تميزت الاحساء بالمدارس الشرعية والعلمية والفقهية منذ القدم عن غيرها من المحافظات والمدن في المملكة، باعتبار انها تزخر بعدد كبير من العلماء والكتاتيب التي تجاوز عددها العشرين، وكان هدفهم الأول في ذاك الوقت نشر العلم وتعليم "الصبيان" واستطاع هؤلاء المعلمون الأوائل من رجال الدعوة إثراء النشاط الديني في المنطقة، ومن هنا فقد خرَّجوا كثيرا من العلماء والقضاة الذين اضطلعوا بدور كبير في نشر العلم بمختلف اتجاهاته فيما بعد. ويقول الباحث خالد الفريدة من أشهر المدارس الشرعية والعلمية العريقة بالأحساء أسرة آل الشيخ مبارك وآل ملا وآل موسى وآل عمير وآل نعيم وآل ملحم والعبدالقادر آل جعفر وآل جعفري وآل سماعيل وآل عبداللطيف وغيرهم. ويقول الفريدة إن في تلك الحقبة للتعليم شبه النظامي بالأحساء قصة جميلة مشرقة تمتد إلى ما قبل عام 1019ه تقريباً، حيث كان طلاب العلم من الداخل والخارج يتنافسون حول حلق العلم التي يقيمها الشيوخ والعلماء في المساجد في مختلف أحياء وقرى الأحساء. ونظراً لكثرة الطلبة فكر الأهالي بإنشاء مدارس لها مقرات مستقلة وأوقفوا عليها المزارع والمساكن والأموال وقد أنشئت عدة مدارس كانت تعتمد في الصرف على ما تم إيقافه عليها، ومن أهم تلك المدارس: مدرسة القبة التي تأسست في حي الكوت عام 1019هجرية ومدرسة الشلهوبية تأسست في حي الكوت عام 1183ه ومدرسة الشهارنة تأسست في حي الرفعة عام 1200ه ومدرسة الشريفة تأسست في حي الكوت عام 1305ه ومدرسة القرين تأسست في حي الكوت عام 1312ه. أولى المدارس وقد اهتمت هذه المدارس بتدريس العلم الشريف وعلوم اللغة وهي مدارس شبه رسمية. وقد شهدت مدينة الأحساء ظهور المدارس النظامية أيام الوجود العثماني الثاني، حيث أسست مدرسة الراشدية عام 1319ه في وسط حي الكوت حيث بنيت بشكل مميز ظهرت فيه الطرز المعمارية الجميلة على شكل مبنى منعزل حوله فناء يشابه المدارس الحديثة. وقد اقتصر التعليم فيها على مبادئ القراءة والكتابة باللغة التركية وبعض العلوم الدينية والرياضية والاجتماعية، على أبناء الأتراك والمقربين منهم. إحدى المدارس الشرعية مدرسة القبة