لم يكن هناك من يوم يمر علينا آمنين مطمئنين إلا ويزداد يقيننا بأن هذا الأمان يتجسد من خلال أدوار بطولية تقف وراء المشهد وتضحيات باسلة تؤثر الغير على نفسها، وتتلقى الضربات من أجل أن يؤمن الناس في بيوتهم. صحيح أن يد الغدر قد تمتد، لكنها لن تستطيع أن تتجاوز حماة الوطن من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه. وتظل القوات المسلحة حاجزا منيعا تتكسر دونه كل الطموحات الخارجية، تضطلع بمهامها بنجاح ومهنية عالية انطلاقا من عقيدتها العسكرية الحصيفة المتمثلة في حماية أراضي المملكة والذود عن ترابها وشعبها. ليس ذلك فحسب بل أيضاً تعزيز التوازن الفكري بين أفراد المجتمع والتصدي لما تبثه وسائل الإعلام المعادية على القنوات الفضائية من سموم وتشويه متعمد للصورة الحقيقية والترابط واللحمة الوطنية. ومن أبشع الأمور وأشدها قسوة أن تتخذ المساجد ميدانا لهذا الإرهاب، وأن يكون المصلون ضحية لهذه الجرائم، وهم آمنون بين يدي الله، ومطمئنون في حمايته. إن كل مواطن هو رجل أمن ملتزم بحماية وطنه، مهما كان موقعه في المجتمع، أو في الوظيفة، أو على مقاعد الدراسة، فمن يحمِ الوطن،.. فإنما يحمي دينه وقيمه ومبادئه وما نشأ عليه من مكارم الأخلاق النفيسة.. ويحمي الانسانية ويحرم هؤلاء من أن ينالوا غرضهم ببث روح الهزيمة أو التخلي عن روح التصدي لأفكارهم ومحاولتهم هدم البيت من الداخل، حتى وإن كان بأيدي البعض منا ممن ضلوا وابتعدوا عن سبيل الرشاد، سنحمي أملنا في غد مشرق، يراد له الضياع والدمار والتخريب الشامل، وما يرتكبه المجرمون من ظلم وقتل للأبرياء، إنما هو ذلك السلاح الذي سيعود عليهم مرة أخرى فدولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة. وقد حرص ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف على الصلاة داخل مسجد قوات الطوارئ بأبها الذي شهد التفجير الإرهابي. كل هذه الأحداث التي يشهدها الوطن على الصعيدين الخارجي والداخلي دفعت الأمة العربية إلى أن تتخذ قرارها بتشكيل نواة لقوة عربية مشتركة. وبالرغم من الهجمة المكثفة حالياً على السعودية من جهات معروفة داعمة للإرهاب فإن السعودية راسخة المبادئ، وشعبها في تلاحم فريد مع قادته. وبسبب ذلك بقي الأمن السعودي يسجل النجاحات المتوالية في دحر المنظمات الإرهابية ومخططاتها. يقول اللواء يحيى الزايدي، وهو خبير أمني: «من الواضح أن هناك مخططات خارجية لأمن ومقدرات المجتمع السعودي؛ فالسعودية مرت بأحداث كثيرة وضخمة، وكان ليقظة رجال الأمن دور بارز في تجنيب الوطن والمواطن نتائجها الكارثية. النجاحات الأمنية المتتالية أكبر رد على من يريد أن يستهدف أو يخلخل أمن السعودية». وهناك رسالة ينقلها دائما إلينا الأمن السعودي موجهة لمن تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن الكريم بقيادته وأهله وهي الوعد بقطع دابر كل فكر ضال ومعتدٍ، وهو أمر تؤكده النجاحات المتوالية- بفضل الله- وبالرغم من الأجواء المناخية والظروف البيئية الصعبة تجد رجال الأمن منتشرين على الشريط الحدودي مؤدين أمانتهم بحماية الوطن في كل وقت ومكان، متسلحين بإيمانهم في صورة تكشف معدنهم خاصة في وقت الغروب ولحظة الإفطار فتشاهد الجنود البواسل ممسكين بالسلاح يحمون به الوطن ضد المندسين وكل من يحاول الاعتداء على الوطن.