سلّط المشاركون في ندوة الشاعر محمد الثبيتي أول أمس بفندق مريديان الهدا بالطائف، ضمن ملتقى جائزة الشاعر محمد الثبيتي في دورتها الثانية على التجربة الشعرية والجوانب الإنسانية للشاعر المحتفى بجائزته، التي يقيمها نادي الطائف الأدبي الثقافي. وفي الندوة التي أدارها الإعلامي والشاعر خالد قماش، أوضح الدكتور سعيد السريحي أن الاحتفاء بالشاعر محمد الثبيتي هو إعادة لقراءة هذا الإرث، كونه شاعرا تراثيا، يشكل التاريخ جزءاً كبيراً من مكتبته التي لا تخلو من دواوين الشعر كأي شاعر، والعلوم العربية كالنحو والصرف، مبيناً أن هذا التنوع والثراء المعرفي أثرى تجربة الثبيتي وعمقها بهذا الشكل الجميل. وأشارت الدكتورة أمل القثامي في ورقتها (الثبيتي يجتاز النواميس ويختال اختيالا) الى أن من السهل قراءة النص مجردا، ولكن من الصعب قراءة المبدع نفسه كإنسان، مستعرضةً إنسانية الثبيتي وعنايته بأسرته، وعائلته، وإعجابه بالشاعر نزار قباني. في حين تحدث الدكتور عبدالعزيز الطلحي عن الغربة والاغتراب في شعر الثبيتي، معنونا ورقته ب(النجم الغريب سيرة في اتجاه القصيدة)، من خلال قراءة بعض القصائد وتحليلها وغربة المكان وغربة النموذج، ومحاولاته في كتابة النص الحر وبداياتها ومقاربته لها، من خلال نصوص (سألقاك يوما، مرثية القصيدة)، وقصائد أخرى. وفي الندوة الثانية التي حملت عنوان "الأسطورة" في شعر الثبيتي التي أدارها الدكتور خالد الغامدي من قسم اللغة العربية بجامعة الطائف، تحدث الدكتور هاجد الحربي عن مميزات الثبيتي وتوظيفه في الأسطورة، مشيراً إلى أنه يختلف عن أي شاعر سعودي لأنه صاحب مشروع ثقافي ورؤية فكرية وظل يدافع عن فكرته ويناضل من أجلها. وقال أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك خالد الدكتور عبد الحميد الحسامي في ورقة بعنوان "خصائص البناء الأسطوري في شعر محمد الثبيتي" إن المتأمل في المتن الشعري للثبيتي يجد أنه ينزع للتجريب المستمر على مستويي الرؤية والبناء، ويحاول تجاوز نفسه، ومن ذلك ما نلمسه في تنوع بنائه للأسطورة"، مبيناً أن التنوع في مظاهر حضور الأسطورة في النص عند الثبيتي ليس لها في البناء الشعري شكل واحد؛ فقد يتخذ الشاعر أكثر من مظهر في تناوله الأسطوري، منها ما ينتمي إلى الحدث السردي، ومنها ما يتعلق بالأسطورة باعتبارها فكرة أو تصورًا أو طقسًا، ومنها ما يتعلق بالشخصية الأسطورية. وفي نهاية الندوة كرّم رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بالطائف عطا الله بن مسفر الجعيد المشاركين في الندوة.