت سرعة الردود على الرسالة بين سفارة وأخرى, مع العلم بأن الرسالة تم إرسالها في وقت يعتبر الأنسب حول توقيت قراءة البريد الألكتروني. ولعلم القارئ فمعظم الشعوب حول العالم ليست راضية عن تعامل سفاراتها معهم في بلاد الغربة فيما عدا بعض الدول الأوروبية ذات عدد السكان القليل. وهذا له انعكاس على السفارات في تلك البلاد. ولهذا كانت ردود وتجاوب السفارات السعودية في بلاد مثل هولندا وسويسرا وإيرلندا الأسرع. ولكن قد لا تكون الرسالة دليلا نهائيا على تقييم أداء السفارة. فمثلا هناك دول فيها المواطن السعودي يتواجد باعداد قليلة وبعكس بعض السفارات التي توجد في بلاد يتواجد فيها مئات الآلاف بصورة مستمرة. ومثال على ذلك فعلى مستوى دول الخليج فسفارتنا في سلطنة عمان تتعامل مع عدد أقل ممن تتعامل معه سفارتنا في ممكلة البحرين. وفي اوروبا فالسفارة السعودية في دولة إسكندنافية لا تتعامل مع أعداد من المواطنين السعوديين مثل سفارتنا في بريطانيا. وبالطبع نحن لا نبحث عن أي عذر لأي سفارة أو مسؤول يعمل فيها ويتقاعس عن خدمة المواطن بأي طريقة متوافرة لديه مهما كان سبب أو نوع طلب المساعدة. ولكن يجب أن نضع في الحسبان أننا في مجالسنا عادة ما نسمع وجهة نظر المواطن. وفي أغلب الأحيان وعندما يقوم مواطن بالشكوى لأي سفارة فإنه عادة لا يخبر السفارة بجميع التفاصيل. وكذلك فالبعض يطلب من السفارة حلا سريعا حتى لو كانت المشكلة تحتم تدخل جهات قانونية أو مكاتب محاماة. وقد لا يعلم الكثير حجم المبالغ التي تدفعها سفارات المملكة في أحيان كثيرة للدفاع عن المواطن السعودي في الكثير من القضايا. ولكن هذا لا يعني أن السفارات معفاة من القيام بكل ما بوسعها لخدمة المواطن. والكل يعلم ويسمع عن ما تقوم به سفاراتنا من جهد في حالة حدوث أي كوارث طبيعية في أي بلد مثلما حدث أثناء العواصف التي تحدث في امريكا مثلا. وبالطبع لا ننسى الجهد الذي قامت به سفارة المملكة وقنصلياتها في جمهورية مصر العربية أثناء فترة بداية ما يسمى الربيع العربي. حيث تم حجز فنادق بالكامل لإيواء المواطنين وتم التنسيق مع الخطوط السعودية لنقل الرعايا السعوديين. والحق يقال إنه قد يكون هناك تقصير من بعض السفارات ولكن من السهولة أن يتم تلافي أي قصور. ولكن سبق أن كان ما قامت به سفاراتنا لخدمة مواطنيها في الأزمات محل إعجاب الكثير من غير المواطنين الذين يتمنون جزءا بسيطا مما تقدمه سفاراتنا. ومنها استخدام طائرات خاصة لأي مواطن إذا لزم الأمر. ولكن في نهاية المطاف سفاراتنا عليها واجبات ولكن المواطن أيضا عليه مسؤوليات تجاه تصرفاته في الخارج. * كاتب ومحلل سياسي