قال الباحث في تاريخ الأحساء معاذ آل الشيخ مبارك إن المدارس العلمية في المحافظة لا تزال تلعب دوراً في نشر الفكر الديني المستنير مثل مدرسة القبة الشرعية التي قام بتجديدها الشيخ محمد الملا، ويقوم بالتدريس فيها - حالياً - ابنه الشيخ الدكتور عبدالإله الملا، ومدرسة الصالحية التي يدرس فيها الشيخ الدكتور عبدالحميد المبارك، ومدرسة الشلهوبية التي يدرس فيها المؤرخ الشيخ يحيى بن أبي بكر الملا، وغيرها من مدارس العلم الشرعي. وأكد آل الشيخ مبارك خلال محاضرته "دور علماء الأحساء في نشر العلم" مساء أول من أمس في نادي الأحساء الأدبي، وأدارها عبدالله المصطفى، وحضرها نخبة من المهتمين بمعرفة أسماء علماء الأحساء، أن هذه المدارس أسهمت وما تزال في نشر الوعي والفقه على المذاهب الإسلامية المختلفة مما يدل على سماحة الإسلام ورحابته وسعة أفق أبنائه ورحابة فكر المسلمين وتقبلهم لرأي الآخر مهما اختلفوا معه في الرأي. وأشار إلى أن وجود صرحين علميين في الأحساء هما كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية الآداب في جامعة الملك فيصل لهما الدور المهم في الحياة العلمية في الواحة، حيث يضمان نخبة من المختصين في اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وقد تم اختيار عالمين من الأحساء لهيئة كبار العلماء هما الشيخ الدكتور علي الضويحي والشيخ الدكتور قيس آل الشيخ مبارك. وركزت المداخلات التي أعقبت المحاضرة على ذكر مدارس أخرى لم يرد ذكرها في طيات المحاضرة، حيث عدد المداخلون مدارس كثيرة كان لها دور علمي بارز، بيد أن المحاضر وعد بتدوينها في كتابه المقبل، مبيناً أنه من خلال كتابه الأول "شخصيات رائدة من بلادي"، تحدث عن شخصيات علمية وأدبية لها مكانتها الاجتماعية، وترجم لشخصيات لم يسبق الكتابة عنها لعدم تبلور الفكرة عند بعض الكتاب والأدباء، أو خوفًا من ألا يحصلوا على معلومات كافية، ومن تلك الشخصيات الشيخ عبدالله بن أبي بكر المتوفى سنة 1309، وكذلك كتب عن الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الملا قاضي الأحساء ومفتيها المتوفى عام 1339، وهذه الشخصية لها مكانتها التاريخية ومن الشخصيات المعروفة في الجزيرة والخليج، حيث قام باستضافة الملك عبدالعزيز في منزله بحي الكوت "منزل البيعة" أيام الحكم العثماني.