تحظى مدرسة القبة الشرعية الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية من قصر إبراهيم الأثري في حي الكوت في مدينة الهفوف في الأحساء، باهتمام الباحثين والاكاديميين، لعراقتها إذ مضى على إنشائها 400 عام وتعد أول مدرسة علمية مستقلة متخصصة في تدريس العلوم الشرعية واللغة العربية في شرق الجزيرة العربية والخليج العربي إذ تأسست بتاريخ 1 / 8 / 1019 ه الموافق 19 / 10 / 1610 م. وعمل بالتدريس فيها على مدى قرون ماضية عدد من مشايخ أسرة الملا منهم الشيخ محمد بن علي بن حسين ثم ابنه الشيخ عبد الرحمن ثم ابنه الشيخ عمر ثم ابنه الشيخ محمد ثم ابنه الشيخ عمر ثم أبناؤه الشيخ محمد والشيخ عبدالرحمن ثم ابنه الشيخ عبد اللطيف ثم الشيخ عبدالله بن أبي بكر ثم الشيخ المفتي عبد اللطيف ثم ابنه الشيخ أحمد رحمهم الله جميعاً. وكان مدير جامعة الملك فيصل الدكتور عبدالعزيز بن جمال الدين الساعاتي زار المدرسة مؤخرا، يرافقه المشرف على إدارة الاعلام والعلاقات العامة المتحدث الرسمي للجامعة الدكتور عبدالعزيز بن سعود الحليبي وكادر الجامعة الإعلامي. وكان في استقبالهم القائم على المدرسة والولي على الوقف الشيخ محمد بن الشيخ أحمد الملا وعدد من أبنائه وأحفاده وفي مقدمتهم الدكتور عبدالإله بن محمد الملا عضو هيئة التدريس بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل. وخلال الزيارة قدم الشيخ محمد الملا نبذة تاريخية وافية عن هذه المدرسة. ومن جانبه أوضح الشيخ محمد الملا في معرض حديثه للدكتور الساعاتي أن مشايخ وخريجي المدرسة قد أسهموا بشكل كبير في دعم وإثراء الحركة العلمية داخل الأحساء وخارجها، وكذا في تولي المناصب الدينية العامة في مجالات القضاء والإفتاء والدعوة وإمامة المساجد والوعظ والإرشاد وتأليف المؤلفات النافعة في شتى العلوم، مبيناً أنه جرى ترميم هذه المدرسة وتجديد بنائها تحت إشرافه ومشاركته شخصياً في أعمال البناء وتم افتتاحها مجدداً بتاريخ 1 محرم 1431 ه. وأكد أن المدرسة لا تزال إلى يومنا الراهن تؤدي مهامها العلمية ونشر العلوم الشرعية وطبع الكتب النافعة. هذا وقد تجول مدير الجامعة داخل مرافق المدرسة وزار مكتبتها الثرية وتوقف طويلاً عند القبة التاريخية التي تعد تحفة معمارية لافتة، وأبدى إعجابه الشديد بهذا الأثر العلمي الفريد البالغ الأهمية على الصعيد العلمي والتاريخي لواحة الأحساء، وسجل كلمة في سجل الزيارات جاء فيها: (الحمد لله الذي مكننا من زيارة هذه المدرسة العريقة ولقاء أستاذنا الفاضل أبي عبد الإله وتشرفت بمعرفة جزء بسيط من تاريخ وعبق أحساء الخير، وأجد نفسي محظوظاً بهذه الزيارة والتي سبقني فيها علماء ومشاهير من أهل العلم ناهيك عن العلماء الذين تشرفوا بالدراسة فيها).