الزيارة التي يقوم بها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- للولايات المتحدةالأمريكية واجتماعه مع الرئيس الأمريكي تحظى بأهمية خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها عدة أقطار عربية، فثمة بؤر نزاعات متعددة يبدو أن ملفاتها المطروحة على بساط البحث بين العاهلين السعودي والأمريكي سوف تؤدي الى معالجتها ومحاولة احتوائها. ان الثقل الكبير الذي تتمتع به المملكة والولايات المتحدة سياسيا سوف يفسح المجال لتبادل الرأي حول سائر القضايا العالقة في منطقة الشرق الأوسط تحديدا، فالملف السوري لا يزال معلقا دون حلول جذرية تنهي الأزمة الصعبة التي يعيش في أتونها الشعب السوري منذ أعوام خمسة، كما أن الملف العراقي بحاجة الى وقفة متأنية لاعادة الأمور الى نصابها في هذا البلد الذي مزقته الخلافات وتكاد تقضي على وحدته الوطنية وسيادته. كما أن الاجتماع بين العاهلين لا بد أن يناقش التدخل الايراني السافر في كثير من الدول العربية التي تدور فيها رحى الحروب والنزاعات، فالتدخل الايراني في سوريا والعراق واليمن يزيد الطين بلة، ويؤدي دون شك الى تعميق جراح تلك الدول، واطالة أمد الحروب فيها، ولا يمكن السكوت عن هذا التدخل دون كبح جماحه وايقافه عند حدوده لانهاء التوتر في منطقة الشرق الأوسط. الى جانب ذلك فثمة أزمات اقتصادية عالقة لا شك أنها سوف تبحث أثناء القمة السعودية/ الأمريكية كتلك المتعلقة بأزمة الطاقة وانخفاض أسعار النفط وغيرها من الأزمات الاقتصادية التي ما زالت بحاجة الى بحث لتسويتها وايجاد الحلول المناسبة والناجعة لها للخروج بنتائج مرضية تؤدي الى رفع كفاءة اقتصاديات كثير من الدول التي تعاني الأمرين من أزمات صعبة تحتاج الى تسوية. ولا شك أن المملكة والولايات المتحدة بما يتمتعان به من علاقات جيدة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية بامكانهما أن يلعبا دورا حيويا وهاما لتسوية سائر الأزمات السياسية والاقتصادية الصعبة التي ما زالت تدور في كثير من دول العالم لاسيما دول منطقة الشرق الأوسط، فتلك الأثقال التي يتمتع بها البلدان سياسيا واقتصاديا سوف توظف لمعالجة كثير من الأزمات والعقبات. وسوف تناقش في القمة المرتقبة بين العاهلين أزمة الشرق الأوسط العالقة، وهي أزمة الشعب الفلسطيني التي تعد من أعقد وأصعب وأطول القضايا التي ما زالت عالقة دون حل، رغم أن المملكة أبدت مشروعها للسلام والقاضي بقيام الدولتين المستقلتين كطريقة مثلى لانهاء الصراع القائم في المنطقة وتسوية القضية بطريقة عادلة ومشرفة ترضي كافة أطراف النزاع القائم. ويبدو أن الفرصة مواتية في القمة المرتقبة لمعالجة كافة الأزمات الطاحنة التي تعاني منها المنطقة العربية لاسيما ما يدور في اليمن، فالولايات المتحدة لا تزال ترى أن الطريق الأمثل لانهاء الأزمة اليمنية يتمحور في عودة الشرعية الى بلد مزقته الحروب، ومزقته التدخلات السافرة من قبل ايران والقاعدة، ولا بد من وضع نهاية حاسمة تعيد تلك الشرعية وتعيد الأمن والسلام المفقودين الى هذا البلد من جديد. من جانب آخر فان من أهم الملفات التي سوف تناقش في القمة ملف الارهاب وكيفية احتوائه فهو ما زال يمثل ملفا هاما وعالقا، ولا بد من وجود الوسائل الكفيلة بإنهاء هذه الظاهرة وتقليم أظافر أصحابها لاعادة السلام الى كافة البلدان التي تعاني من ويلات تلك الظاهرة وآثارها المدمرة وخطرها القائم على سلامة دول العالم وأمنها ووحدتها الوطنية، ولا شك أن توحيد الجهود الدولية لاحتواء تلك الظاهرة هو السبيل الأمثل للقضاء عليها.