رست في ميناء عدن الجمعة سفينة تجارية هي الاولى منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على المدينة الواقعة جنوب اليمن في نهاية مارس، كما اعلن مسؤول في المرفأ. والسفينة "فينوس" التابعة لشركة الملاحة العربية المتحدة محملة ب 350 حاوية من مختلف المنتجات التي طلبها تجار هذه المدينة الكبرى في جنوب اليمن، كما قال نائب مدير مرفأ عدن عارف الشعبي. وقال الشعبي: "هذا يعني عودة مرفأ عدن للحياة، وهذا الامر سيفيد المدينة ومحافظات الجنوب". واضاف: ان سفنا اخرى ستلي وقد اصبح المرفأ اليمني الرئيسي مفتوحا الآن امام حركة الملاحة البحرية. وتمكنت القوات الموالية للحكومة مدعومة برا وجوا من قوات التحالف الذي تقوده المملكة من طرد المتمردين الحوثيين من عدن في منتصف يوليو بعد اشهر من المعارك الدامية. رد فعل ميدانيا، ارتكبت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح مجازر مروعة في تعز راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، لا سيما في حي عصيفرة الذي تعرض إلى حملة قصف عنيفة بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون. وأشارت المصادر إلى سقوط أكثر من 20 مدنيا في قصف عشوائي للميليشيات على أحياء تعز. كما تعرضت محطة كهرباء المدينة في حي عصيفرة إلى حملة قصف أدت لاشتعال الحرائق في أجزاء منها. وباتت ميليشيات الحوثي، التي تلقت مزيدا من التعزيزات، تستخدمها الآن في عملية انتقامية ضد المدنيين بعد أن فقدت السيطرة على المراكز والمنشآت الحيوية في المدينة. في هذه الأثناء، تحرز المقاومة الشعبية تقدماً نوعياً في تعز وفي بقية المناطق التي تشهد اشتباكات مع ميليشيات الحوثي وصالح. طائرات التحالف العربي، من جهتها، آزرت تقدم المقاومة على الأرض وقصفت تجمعات الميليشيات الحوثية داخل قصر الشعب الذي تحاصره المقاومة الشعبية منذ أيام وسط اشتباكات عنيفة في محاولة لدحر الميليشيات الحوثية. كما استهدفت طائرات التحالف معسكر قوات الأمن الخاصة ومعسكر اللواء 22 في ضاحية الحوبان ومعسكر اللواء 35 غرب المدينة، كما استهدفت قوات الأمن الخاصة شرق تعز. غارات التحالف استهدفت أيضا تجمعات ميليشيات الحوثي داخل قصر الشعب في تعز. على الجانب الآخر، صدّت قوات المقاومة والجيش هجمات عدة لميليشيات الحوثي وصالح في إب وكرش شمال محافظة لحج، وألحقت بها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. وفي تمهيد لعملية السهم الذهبي لتحرير العاصمة من الميليشيات الحوثية، شنت طائرات التحالف غارات مكثفة على معاقلهم في قاعدة الديلمي الجوية، والمعهد الجوي. حيث أفاد شهود عيان بأن انفجارات دوت عقب القصف وشوهدت ألسنة اللهب والنيران تتصاعد من المناطق المستهدفة. غارات كما شنت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات عنيفة على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي صالح بمحافظة البيضاء وسط اليمن امس. وقالت مصادر محلية: إن الغارات استهدفت منطقة "عقبة ثرة" الفاصلة بين محافظة أبين جنوبي اليمن ومحافظة البيضاء والواقعة في مديرية مكيراس. وسمع دوي انفجارات عنيفة وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع بكثافة من تلك المنطقة بحسب المصادر، مشيرة إلى أن تلك الغارات تأتي تمهيدا لتقدم المقاومة الشعبية والجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي إلى مديرية مكيراس. ويأتي ذلك في الوقت الذي دارت به مواجهات مسلحة بين الحوثيين وقوات صالح من جهة والمقاومة الشعبية من جهة أخرى في مديرية مكيراس، حيث شنت المقاومة قصفاً عنيفاً بالمدافع على مواقع الحوثيين هناك. وبحسب المصادر، فإن قتلى وجرحى سقطوا في صفوف الحوثيين وقوات صالح دون التأكد من اعدادهم. وتشهد محافظة البيضاء مواجهات عنيفة بين الطرفين منذ زحف الحوثيين وقوات صالح اليها قبل اكثر من أربعة أشهر، حيث تسعى المقاومة في الوقت الراهن لتحرير المحافظة منهم. وفي وسط اليمن شن طيران التحالف العربي عدة غارات على مواقع الحوثيين في مدينة إب، بعد أن استهدفت بقصف عنيف مواقع للحوثيين بالعاصمة صنعاء. وقال سكان محليون لوكالة الأناضول: إن خمس غارات استهدفت مواقع الحوثيين في جبل حراثة المطل على مدينة إب، والذي حوله الحوثيون إلى موقع عسكري لقصف المقاومة الشعبية، وأكد شهود عيان أنهم سمعوا دوي انفجارات عنيفة بسبب القصف. وكان الحوثيون وحلفاؤهم قد فشلوا الخميس في استعادة مديرية العدين بمحافظة إب وسط اليمن من المقاومة -التي انتزعتها منهم قبل حوالي أسبوعين- وقتل 17 من مسلحي الحوثي والمخلوع صالح في الاشتباكات التي دارت في "حدبة العليا" بالعدين. وتشكلت في الأسابيع الأخيرة مقاومة شعبية سيطرت على عدد من المديريات في محافظة إب، التي باتت تشكل منذ اندلاع المعارك قبل خمسة أشهر خط إمداد لقوات الحوثيين والموالية للنظام السابق المتجهة نحو تعز وعدنجنوبي اليمن. تنفيذ القرار الأممي سياسيا، ناقش مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه الدوري الذي عقد بالرياض الخميس، برئاسة نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح، صيغة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216. وقالت وكالة الأنباء اليمنية: "إن صيغة الاتفاق جاءت ضمن عدد من المحاور هي الإجراءات الأمنية، والمساعدات الإنسانية، واستئناف العملية السياسية، وإعادة الإعمار". وناقش المجلس، في اجتماعه أيضاً، تقريراً حول مستجدات الأوضاع العسكرية في البلاد، تناول الانتصارات العسكرية على ميليشيات الحوثي وأعوانها والانتشار الميداني للجيش الوطني في المناطق المحررة، بالتعاون مع المقاومة الشعبية. وتطرق المجلس إلى الوضع الصحي في اليمن وملف الجرحى في ضوء التنسيق المشترك مع المملكة العربية السعودية لإعادة تشغيل مستشفى عدن خلال الفترة المقبلة. كما ناقش ملف إعادة الإعمار والتأهيل للمناطق المتضررة. كان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد التقى الخميس مع مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الرياض. وجدد هادي خلال اللقاء التأكيد على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار 2216، وانسحاب الميليشيات الانقلابية من جميع المحافظات وتسليم السلاح وعودة الشرعية. ودعا المجتمع الدولي إلى الإسهام الفاعل والوقوف إلى جانب الشعب اليمني في إعادة الإعمار وبناء ما دمرته الميليشيات الانقلابية، مثمناً جهود المبعوث الأممي التي يبذلها لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية . من جانبه، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن استمرار الجهود الدولية التي ترعاها الأممالمتحدة لإعادة والأمن والاستقرار لليمن وإتاحة المجال للبناء والتنمية وبدء عملية الإعمار.