افتتحت اعمال مؤتمر القمة العربية يوم أمس بتونس وسط اجواء صعبة وظروف بالغة الخطورة تقتضي من الزعماء العرب الخروج بقرارات فاعلة ومؤثرة لحلحلة الازمات العالقة على الساحة العربية وعلى رأسها الازمتان العراقية والفلسطينية, ويفترض في (اعلان تونس) الذي سوف يتمخض عن القمة ان يتضمن توجيهات وتوصيات حيوية فيما له علاقة بالاصلاحات بما فيها اصلاح الجامعة العربية ومنظومة العمل العربي المشترك, وتأتي اعمال القمة العربية الدورية متزامنة مع انعقاد مؤتمر اسطنبول لمجموعة الثماني الكبار المقرر انعقاده بعد ايام, ولاشك ان (اعلان تونس) يتسم بأهمية خاصة في ضوء ما سيبحث في اسطنبول من مسألة لها علاقات مباشرة بالاصلاحات في الشرق الاوسط, اضافة الى ان القمة العربية امامها مستجد خطير لابد من بحثه بشكل مغاير عن منغومة الادانة والشجب, وهو ما يتعلق بالعدوان الاسرائيلي الخطير على مخيم رفح الفلسطيني, كما ان العرب في قمتهم الدورية معنيون ايضا بحث الادارة الامريكية على تعديل وثيقة الاصلاحات المقترحة في الدول العربية بما يتوافق مع ثقافاتها وتركيباتها الاجتماعية, ولا يريد العرب من الادارة الامريكية الا المساهمة الجادة والمنصفة في حل القضية الفلسطينية بشكل عادل ودائم ونهائي, فوثيقة الاصلاحات العربية ستكون متوافقة مع الوثيقة الامريكية المقترحة بعد تعديلها, فلابد من ادخال اضافات عربية حول خصوصية الاصلاحات في كل بلد, ولابد ان تدرك الادارة الامريكية اهمية حل النزاعات القائمة في منطقة الشرق الاوسط بطريقة صحيحة ومنصفة, فالقمة العربية الدورية وقمة الثماني الكبار يملكان فرصة سانحة لرسم مستقبل المنطقة والعالم فيما يتعلق بمسألة الارهاب تحديدا باتخاذ مواقف مدروسة لمعالجة تلك الظاهرة من جذورها, كما ان القمتين بوسعهما التوصل الى قرارات حاسمة حيال النزاع الفلسطيني/الاسرائيلي واهمها الدعوة الى قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة, وتؤكد المتغيرات والمستجدات على الساحة العربية أهمية القمتين في تونسواسطنبول لحلحلة العديد من القضايا الشائكة وعلى رأسها القضيتان العراقية والفلسطينية واهمية التحرك الفعلي من جانب العرب لوضع (وثيقة العهد) السعودية موضع التنفيذ, فقد اضحت الحاجة ملحة وماسة لتفعيل العمل العربي المشترك وادخال اصلاحات سياسية جذرية على الانظمة العربية واعادة هيكلة الجامعة العربية من جديد.